عمدة باوتسن: الاعتداءات على اللاجئين تضر بالمدينة
١٦ سبتمبر ٢٠١٦شهدت مدينة باوتسن (شرق ألمانيا) اشتباكات بين عشرات من اليمين المتطرف ولاجئين، ما دفع بعدد كبير من الشرطة للتوجه إلى المدينة والفصل بين المجموعتين ومن ثم حماية مراكز إيواء اللاجئين خشية تعرضها لهجمات من اليمين المتطرف. وقد بدأت المواجهات مساء أمس الأربعاء(15 أيلول/سبتمبر 2016) في إحدى ساحات مدينة باوتسن التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة شرق دريسدن، حيث تواجه حوالي 80 رجلا وإمرأة ينتمي معظمهم إلى "حركة اليمين المتطرف" وحوالي عشرين من طالبي اللجوء، لفظيا ثم جسديا، حسب ما أفاد به بيان للشرطة.
وشهدت المدينة في الأشهر الماضية عددا كبيرا من الحوادث التي استهدفت طالبي اللجوء. وفي شباط/فبراير، شهد عدد كبير من الأشخاص المبتهجين، إحراق مقر إقامة للاجئين وعرقلوا تدخل رجال الإطفاء، وقد تسببت هذه الصورة بفضيحة مدوية في ألمانيا. وفي آذار/مارس تعرض الرئيس الألماني يواخيم غاوك، الذي دافع مرارا عن اللاجئين ودعا الألمان إلى مساعدتهم، للشتائم خلال زيارة إلى باوتسن.
للحديث عن التطورات الأخيرة ووضع اللاجئين في المدينة، أجرت DW الحوار التالي مع عمدة المدينة، ألكسندر ارينز:
DW: هل فاجأتك الحوادث الأخيرة؟
ألكسندر ارينز: نعم. في الواقع تفاجأت من حجم الاشتباكات الأخيرة. حصلت من قبل مثل هذه الأحداث في سوق المدينة بين لاجئين وبلطجية ألمان. ولكنها لم تكن على هذه الدرجة من التطور والخطورة. ولم تكن مثل تلك الحوادث تستدعي تدخل القضاء. غير أنه من الملاحظ أن الحوادث تراكمت وأدت إلى ما أدت إليه.
حسب الأنباء، فإن حوالي 80 متطرف يميني شاركوا في الاشتباكات. هل ينحدرون جميعهم من مدينة باوتسن؟
صعقتني درجة التنظيم والدرجة الكبير لاستعدادهم للجوء للعنف، والتي أدت إلى أنهم رشقوا سيارة إسعاف بالحجارة. وقد أخبرتني الشرطة بعد الحادث أن الكثير من المشاركين في الاشتباكات استقلوا سيارات لا تحمل اللوحات المرورية لمدينة باوتسن.
الجديد أن المجموعات اليمينية أعلنت أنها ستقوم بمثل ذا الأفعال في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة. كيف تتعامل المدينة مع ذلك؟
بطبيعة الحالي سنكثف تواجد الشرطة وسيتم أخذ البال من اللاجئين في الشوارع. أريد أيضاً رفع حالة حظر التجول في المدينة بما يسمح للاجئين الشباب بالنزول إليها. لقد أعلنت في الماضي خلال الحملة الانتخابية من أني لن أنتهج سياسية ضد اللاجئين واليوم مازلت على موقفي.
ذهبت بعد الاعتداءات إلى سوق المدينة وتناقشت مع المتطرفين. ألم يكن ذلك خطراً عليك وكيف تعامل معك الناس؟ ألا يعتري المرء الخوف في مثل هذه المواقف؟
في مثل هذه المواقف لا أشعر بالخوف. تناقشت مع الناس، الذين يدل لباسهم وهيئتهم على أنهم من اليمين، بموضوعية. قال الكثير منهم لي أنهم لا يعتبرون أنفسهم يمينيون، غير أنهم لا يريدون اللاجئين بينهم. وهذا ما لا يمكن تنفيذه. قلت للناس وبشكل واضح أننا لن نسمح بأن يقوموا هم بتنفيذ ما يريدون. أنا منفتح في كل الأوقات على الحوار: أخصص خمس ساعات في الأسبوع للقاء للمواطنين والحديث معهم. الكثير منهم أبدا احتراماً لي وقال لي في وجهي بأنني شجاع، كوني جئت إليهم وتناقشت معهم.
زوجتك شرطية. ومن هنا فلديك إطلاع على تصرفات الشرطة. غالباً ما يتم انتقاد دور الشرطة فيما يتعلق بالتعامل مع اليمينيين المتطرفين في ولايات شرق ألمانيا ونسمع اتهامات عن غض الشرطة البصر عن أفعال اليمين المتطرف. ما موقفك من هذه الاتهامات؟
أستطيع القول فقط أن هذا الاتهام لا ينسحب على كل أفرار الشرطة. بالتأكيد هناك بعض الأفراد الذين يفعلون ذلك. غير أن هذا لا ينسحب على مدير الشرطة وزملائه في باوتسن.
ماذا تعني مثل هذه الحوادث لمدينة مثل باوتسن ولاقتصادها؟ أليس من الممكن أن ترعب المستثمرين؟
يعرف الناس في ألمانيا القليل عن مدينة باوتسن. كل ما يعرفه الناس هو أن باوتسن فيها يمين متطرف وكان فيها سجن للشتازي (وزارة أمن الدولة) أيام ألمانيا الشرقية. باوتسن مدينة تزخر بالعمل الاجتماعي التطوعي. كما أن مديونية المدينة صفر وحققت عوائد مالية جعلت منها مثال يحتذى لمنطقة شرق ولاية سكسونيا. والمدينة واحدة من أجمل مدن ألمانيا، وأفضل مدن العصور الوسطى، والتي مازالت محتفظة بمعالم تلك العصور. غير أن مثل هذا الأفعال لليمين المتطرف لا تخدم المدينة. لا يمكنني التكهن بكيف سيؤثر ذلك على صورة المدينة وعلى الاستثمار فيها. بيّد أني سألتقي مستثمرين في الأيام القادمة عندها سنرى كيف سيكون صدى الحوادث.