عوائق انتشار السيارة الكهربائية وآفاق التحديات
١٦ سبتمبر ٢٠١٣بالقياس إلى عدد السيارات المعروضة في المعرض الدولي للسيارات (IAA) في فرانكفورت، لا تلعب السيارات الكهربائية دورا كبيرا في هذا المعرض. ورغم ذلك فلم يعد أي منتج للسيارات يستطيع التخلي في تشكيلة سياراته المعروضة عن عرض موديل كهربائي واحد على الأقل.
"أوبل" في قلب الاهتمام
المصورون يتزاحمون ويتدافعون في جناح شركة أوبل. نادرا ما يكون هذا الاهتمام كبيرا بهذا الشكل تجاه مثل هذه الشركة التي تهزها الأزمات. سيارة أوبل المعروضة، بنية اللون، تدور على قرص دوار، بينما تتابعها عدسات أطقم تلفزيونية. ومن المفترض أن تستطيع هذه السيارة التي لا زالت في مرحلة تجريبية قطع مسافة 400 كيلومتر بكل سهولة. اسمها "مونزا" ولا يمكن العثور عليها في الطرقات، حيث لم يتم بعد التخطيط لإنتاج نسخة كهربائية منها.
وعلى جانب الرواق تعرض أوبل سيارة أخرى من طراز "أمبيرا" ، الموديل الكهربائي الحالي بين مجموعة سياراتها المعروضة، غير أنها لا تكاد تلقى اهتماما كبيرا. فهي لا تشكل حقا أهم سيارة في معرض السيارات بفرانكفورت، لكن ذلك يوضح وضع السيارات ذات الدفع البديل لدى زائري المعرض. علما أن "أمبيرا" القوية توجد في قلب اهتمام شركة أوبل وتباع بشكل جيد، وفقا لما تعلن عنه إدارة الشركة. فنصيبها من حيث مبيعات هذه الشريحة من السيارات متواضع رغم ما أعلن عنه رئيس شركة أوبل كارل توماس نويمان أن "تكاليف أمبيرا أصبحت أرخص بثمانية آلاف يورو من سعرها الأولي، غير أن ثمنها لا يزال بمستوى 38 ألف يورو.
الرغبات و التكاليف
من يود شراء سيارة كهربائية، فيجب عليه دفع قدر أكبر مقارنة بالسيارات الأخرى، و"ما دامت أسعار السيارات الكهربائية تبلغ ضعف أسعار السيارات العادية، فلن يحدث رواج بها" كما ما يقول شتيفان براتسيل مدير مركز تصميمات السيارات في جامعة العلوم التطبيقية في برغيش غلادباخ . بي إم دبليو تقدمت أيضا للأمام في قطاع السيارات الكهربائية ونموذجيها I3و I8. وكان الصدى إيجابيا بشأن النموذجين اللذين يشكلان أول سيارتين كهربائيتين بالمعنى الكامل. وبذلك تضع الشركة البافارية بي أم دبليو منافسيها تحت الضغط. وهناك من يقول في المعرض الدولي للسيارات بفرانكفورت بوجود مقاييس جديدة هي التي دعت بشركة أوبل الى خفض سعر سيارتها الكهربائية. ويرى خبير السيارات شتيفان براتسيل أن تصميم السيارتين البافاريتين كان بشكل جيد، وتلك نقطة مهمة ، لأن شركات صناعة السيارات تسعى الى إثارة "رغبات الزبائن. و"يجب أن تكون السيارات جذابة لدرجة تجعل الناس على استعداد لدفع مزيد من المال عند اقتنائها." وبالإضافة إلى ذلك فإن السيارة الكهربائية تشكل السيارة الثانية أو الثالثة من حيث الإستخدام. وبالتالي يتخوف السائقون كثيرا من عدم امكانية استخدامها بشكل قوي مثل السيارة التي يستعملونها في الأسفار والرحلات الطويلة. ورغم ذلك فإن الواقع يختلف.
