غابرييلي: "اشعر أنني مذنب لأنني خنت الثقة التي وضعها بي الحبر الأعظم"
٢ أكتوبر ٢٠١٢أعلن باولو غابرييلي، كبير الخدم السابق للبابا، الملاحق بتهمة "السرقة الخطرة" الثلاثاء (2 تشرين الأول/ أكتوبر 2012) أنه "بريء" من هذه الجنحة لكنه يشعر بـ"الذنب" حيال البابا بينديكت السادس عشر، وذلك في الجلسة الثانية لمحاكمة فاتيليكس المدوية، كما ذكر الصحافيون. وقال باولو غابرييلي، الذي تحدث خلال اليوم الثاني من جلسات الاستماع حيث يواجه تهمة السرقة المشددة لتسريب أوراق بابوية سرية إلى وسائل الإعلام، أمام القضاة "فيما يتعلق بالسرقة الخطرة، أعلن أنني بريء. اشعر أنني مذنب لأنني خنت الثقة التي وضعها بي الحبر الأعظم الذي أحبه بمثابة ابن له". وأكد غابرييلي أيضاً أنه تصرف بمفرده "من دون شريك"، لكنه أعترف بأنه يقيم "اتصالات" كثيرة في الفاتيكان حيث كان يشعر بـ"استياء كبير ومتفش".
وقال باولو غابرييلي أمام هيئة المحكمة إنه كان من "السهل التلاعب" بالحبر الأعظم وإنه لا يعرف ما يكفي عن شؤون الفاتيكان، مضيفاً للقضاة: "من موقعي كنت أستطيع أن أرى كيف يدرك الأفراد بعض المواقف وكيف كان ينظر لها من هم في (المناصب العليا)"، قائلاً إنه كان يناقش قضايا الكنيسة مع البابا بينما كان يتناول الطعام معه. وأوضح أنه بدأ يؤمن "أنه من السهل التلاعب بشخص لديه مثل تلك السلطات الهائلة في يديه".
زنزانة غير إنسانية
وعن ظروف احتجازه قال باولو غابريلي للمحكمة أنه يحتجز في زنزانة سجن صغيرة للغاية لدرجة أنه لا يستطيع مد ذراعيه فيها وتبقى الأنوار مضاءة فيها طوال الوقت. وأضاف غابريلي: "إنهم في الليلة الأولى لم يمنحوه وسادة "، كما أشتكى أمام القضاة من تعرضه لـ"ضغوط نفسية" لدى اعتقاله بعد توقيفه في 23 أيار/ مايو الماضي. وفي ضوء ذلك قرر الفاتيكان فتح تحقيق حول ظروف اعتقال كبير خدم البابا باولو غابرييلي.
وأدت فاتيليكس التي أدت إلى محاكمة كبير الخدم السابق للبابا بينديكت السادس عشر بتهمة السرقة تشمل مئات الرسائل التي مرت على مكتب البابا على مدى عدة أشهر في 2011 ومطلع 2012. والوثائق تقدم نظرة غير مسبوقة للسياسة الداخلية في الفاتيكان، من ادعاءات بالفساد في إدارة الفاتيكان والتنافس الشديد الذي يصل في كثير من الأحيان إلى درجة العداء بين كبار المسؤولين في أصغر دولة في العالم. كما تكشف قلقاً حيال مالية دولة الكنيسة الكاثوليكية نتيجة الأزمة المالية العالمية والدور الذي لعبه الفاتيكان في الدبلوماسية البعيدة عن الأنظار التي اعتمدت مع منظمة "ايتا" الانفصالية الباسكية.
ع.غ/ م.س (د ب أ، آ ف ب، رويترز)