عودة جثامين مهاجرين قضوا في قناة المانش إلى العراق
٢٦ ديسمبر ٢٠٢١عادت إلى كردستان العراق اليوم (الأحد 26 ديسمبر/ كانون الأول 2021) جثث ما لا يقل عن 16 مهاجرا من أكراد العراق كانوا قد غرقوا في نوفمبر/ تشرين الثاني عندما فرغ هواء قاربهم المطاطي عندما حاولوا عبورقناة المانش. وكانت الكارثة التي وقعت في 24 من الشهر الماضي وراح ضحيتها 27 مهاجرا أسوأ كارثة تحل بمهاجرين يحاولون عبور القنال إلى بريطانيا قادمين من فرنسا.
وهبطت الطائرة التي تقل الجثامين في مطار أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق في ساعة مبكرة اليوم الأحد. ونقلت سيارات إسعاف النعوش إلى قرى الغارقين وبلداتهم.
وقالت شكرية بكير التي كان ابنها أحد الغارقين "آخر مرة سمعت صوت ابني عندما ركب المركب. قال "لا تقلقي يا أمي، سأصل إلى انجلتراقريبا". والآن رجع لي في نعش".
وانتظرت العائلات المفجوعة وصول الجثامين داخل مطار أربيل، حيث تجمع عشرات الرجال والنساء والأطفال بعضهم يواسي البعض الآخر. النساء اللواتي ارتدين الأسود ذرفن الدموع، وإحداهن حملت صورة شاب في مقتبل العمر.
وجرى تحديد هويات 26 من الضحايا في فرنسا، من بينهم 17 رجلاً و7 نساء تراوح أعمارهم بين 19 إلى 46 عاماً، وطفل يبلغ من العمر 7 سنوات. ومن بين الضحايا أيضاً كردي إيراني و3 أثيوبيين وصومالي و4 أفغان ومصري، بالإضافة إلى العراقيين الـ16.
وغادر المهاجرون "في نهاية الليل" من لون بلاج قرب غراند سينث، حيث يخيم العديد من المهاجرين على الساحل الشمالي لفرنسا، على متن قارب مطاطي قابل للنفخ، ليعبروا إلى السواحل الإنكليزية.
ولم ينجُ من الغرق إلا كردي عراقي وسوداني، وفق وزارة الداخلية الفرنسية. وبحسب أحدهما، أحصى المهربون 33 شخصاً على متن القارب.
وتثار تساؤلات حول النداءات التي يفترض أن المهاجرين قد أطلقوها للسلطات الفرنسية والبريطانية حينما بدأ مركبهم بالغرق كما أفاد أحد الناجين. لكن المحافظة البحرية الفرنسية قالت إنه في حال الاتصال بها، لا يمكنها عدم التدخل.
وخلال السنوات العشر الأخيرة تسلل مئات الآلاف إلى دول غرب أوروباالغنية بمساعدة مهربين للفرار من الصراعات ومن الاضطهاد والفقر في رحلات طويلة من العراق وسوريا وأفغانستان واليمن والسودان وغيرها.
ولم يعد العراق في حالة حرب منذ هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في 2017 غير أن كثيرين لا يرون أملا في الحياة الكريمة بالبلاد لنقص الفرص والخدمات الأساسية وكذلك بسبب النظام السياسي الذي يعتبره أغلب العراقيين فاسدا وقائما على المحاباة.
ح.ز/ و.ب (رويترز/ أ.ف.ب)