عمل الطلاب العرب أثناء الدراسة في ألمانيا
٨ أكتوبر ٢٠١٠يتوافد عدد كبير من الزبائن على المخبز الصغير في محطة القطارات بمدينة بون الألمانية. يرغب المسافرون بين القطار والآخر في شراء مأكولات خفيفة لسد جوعهم. في المخبز يقف ثلاثة بائعين لخدمة الزبائن. أحدهم الطالب السوري الأصل محمد حج محمد الذي يدرس المعلوماتية في جامعة بون.
عمل مرهق لمدة أربعة عشرة ساعة يوميا
بدأ محمد عمله اليوم في الساعة الثالثة صباحا. ورغم إرهاقه، فإنه لا يترك علامات التعب تبدو على محياه عندما يتحدث إلى الزبائن. العمل إلى جانب الدراسة شيء ضروري بالنسبة له من أجل تغطية مصاريفه. هنا لا بد " للمرء من أن يؤمن مصاريفه حيث لا يوجد أهل أو أصدقاء أو أقارب يمكن أن يقدموا المساعدة له"، كما يقول.
يتفرغ محمد للدراسة أكثر عندما لا تكون حاجته للمال ماسة كما يضيف. وحتى يتمكن من تقصير أوقات عمله خلال الفصل الدراسي، يعمل محمد الذي يدير المخبز الصغير، خلال العطل الجامعية - كما هو الحال الآن - ما بين ثماني إلى أربعة عشر ساعة يوميا. لكن هذا لا يعني بالنسبة له التفرغ للدراسة تماما كما يقول. فمسؤولياته كمدير للمحل تفرض عليه أن يعمل "أثناء وقت الدراسة عدة ساعات يوميا لإنهاء الأشياء الضرورية كما يوضح. "في بعض الأحيان يتصل أحد العمال أو صاحب المحل عندما أكون في الجامعة. في هذه الحالة أعود إلى العمل لمدة ساعة أو ساعتين حسبما يسمح به جدولي الدراسي." فقط في فترة الامتحانات يزداد الضغط على الطالب السوري كما يقول. في هذه الحالة يضطر إلى التضحية بساعات النوم حتى يتمكن من تحضير امتحاناته.
العمل يؤثر على مدة الدراسة
لكن ليس بإمكان جميع الطلاب الأجانب العمل بكثافة كما يعمل محمد. فهو مقيم في ألمانيا منذ أربع سنوات ومتزوج من مواطنة ألمانية، ما يعفيه من التقيد بالقوانين الألمانية التي لا تسمح للطلاب القادمين من دول غير دول الإتحاد الأوروبي بالعمل لمدة أكثر من تسعين يوما في السنة. وهذا ما ينطبق على أغلب الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات الألمانية، والذين يقارب عددهم 18.000 طالبة وطالب، لأن القلائل منهم فقط يحصلون على منح دراسية، ما يضطر البقية للعمل إلى جانب الدراسة حتى يتمكنوا من تغطية مصاريفهم.
وكما هو حال الطالب السوري محمد حج محمد يعمل العديد من الطلاب في مجالات بعيدة عن تخصصهم الدراسي. رغم ذلك ينظر الطالب السوري إلى هذا الأمر بشكل إيجابي. "العمل يطيل فترة الدراسة لمدة سنة إلى سنتين، لكني استفيد ناحية اكتساب خبرة إضافية في المجال الذي أعمل فيه الآن. كما أنني استفدت من الناحية المادية كثيرا".
من جهة أخرى يرغب الطالب الشاب، الذي أعجب بفكرة مشروع المخبز التي يعمل فيه، في تأسيس محل مماثل في المستقبل القريب. فالخبرة اكتسبها من خلال عمله هنا، ومشروع كهذا يمكن إنجازه حتى في حال حصوله على وظيفة في مجال تخصصه الدراسي، كما يقول وهو ينظر إلى ساعته. مضيفا بأن ثلاث ساعات فقط تفصله عن نهاية الدوام.
خالد الكوطيط
مراجعة: ابراهيم محمد