معظم الرحلات لا تتعدى 50 كيلومترا
توصت الإحصائيات إلى أن 80 في المئة من مجموع رحلات السيارة لا تتعدى مسافتها أكثر من 50 كيلومترا. ما يشغل بال المشترين هو ما قد يحدث في 20 بالمائة الباقية من الإحصائيات. فهناك مخاوف من بقاء السيارة الكهربائية متوقفة في الرحلات الكبيرة مثلا، خاصة بالنسبة للأشخاص المتقدمين سنا والذين يقومون بتعبئة خزانات الوقود في السيارة حتى ولو كان ما فيها من وقود يكفي لقطع مسافة 160 كيلومترا أو أكثر.
على حلبة صناعات السيارات الكهربائية توجد منذ مدة طويلة شركة "رينو" الفرنسية التي تنشط في هذا المجال بشكل قوي. ZOEهو اسم أصغر طراز في سياراتها الكهربائية. وتقطع السيارة مسافة 200 كيلومتر بسهولة، حسب مختبري السيارات. شركة رينو نفسها تعتبر أن طرازها هذا يقطع 210 كيلومترات . ويبلغ سعر السيارة الصغيرة 22 ألف يورو، وبذلك تشكل رينو منافسة قوية للشركات الأخرى. في ربيع العام المقبل سيكون هناك أيضا إمكانية لشحن بطارية السيارة من خلال مأخذ كهربائي عادي في المنزل ، لأن الزبائن" يريدون تأمين شحن سياراتهم في كل مكان، وحتى عند زيارة جدتهم في البادية على سبيل المثال، كما يؤكد كلاريس دي برناردي من شركة "رينو" .
تحفيز أوروبي لا نتشارالسيارات الكهربائية
ليست حماية البيئة أو متعة الإبداع والحداثة في الإبداع هي التي تدفع بالشركات لتصنيع سيارات تعمل بطاقة الوقود غير الأحفوري. فالمعايير التي يضعها الاتحاد الأوروبي تلعب دورا هاما في تقدم تلك الصناعات. حيث يفرض الاتحاد الأوروبي معايير خاصة بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون مما يدفع بالشركات الى تخفض انبعاثات سياراتها. فالمسموح به حتى عام 2015 هو 120 غراما لكل كيلومتر وسينخفض عام 2020 الى 95 غراما فقط.
الأمر ليس سهلا، رغم أن شركة بي إم دبليو تمكنت بشكل جيد من خفض نسبة استهلاك سياراتها. فموديلات "آي" لدى بي إم دبليو تشكل لبنة هامة في طريق المستقبل. ويقول نوربرت رايتهوفر رئيس مجلس إدارة الشركة: "سنكافح للحصول على حصة معقولة في أسواق تلك السيارات". وفي غضون أسابيع قليلة تم تسجيل 90 ألف سائق متطوع لاختبار طراز آي ثلاثة (I3) عند قيادته. أما الرئيس التنفيذي لشركة فورد ألمانيا ، برنهارد ماتيس ، فهو يعبر عن أمله في مزيد من الدعم من قبل السياسين ويقول " لا ينبغي لنا أن نسأل عن الإعانات " مطالبا في نفس الوقت بتقديم حوافز والقيام بتدابير لدعم السيارات الكهربائية .
بحلول نهاية العام المقبل سيتوفر تجار السيارات الألمان على 16 موديلا جديدا من تلك السيارات. وتتوقع الشركة الرائدة فولكس فاغن أن تبيع عام 2018 مائة ألف سيارة كهربائية خالصة. وقياسا بالأرقام الحالية فإن تلك النسبة لا تشكل إلا واحد في المائة من المبيعات السنوية للمجموعة. كما أن لشركة دايملر تسعة نماذج من السيارات تعمل بالبطارية أو بخلايا احتراق الوقود.
لازالت للزبائن العديد من التحفظات الرافضة للسيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، غير أن هناك الآن وضعا حقيقيا واضحا يؤكد وجود عروض كثيرة في قطاع السيارات الكهربائية.