عنف خلال تجمع لليمين المتطرف في شارلوتسفيل وانتقادات لترامب
١٣ أغسطس ٢٠١٧قتلت امرأة في الثانية والثلاثين من العمر عندما صدمت سيارة عمدا، كما ذكر شهود عيان حشدا جاء للاعتراض على تجمع لليمين الاميركي المتشدد من نازيين جدد واميركيين يؤمنون بتفوق البيض ومنظمة كو كلوكس كلان واليمين البديل (آلت رايت). وجزء من هؤلاء على الاقل دعموا دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية. من جهة اخرى، قتل شرطيان في تحطم مروحيتهما بالقرب من المدينة، بدون ان يعرف ما اذا كانت هناك علاقة بين هذا الحادث واعمال العنف.
وجرت مواجهات بين المتظاهرين من الجانبين قبل تجمع اليمين في شارلوتسفيل الذي الغته السلطات في نهاية المطاف في هذه المدينة التاريخية الصغيرة الواقعة في شرق الولايات المتحدة. ودان ترامب أعمال العنف في شارلوتسفيل بدون أن يشير الى مسؤولية هذا الطرف او ذاك فيها. وقال من نادي الغولف الذي يملكه في بيدمينستر في ولاية نيو جيرسي حيث يمضي عطلته "ندين بأشد العبارات الممكنة هذا التعبير الكبير عن الكراهية والتعصب الأعمى، وأعمال العنف التي تسبب بها أطراف عديدون".
وأثار تصريحه الذي بدا أنه يساوي بين المعسكرين غضبا لدى الديموقراطيين وبعض الاستياء لدى الجمهوريين في حزبه. وقال ترامب ان "الكراهية والانقسام يجب ان يتوقفا وان يتوقفا فورا". وردا على اسئلة لصحافيين رفض ترامب ادانة حركات اليمين المتطرف بالتحديد. وانتقدت الديموقراطية هيلاري كلينتون التي هزمت في الانتخابات الرئاسية الاخيرة أمام ترامب، الرئيس الاميركي بدون ان تذكر اسمه. وكتبت في تغريدة إن "كل دقيقة نسمح لذلك بالاستمرار عبر تشجيع ضمني او بعدم التحرك هي عار وخطر على قيمنا".
وعبر السناتور الجمهوري عن فلوريدا ماركو روبيو ايضا عن موقفه في تغريدة على تويتر. وقال انه "من المهم جدا ان تسمع الامة الرئيس يصف حوادث شارلوتسفيل بما هي عليه فعلا، هجوم ارهابي نفذه مؤمنون بتفوق البيض". كما خرج الرئيس السابق باراك اوباما عن صمته مستشهدا بكلمات لنلسون مانديلا رمز النضال ضد الفصل العنصري في جنوب افريقيا. ونقل اوباما عن مانديلا "لا احد يولد وهو يكره شخصا آخر بسبب لون بشرته أو أصوله أو ديانته".
من جهته، دان وزير العدل الأميركي جيف سيشنز "التعصب العرقي والكراهية" بعد أعمال العنف التي شهدتها فرجينيا السبت (13 آب/ أغسطس)، حيث قامت سيارة بصدم حشد خلال مواجهات بين ناشطين يمينيين متطرفين ومشاركين في تظاهرة مضادة لهم.
وقال سيشنز في بيان إن أعمال العنف في شارلوتسفيل "تضرب قلب القانون والعدالة الأميركيين"، مضيفا "عندما تجري مثل هذه الافعال بدافع التعصب العرقي والكراهية، فإنها تخون قيمنا الأساسية ولا يمكن التسامح معها".
وفتح مكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي آي) تحقيقا في ظروف إقدام شخص على صدم حشد من المتظاهرين بسيارته في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا. وأكد سيشنز أنه أجرى محادثات مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريس كراي ومع مسؤولين في هذا الجهاز في شارلوتسفيل، ومع مسؤولين عن حفظ النظام في فرجينيا في شرق الولايات المتحدة حيث تقع المدينة.
من جهتها أعلنت إدارة الاف بي آي في ريتشموند (فرجينيا) في بيان فتح تحقيق في "ملابسات الحادث الذي تسببت فيه آلية بقتل السبت" في شارلوتسفيل. ومن الأسباب التي دفعت مكتب التحقيقات الفدرالي إلى تولي القضية هو أن الرجل المتهم بصدم الحشد بسيارته قدم من ولاية أوهايو بشمال شرق الولايات المتحدة، مما يتطلب تدخل الشرطة الفدرالية.
وأوقف الرجل قيد التحقيق. وقال آل توماس قائد شرطة شارلوتسفيل ان الشرطة تتعامل مع الوقائع على أنها "حادث قتل جنائي". وذكرت شبكة التلفزيون الأميركية "سي إن إن" إن المشتبه به جيمس أليكس فيلدز جونيور (20 عاما) وأصله من أوهايو، اتهم بالقتل والتسبب بجروح وبجنحة الفرار.
هـ.د/ ع.ش (أ ف ب، رويترز)