عودة مايكل شوماخر بين الترحيب والتحذير
٢٣ ديسمبر ٢٠٠٩لأسابيع طويلة لاذ مايكل شوماخر ومعه فريق مرسيدس الصمت عما إذا كان بالفعل يعتزم قيادة سيارة الفريق الثانية الموسم القادم من بطولة سباقات الفورمولا وان ، إلا أن بطل العالم كشف اليوم الغطاء عن نيته العودة إلى أرض السباق، مؤكداً سبع مرات بنفسه خبر عودته وتوقيعه لعقد إلى غاية 2011 مع فريق مرسيدس جي بي بقيمة سبعة ملايين يورو.
البعض عبر بوضوح عن تخوفه من هذه العودة كما هو الشأن بالنسبة للسائق الألماني سباستيان فيتيل، الذي توقع أن تشتد المنافسة وأن يأتي ذلك على حساب السائقين الشباب، في حين اعتبر آخرون أن عودة شوماخار أفضل "هدية عيد ميلاد" كان يمكن أن يحصل عليها عالم الفورمولا وان الذي تراجع صيته بعد فضيحة فلافيو بريتوري مدير فريق رونو الذي حرض السائق نيلسون بيكي على القيام بحادثته المشهورة على حلبة سنغافورة. القنوات التلفزيونية الرياضية جميعها هللت بعودة شوماخار. وكان ذلك طبيعيا بعدما انفض المشاهدون -خصوصا في ألمانيا وإيطاليا- عن متابعة سباقات الفورمولا وان عقب اعتزال بطل العالم قبل ثلاث سنوات.
رجل الأرقام القياسية
وفي زمن الأزمات المالية كالتي تعصف حاليا بفِرق الفورمولا وان ، من المنتظر أن تعيد عودة السائق الألماني البريق وعنصر الإثارة إلى السباقات الكبرى. فهو السائق الوحيد في العالم الحائز على أكبر عدد من الألقاب سواء تعلق الأمر بلقب بطولة العالم، أو بعدد ألقاب السباقات الكبرى. وإذا كان فريق ماكلارين قد استعان بهذا البطل الأسطورة لخوض غمار الموسم القادم، فإن ذلك يأتي في خضم الترتيبات والإصلاحات التي يجريها الفريق حاليا استعدادا للبطولة القادمة بما فيها إعداد فريق خاص بسباقات الفورمولا وان لأول مرة منذ 55 عاما. وتطمح مرسيدس إلى إعادة أمجاد الماضي التي حصدتها مع مايكل شوماخار، حين كان هذا الأخير سائقا في فريق الشباب، وذلك قبل أن تستغني عن خدماته في خطوة اعتبرت فيما بعد من أكبر الأخطاء التي قامت بها إدارة الفريق وباعتراف منها.
تخوف لدى البعض من عامل السن
وإذا كان لكل شيء نقيض، فالترحيب الشديد الذي أعقب الإعلان عن عودة شوماخر في أوساط الفورمولا وان رافقه أيضا تحذيرات أطلقها بعض السائقين إلى الرجل الأربعيني في أن تسفر تجربته الجديدة عن المس بصيته الأسطوري بحكم سنه المتقدم. ولا عجب أن يضم بطل العالم هذا الموسم السائق البريطاني جونسون باتون صوته إلى صوت المحذرين وكأنه يريد القول "احترس يا شومي من الصغار ولا تستهن بهم". بيد أن هذه التحذيرات سريعا ما وجدت من يدحضها استنادا على مسيرة السائق الأرجنتيني الأعجوبة خوان مانويل فانجيو الذي فاز بلقب البطولة وعمره 46 عاما.
وباتت العقبة الأساسية أمام السائق الألماني اليوم مدى تعافيه من الإصابة التي تعرض لها عندما كان يسوق سيارته النارية. ومدى قدراته على إضافة ألقاب جديدة إلى رصيده الحافل؟ هذا ما ستثبته حلبة السباقات الكبرى عند انطلاق الموسم القادم بسباق جائزة البحرين الافتتاحية في الـرابع عشر من آذار/مارس القادم.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: سمر كرم