قبل ستة أشهر فقط كان من المحرمات في فنلندا مجرد الحديث عن إنهاء الحياد العسكري. لكن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يهز هذه القناعة الوطنية فحسب، بل حولها إلى العكس: فخمسة وسبعون في المائة من الفنلنديين يريدون الانضمام للناتو. "إيلبو بوهيولا" هو رئيس رابطة الاحتياط الفنلندية ويرحب برغبة بلاده في الانضمام للناتو. وهو يرى أن روسيا التي سبق وغزت فنلندا لا يمكن الوثوق بها أبدا. أما "فيلي نورمي" فهو رافض لأداء الخدمة العسكرية ويعتبر انضمام بلاده للناتو خطأ فادحا. كما يؤدي خدمته المدنية في هلسنكي وينظم المظاهرات ضد حلف الناتو ويتهمه بإثارة الحرب. "إيلبو بوهيولا" و "فيلي نورمي" يمثلان التناقضات التي لا يمكن التوفيق بينها في المعسكرين. فبينما يشعر الجندي السابق ابن الستين عاما بالرضا، يمر مؤدي الخدمة المدنية ابن العشرين عاما بأسوأ شهور حياته السلمية. الفيلم لا يتناول فقط توجهات السياسة الأمنية المتغيرة جذريا في فنلندا، بل أيضا الأقلية المسالمة الشابة التي ترفض أي نوع من العنف.