غانا تُفجّر مفاجأة من العيار الثقيل وتفوز بجدارة على تشيكيا
١٧ يونيو ٢٠٠٦في مباراة اتسمت بالإثارة والندية منذ اللحظات الأولى تغلّب الفريق الغاني المغمور الذي يُشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى، تغلب على نظيره التشيكي بقيادة نجمه روزيدسكي بهدفين نظيفين. جاء الهدف الأول في المباراة بعد مرور دقيقتين على صافرة البداية ليكون الأسرع خلال بطولة العالم الحالية. أما الهدف الثاني فجاء في الدقيقة الـ 82. سجّل الغانيون بداية قوية وحاولوا فرض سيطرتهم على المباراة بشكل مبكر. وهذا ما نجحوا في تحقيقه، لا سيما بعد هدف السبق الذي حمل توقيع المهاجم أزامواه شيان بعد مرور أقل من دقيقتين على صافرة البداية. جاء الهدف الأول مفاجئأً للاعبين التشيك والجمهور ولعشاق كرة القدم على حد سواء. ونجم الهدف الأسرع في البطولة عن خطأ ارتكبه المدافع التشيكي توماس أويفالوسي حين فشل في إبعاد الكرة عن مرماه ليُحرز شيان هدف التقدم للأفارقة.
وبهذا الهدف الجميل واصل الغانيون هجماتهم على مرمى الحارس التشيكي المتألق بيتر شيش وتوفرت لديهم العديد من الفُرص التي لم يُحسن أي منهم استغلالها. أما الفريق التشيكي فلم يُشكل خلال العشرين دقيقة الأولى أي خطورة على المرمى الغاني الذي يحرسه ريشارد كينغستون. وواصل المشجعون المحتشدون في ملعب مدينة كولونيا الاستمتاع بمباراة مثيرة وقوية قدّم فيها كلا الفريقين أداءً قوياً ورائعاً. وفي الدقيقة الـ 29 سنحت فُرصة جيدة للفريق الأوروبي، لكنه فشل في إيداع الكرة في المرمى الغاني. وبعد دقيقة واحدة أضاع الغاني ماتيف أمواه المحترف في فريق دورتموند الألماني فُرصة محققة لغانا. وجاءت أفضل الفُرص للفريق الغاني لتعزيز تقدمه في الدقيقة الـ 32، لكن الحارس التشيكي بيتر شيش تصدى لكرة أزامواه شيان ببراعة منقذاً مرماه من هدف محقق. وقبل دقائق على نهاية الشوط الأول أضاع على الجانب الغاني شتفان أبياه وعلى الجانب التشيكي توماس روزيدسكي فُرصتين جيدتين للتسجيل.
تشيكيا تفتقد كولر وباروش
كان على الفريق التشيكي خوض هذا اللقاء دون مهاجميه النجمين يان كولر وميلان باروش اللذين غابا عن الملعب بسبب الإصابة. وبالتأكيد كان لغياب النجمين الكبيرين أثرٌ كبيرٌ على نتيجة هذه المباراة وعلى أداء الهجوم التشيكي. كان كولر أصيب بإصابة خطيرة (تمزق عضلي ) في مباراة فريقه الأولى أمام الولايات المتحدة، بينما يتعين على باروش الانتظار حتى الدور ثمن النهائي كي يكون بوُسعه تعزيز هجوم فريقه. وهكذا لم يكُن أمام المدرب التشيكي إلا الاعتماد على مهاجم واحد وهو فراتيسلاف لوكفينس الذي قدّم أداء ضعيفاً ولم يُشكل أي خطورة تُذكر على المرمى الغاني. وبعد الاستراحة كاد الفريق التشيكي أ، يُدرك التعادل، لكن الهدف الذي سجله نيدفيد أُلغي بسبب التسلل.
طرد المدافع التشيكي توماس أويفالوسي وضربة جزاء لغانا
في الدقيقة الـ 64 أشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء في وجه التشيكي أويفالوسي الذي عرقل المهاجم الغاني أمواه في منطقة الجزاء التشيكية. وفي الوقت ذاته احتسب الحكم ضربة جزاء لغانا، لكن أزامواه شيان الذي أحرز الهدف الأول فشل في إحراز الهدف الثاني له ولفريقه في هذه المباراة لتبقى النتيجة هدف للا شيء لغانا. إذ ارتطمت كرته بالقائم التشيكي الذي أبقى على إثارة المباراة حتى الدقائق الأخيرة.
أداء رائع لغانا
على الرغم من إضاعة ضربة الجزاء، إلا أن الغانيين واصلوا هجماتهم على مرمى الخصم وتوفرت لهم فُرصة تلو الأخرى، لكن دون أن يُحسن أي منهم استغلال أي منها. هذا بالإضافة إلى تألق الحارس التشيكي بيتر شيش في التصدي لكرات كثيرة كانت في طريقها إلى المرمى. والأمر المثير في هذا اللقاء أن الغانيين لم يكتفوا بتقدمهم بهدف وحيد وكانوا مصرين على تعزيز تقدمهم بهدف ثان أو ثالث أو أكثر. وهذا ما نجموا في تحقيقه في الدقيقة الـ 82 حين أحرز مونتاري الهدف الثاني لفريقه بعد تلقيه الكرة من صاحب الهدف الأول أزامواه شيان. بهذا الفوز الكبير أثبت الفريق الغاني أن الفرق الإفريقية لسيت ضعيفة وأنها قادرة على مجاراة كبرى الفرق الأوروبية والعالمية. وبذلك أنعش الغانيون آمالهم في التأهل إلى الدور ثمن النهائي، بينما أصبحت مهمة التشيك صعبة بخاصة أن لقاء المجموعة الأخير يجمعهم مع الفريق الإيطالي القوي.
علاء الدين موسى