غزة: عين على التصعيد الإسرائيلي وأخرى على المونديال
٧ يوليو ٢٠١٤لم يتمكن خالد ومحمد ومنصور من مشاهدة مباريات كاس العالم في منازلهم. انقطاع الكهرباء بشكل متواصل فضلا عن عدم مقدرتهم على شراء جهاز لاستقبال مباريات المونديال وموجة الحر الشديدة ، عوامل دفعهم إلى ارتياد مقهى على ساحل بحر غزة. ويشير الشبان الثلاثة لـDW عربية إلى أنهم تركوا واقعهم وأزمات غزة جانبا "لنأخذ قسطا من راحة البال بعيدا عن الهمّ اللي يلاحقنا في كل مكان".
وبجانب هؤلاء، هناك عشرات الشبان الذين لا يكترثون بما يجري حولهم حال بدء المباراة، ليبدءوا بالمتابعة باهتمام وشغف. واللافت أنه عندما سجل الفريق الألماني هدفا في مرمى الفريق الفرنسي، تعالت الأصوات ابتهاجا، متزامنة مع قصف إسرائيلي ليس ببعيد عن هؤلاء الشباب.
شباب حول شاشات عرض كبيرة
منذ انطلاق المونديال يحرص كثير من مواطني قطاع غزة وخاصة الشباب على متابعة فريقهم المفضل من خلال شاشات العرض الكبيرة، التي لا يكاد مقهى يخلو منها. أبو عادل وسعيد وجابر والطفل محمود التفوا حول شاشة عرضٍ كبيرة في أحد نوادي غزة، وأشاروا لـ DW عربية إلى أن "أجواء المتابعة الجماعية لمباريات المونديال تلهب الأجواء حماسة ومتعة تفوق عن مشاهدتها في المنازل".
ويضيف أبو عادل: "الحصار وإغلاق معبر رفح حال دون تمكن المشجعين في غزة من السفر إلى البرازيل لمتابعة المباريات". ويتمني أبوعادل ونجله محمود صعود الفريق الألماني وحصوله على كأس المونديال. وفى مقهى آخر يقفز المشجعون ابتهاجا بصعود الفريق الألماني إلى نصف النهائي، ويضيف بعض مشجعي الفريق الألماني "ننتظر الموعد الناري بين ألمانيا والبرازيل". في المقابل، يتوعد مشجعو الفريق البرازيلي مشجعي الفريق الألماني بالهزيمة.
مجازفات بمشاهدة المباريات
يشهد قطاع غزة حالة من الترقب والحذر مصحوبة بشن سلسلة غارات جوية إسرائيلية على أهداف في أنحاء متفرقة من القطاع. وتتزامن هذه الغارات مع حشود عسكرية إسرائيلية على محيط قطاع غزة، فضلا عن التحليق المستمر لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء غزة. لكن هذه الأجواء المرشحة لمزيد من التصعيد، لم تثن الشباب عن تشجيع فِرقهم المشاركة في المونديال. ويعتبر الكثير ممن حاورتهم DW عربية أن "القصف والتصعيد الإسرائيلي ليس بالشيء الجديد، تعودنا على هذا الأمر".
ويبتسم صاحب احد المقاهي قائلا "نحن نسترزق من هذا المونديال والحمد لله الشباب ما بخافوا، لا من قصف ولا من اجتياح إسرائيلي، واللي ربنا كاتبو بيصير". ويشارك مجموعة من المتواجدين في الحديث وعيونهم تراقب نهاية مباراة البرازيل وكولومبيا "إحنا بنترك همومنا وواقعنا الصعب، لكن مش ناسيين شو بيصير حولنا، فعيوننا كمان على التهديد والتصعيد والقصف المستمر".
متابعات من خلال محطات أرضية
تُبث مباريات المونديال حصريا من خلال قنوات مُشفرة تتطلب اشتراكا أو جهاز استقبال ثمنه 280 دولارا. مبلغ مرتفع لمتابعة مباريات تمتد لشهر واحد فقط. لذا يلجأ معظم المواطنين إلى متابعة المونديال في منازلهم من خلال محطات تلفزة محلية أرضية تبث المباريات تباعا وبدون ترخيص. ويتابع عطية وأسرته المونديال من خلال المحطات الأرضية، فهو يخشي التنقل ليلا في الشوارع "لأن القصف والغارات تشتد بالليل". لكن ما يثير غضب واستياء من يتابعون المونديال في منازلهم هو انقطاع التيار الكهربائي لمدة 16 ساعة يوميا. أما ميسورو الحال، فيتغلبون على ذلك بالمولدات الكهربائية المنزلية.