غزة: وكالات أممية ترفض مقترح من طرف واحد لإقامة "مناطق آمنة"
١٦ نوفمبر ٢٠٢٣أعلن رؤساء عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى الخميس (16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)، رفضهم المشاركة في "المناطق الآمنة" في غزة التي أعلنت من قبل طرف واحد من أطراف الصراع.
وقالوا في بيان مشترك: "باعتبارنا القادة في مجال تقديم المساعدة الإنسانية، فإن موقفنا واضح: لن نشارك في إقامة أي 'مناطق آمنة' يجري إنشاؤها في غزة دون موافقة الأطراف كافة عليها". وبحسب البيان فإنه "في ظل الظروف السائدة، تنطوي المقترحات التي ترمي إلى إقامة 'مناطق آمنة' على خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما يشمله ذلك من وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، ويجب رفضها".
ووقع قرابة 12 من رؤساء وكالات أممية من بينها مفوضية الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الانسانية وغيرها. وأكد البيان "لقد تسببت الأعمال القتالية الضارية وتدمير البنية التحتية المدنية على نطاق واسع في التهجير الجماعي الذي طال المدنيين" وأدت إلى نزوح 1,6 مليون شخص.
وانتقدت الأمم المتحدة دعوات إسرائيل للمدنيين في غزة الى التوجه إلى ما يسمى بـ"مناطق آمنة" في الجنوب، محذرة أن لا مكان آمنًا في القطاع، وأكدت: "لم تشارك أي من المنظمات الإنسانية التي نمثّلها في التحضير لوصول المهجرين إلى أي 'منطقة آمنة' - أو 'منطقة إنسانية'- مرتقبة في غزة". وتقول إسرائيل إن هدفها من الدعوات هو حماية المدنيين الذين تقول إن "حماس تستخدمهم دروعًا بشرية".
وشدد البيان أنه على أنه "دون إتاحة الظروف المناسبة، يمكن أن ينطوي تجميع المدنيين في هذه المناطق في سياق الأعمال القتالية الدائرة على خطر تعرُّضهم للهجوم وإيقاع المزيد من الأذى بهم".
وبحسب الموقعين فإنه "لا 'منطقة آمنة' تحظى بالأمان حقًا عندما يجري الإعلان عنها من جانب واحد أو تُفرض من خلال وجود القوات المسلحة". وأكد البيان أن أي حديث حول المناطق الآمنة "لا يجب أن يحيد (..) عن الالتزام الذي يملي على الأطراف أن تتوخى العناية الدائمة للحفاظ على حياة المدنيين - أينما كانوا - والوفاء باحتياجاتهم الأساسية".
وأضافوا "ينبغي أن يتمكن السكان المدنيون في غزة من الحصول على الضرورات الأساسية التي تبقيهم على قيد الحياة، بما فيها الغذاء والمياه والمأوى ومقتضيات النظافة الصحية، والصحة، والمساعدات والأمان"، وتابعوا: "ينبغي أن تملك المنظمات الإنسانية القدرة على الحصول على الوقود بكميات كافية لإيصال المعونات وتقديم الخدمات الأساسية".
"احتمال مباشر للموت جوعًا"
وحذر برنامج الأغذية العالمي الخميس أن السكان يواجهون "احتمالًا مباشرًا للموت جوعًا" في قطاع غزة، حيث أصبحت "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليًا". وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان: "مع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمالًا مباشرًا للموت جوعًا". وأكدت ماكين: "لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد قيد التشغيل" في إشارة إلى المساعدات عبر معبر رفح، وأضافت: "الأمل الوحيد هو فتح ممر آمن آخر لوصول المساعدات الإنسانية من أجل جلب الغذاء الضروري للحياة إلى غزة".
وبحسب البرنامج فإن نقص الوقود يعرقل أيضًا إيصال الطعام، بسبب عدم قدرة الشاحنات التي وصلت من مصر الثلاثاء إلى الوصول للمدنيين بسبب نقص الوقود. وأضاف: "الأغذية التي دخلت غزة لا تكفي سوى لتلبية 7 في المئة من الحد الأدنى اليومي من احتياجات السكان من السعرات الحرارية".
"الأونروا قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل"
من جانبه قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الخميس إنه يعتقد أن هناك محاولة متعمدة "لخنق" عملها الإنساني في غزة، محذرًا من أن الوكالة قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل بسبب نقص الوقود. وأضاف أن كثيرًا من عمليات الأونروا، التي تقدم دعمًا لأكثر من 800 ألف نازح في قطاع غزة المحاصر، قد توقفت بالفعل، بما في ذلك العشرات من آبار المياه ومحطتا مياه ومحطات للتعامل مع مياه الصرف.
وأردف لازاريني قائلا للصحفيين في جنيف: "أعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عملياتنا وإصابة العملية بالشلل"، وقال: "نجازف بتعليق عملياتنا الإنسانية كلها. أعتقد أن من الشائن أن وكالات إنسانية تضطر للتسول من أجل الوقود". وأوضح لازاريني أن الوكالة أطلقت نداءات لأسابيع للحصول على الوقود الذي أُدخل إلى غزة أمس الأربعاء لأول مرة منذ بدء حرب إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أن الوقود الذي سُمح بدخوله، 24 ألف لتر من وقود الديزل لتشغيل شاحنات توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة، لا يكفي ما يحتاج له سكان قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة.
وتابع: "بسبب نقص الوقود، لن نستطيع إرسال شاحناتنا في أنحاء جنوب قطاع غزة حيث يوجد لدينا أشخاص ينتظرون توصيل (المساعدات) الإنسانية"، مشيرًا إلى معبر رفح المشترك مع مصر، وهو المعبر الوحيد المفتوح لإدخال مساعدات إنسانية.
وترفض إسرائيل دخول واردات الوقود قائلة إن حماس قد تستخدمها لأغراض عسكرية.
وحذر لازاريني من أنه "دون وقود سيكون من المحتوم سقوط قتلى من المدنيين بشكل لا يتصل مباشرة بالحملة العسكرية الانتقامية" بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال: "اليوم، ما نقوله هو أنه إذا لم يدخل الوقود فإن الناس سيموتون بسبب نقص الوقود. منذ متى بالتحديد، لا أعلم. لكن ذلك سيحدث عاجلًا لا آجلًا". وعن انقطاع الكهرباء صرح: "يمكن لذلك تأجيج أو تصعيد آخر نظام مدني متبق لدينا في قطاع غزة"، واصفًا نطاق الخسائر والدمار في غزة بأنه "مهول وحسب".
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
م.ع.ح/خ.س (أ ف ب، رويترز)