يدير المزارع ماتياس أوبنهاك مزرعة مع عائلته في وسط ألمانيا. لم تعد الأبقار والخنازير تجلب ما يكفي من المال، لذا يقف المزارع على حافة الانهيار المالي. تسعى ناشطة في مجال حقوق الحيوان وخبير اقتصادي زراعي إلى مد يد العون له، لكن ما يقترحانه يكاد يكون في البداية غير وارد بالنسبة لماتياس. يريد كل من Julya Dünzl و Timo Geuß إنقاذ الحيوانات من الذبح والحصول على الدعم لتحويل نشاط المزرعة. ورغم أن لدى المزارع الشاب منذ فترة طويلة تحفظات أخلاقية بشأن أسلوب التربية الكثيفة للماشية كما في الوقت الراهن، إلا أن عليه الآن أن يعتاد أولاً على فكرة أن تعيش الأبقار الحلوب والخنازير والدجاج دون أن تعود بأي فائدة على الإنسان، وأيضاً على فكرة أن تتحول مزرعته إلى الزراعة الحيوية فقط دون انتاج حيواني. يتم تمويل هذا التحول من خلال التبرعات وعدد من الجهات الراعية، والتي تعمل جمعية "Lebenstiere" على توفيرها. يحصل المزارعون الذين ينضمون إلى البرنامج مثل ماتياس، على مدفوعات شهرية ثابتة تتيح لهم الاحتفاظ بمزارعهم بمعزل عن تربية الحيوانات والاستفادة منها. تمثل الفيلسوفة السويسرية سارة هيليغتاغ مصدر إلهام لهذا النهج الجديد، فهي تدير بالقرب من زيورخ مزرعة، أصبحت أيضاً ملتقى للباحثين عن بدائل للزراعة التقليدية. رافقت السويسرية حتى الآن أكثر من 40 مزرعة خلال التحول إلى ما يُعرف بـ "مزرعة الحياة". لا تركز عمليات التحول هذه على الرفق بالحيوانات فحسب، بل تبحث أيضًا عن حلول لقضايا التغير المناخي والتغذية العالمية، مع مراعاة البعد الأخلاقي.