غزة – التصعيد بين حماس وأنصار"داعش" ينذر بانفجار الأوضاع
١٦ يونيو ٢٠١٥تتشابك الأمور أمام حركة حماس بوجود جماعات دينية متشددة في غزة. إن ذلك يزعج حركة حماس بشدة بصفتها الجهة الأمنية المُسيطرة على قطاع غزة. لقد تخطى الأمر الحوار ليصل الآن إلى مواجهات ومطاردات وملاحقات وصولا إلى قتل عناصر من تلك الجماعات التي باتت تشكل تهديدا واضحا لحركة حماس بعد إطلاق هذه الجماعات تحذيرات بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل واستهداف عناصر حماس الأمنية، "طالما استمرت الاعتقالات في صفوفهم ولم يُفرج عن جميع مُعتقليهم من قبل قوات الأمن التابعة لحركة حماس في غزة"، حسب بيانات هذه الجماعات التي ربما أطلق عليها البعض "تنظيم داعش". فيما يعتبر آخرون أنها " جماعات دينية تأثرت بأفكار تنظيم الدولة الإسلامية ". DW/عربية أجرت لقاء مع الناطق باسم داخلية حماس ومع محللين سياسيين للوقوف عند حقيقة تلك الجماعات.
"مجموعات خرجت من عباءة حماس"
"البيئة في قطاع غزة ترجح ولادة جماعات متطرفة وتشجع على ذلك بقوة ". هذا ما يقوله المحلل السياسي طلال عوكل الذي يؤكد في حديثه لـDWعربية أن الجزء الأكبر من عناصر تلك الجماعات منشق "عن حركة حماس من كتائب القسام ولديه مواقف متشددة". ويتفق مع عوكل المختص في الشأن السياسي د.عدنان أبو عامر الذي يوضح أيضا لـDW/عربية أنه "ليس هنالك شيء اسمه تنظيم الدولة أو داعش في غزة. الأمرالقائم هو وجود مجموعة من حالات متناثرة ومتباعدة، ذات ولاءات أيدلوجية للفكر الجهادي دون وجود تنظيم هرمي أو عنقودي لها. وبالنظر إلى حماس كتنظيم كبير، فمن الطبيعي ان يخرج متشددون من عباءتها ". ويعتقد أستاذ العلوم السياسية والإعلام في جامعة فلسطين د.عمير الفرا أن "مناصري ومؤيدي فكر "داعش" وصل عن طريق وسائل الإعلام دون وجوده على ارض الواقع، لكنه يجد تعاطفا لدي بعض الشباب خاصة لدى العاطلين عن العمل والفقراء". ملاحظا أن "غزة ليست محصنة ضد داعش". في هذا السياق يصف إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة لـ DWعربية عناصر هذه المجموعات بأنهم يشكلون" بعض الأفراد المتأثرين بنشاط داعش في دول الجوار. ويضيف البزم: "رصدنا عشرات مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي تديرها المخابرات الإسرائيلية ورام الله لتهويل الوضع وترويجه واستغلال أفكار داعش للنيل من الأمن في غزة". ويضيف البزم "نؤكد لـDW/عربية أن قطاع غزة لا يوجد فيه على الإطلاق تنظيم داعش".
"يحاول البعض استجلاب العداء لقطاع غزة"
كثرت الملاحقات والمواجهات بين حماس و تيارات وصفت بالسلفية الجهادية، لكن بيانات وزعت على وسائل الإعلام لتنظيم أطلق على نفسه إسم جماعة أنصار بيت المقدس "داعش ولاية غزة" توعد عناصر الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في غزة بالاستهداف بعد مقتل احد عناصرها على يد عناصر حماس الأمنية . كما هدد باستمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل. البيان دعا المواطنين الابتعاد عن المراكز الأمنية والعسكرية التابعة لعناصر حماس حفاظاً على أرواحهم، كما توعد حماس باستمرار المواجهة. واللافت للنظر هو انتشار الحواجز الأمنية بكثافة داخل مدن قطاع غزة. المتحدث باسم الداخلية يعزوا سبب هذا الانتشار" لحماية الوفاق والأمن الفلسطينيين" ويضيف: "ندعوكم للتجول في غزة لتشاهدوا أن الأمن مستقر". ويقول البزم " لن نسمح بزعزعة الأمن، والصواريخ الثلاثة التي أطلقت على إسرائيل كانت مسروقة البعض يحاول جر قطاع غزة إلى مرحلة جديدة من العدوان الإسرائيلي وهي محاولات عابثة، ونتنياهو يحاول وصف المقاومة ب"داعش" ليستجلب العداء لقطاع غزة".
"صعوبة لجم الجماعات المتشددة"
يري المحلل السياسي طلال عوكل أن حماس تراقب تحركات الأوضاع بهذا الشأن ويلاحظ: "لا يستطيع احد أن يضمن لجم تلك الجماعات المتشددة التي تسبب صداعا مزمنا لحماس". ويحذر عوكل بأن حماس قد تسيطر وتضبط الوضع إلى حد ما، لكن المخيف هو "عدم وجود ضمانة لضبط الوضع في غزة لفترة زمنية أطول في ظل الفقر والحصار والانقسام الداخلي وتعطل إعادة الاعمار التي تنتج التطرف ".
ليست غزة مصدر قلاقل بالنسبة لمصر!
وفي الوقت الذي يؤكد فيه الخبير السياسي د.عدنان أبو عامر أن حماس لن تسمح لمثل تلك التنظيمات بالعبث بالأمن، وأنها تضع خطا احمرا للتعامل مع تلك التنظيمات السياسية والفكرية، يعتقد الأستاذ د. عمير الفرا أن حماس أمام إشكالية مؤيدي "داعش": "فهي من جانب تخشى التعامل معهم لعدم نبش عش الدبابير في وجهها، ومن جهة أخرى هناك روايات التعامل العنيف والاعدمات غير المبررة مع تنظيمات متشددة دينية سابقة." ويضيف المتحدث أن الجانب الايجابي في هذه المواجهة هو رسالة "كسب الجبهة المصرية ". وهذا ما أشار له أيضا المتحدث باسم الداخلية إياد البزم لـ DW/عربية عندما قال: "نحرص على أن لا يكون قطاع غزة مصدر القلاقل خاصة بالنسبة لمصر التي تربطنا بها علاقة متينة، ولن نسمح بأفكار "داعش" وتهديد الأمن المصري، كما نُصر على أن يقوم الجانب المصري بفك الحصار علينا وفتح معبر رفح باستمرار".