عواقب جسدية ونفسية خطيرة ـ الشعور بالعزلة قد يؤدي إلى الموت!
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٢
الشعور بالوحدة أمر خطير على الصحة، إذ أن الانعزال عن البشر قد يولد ضغوطا نفسية وجسدية لكثير من الناس، على المدى الطويل، كما يمكن أن تؤدي الوحدة إلى أمراض خطيرة مثل الاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية أو الزهايمر. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يؤدي الشعور بالوحدةإلى مزيد من الشعور بالألم والانعزال، حيث يعزل المصابون أنفسهم بدافع الخجل من شكلهم أو فشلهم في تحقيق نجاح ملموس أو حتى لعدم الشعور بأن هناك من يفهمهم.
وبحسب موقع فت فور فن الألماني تصبح المشكلة لدى هؤلاء وكأنها حلقة مفرغة، فبسبب أنهم منعزلون يشعرون بالخجل، وهو ما يساهم في خشيتهم من إقامة علاقات جديدة، ما يعني أن الكثير ممن يعانون من هذا الأمر بحاجة إلى مساعدة خارجية للتخلص من مشكلتهم بالإضافة إلى ذلك يبقى المصابون بالوحدة عادة في المنزل ولا يودون الخروج، ما يقلل من ممارستهم الرياضة ويؤدي إلى البدانة.
العواقب الجسدية المحتملة للوحدة
بحسب دراسة أمريكية فإن الوحدة المزمنة يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو السرطان، أو الخرف، حيث بينت دراسة من جامعة لوس أنجلوس أن الأشخاص الوحيدين لديهم مستوى أعلى من هرمون الإجهاد الكورتيزول في دمائهم مقارنة بالأشخاص الذين لديهم العديد من الاتصالات الاجتماعية.
في دراسة أخرى استمرت أربع سنوات، وجد العلماء أن الشعور بالوحدة لفترات طويلة يضاعف من خطر الإصابة بخرف الشيخوخة مقارنة بالأشخاص غير الوحيدين بأشخاص انطوائيين يميلون للعزلة. وبينت الدراسة أن الوحدة طويلة الأمد تزيد من خطر الوفاة بنفس طريقة التدخين أو زيادة الوزن. يمكن أن تؤدي الوحدة طويلة الأمد أيضًا إلى مشاكل جسدية. أولئك الذين يعانون من الوحدة غالبًا ما يعيشون بشكل غير صحي. إذ يتم تعويض نقص العلاقات الاجتماعية أحيانًا بالمزيد من الطعام أو الكحول أو النيكوتين. كما أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤثر على وظائف نظام المناعة لدينا، مما يضر بنوعية النوم ويعرضنا لخطر الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم وكذلك الخرف. لذلك فإن إدراك التأثير الذي يمكن أن تسببه الوحدة هو الخطوة الأولى للتصدي له.
نصائح للتخلص من الوحدة
ينصح الخبراء عادة باتباع بعض الخطوات البسيطة، مثل التحدث إلى الأصدقاء والعائلة، أو الانضمام إلى النوادي التي تنظم النشاطات الاجتماعية عبر ممارسة الهوايات والاهتمامات المفضلة لدى المرء، والتي قد تكون طريقاً للتعرف على الناس وإنشاء علاقات اجتماعية. كما أن العمل التطوعي قد يكون مفيداً جداً، خاصة وأنه يمنح الإنسان شعوراً بالقيمة والفائدة التي يقدمها، بحسب ما نشره موقع صحيفة الغارديان البريطانية.
كما يُنصح بالتخفيف من قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي من شأنها أن تضاعف الشعور بالوحدة والعزلة، طبقاً لما ذكره موقع (ميديكال نيوز توداي) الأمريكي.
وقد أظهرت دراسات أخرى أن تغيير طريقة التفكير قد يكون أسلوباً جوهرياً للتعامل مع الشعور بالوحدة. ويتمثل ذلك في التوقف عن التفكير السلبي أو المبالغة في التفكير، والتركيز على الأمور الإيجابية.
ومما لا شك فيه أن الكثير من العزلة تقود إلى الوحدة حتماً، لكن عليك أن تتعلم الاستمتاع بالوقت مع نفسك، فمن الممكن أن يكون ذلك بنفس أهمية النشاط الاجتماعي. اشغل وقتك بهواياتك واهتماماتك مع تقدير المتعة التي توفرها لك هذه الأشياء، ولا تربط سعادتك بالآخرين.
كما قد يؤنس وحدتك وجود حيوان أليف في حياتك، فامتلاك كلب أو قطة، مثلاً، يمكن أن يساعد في الحد من خطر الموت المبكر، وخاصة لدى من يعيشون بمفردهم والذين يصادف أنهم أكثر المجموعات عرضة لخطر الشعور بالوحدة المنهكة.
ع.أ.ج