غياب عربي واضح في مهرجان كرة قدم الشوارع في ألمانيا

لن تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأحد المقبل المباراة النهائية لمونديال 2006 بين فرنسا وإيطاليا فحسب، بل أنها ستكون مسرحا لنقل مجريات نهائي بطولة العالم الأولى لكرة قدم الشوارع التي انطلقت الأحد المقبل في حي كرويتسبرغ المعروف في ألمانيا بتنوعه الثقافي. وحضرت إلى العاصمة الألمانية فرق من 22 دولة للمشاركة في الفعالية الرياضية التي افتتحها الأحد الماضي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سيب بلاتر برفقة وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير وعمدة برلين كلاوس فوفرايت. وعن فكرة الفعالية الرياضية وأهدافها، قال مدير المشروع يورغن غريسبيك في حديث خص به موقعنا إن مهرجان كرة قدم الشوارع هو "حجر الأساس لمشروع دولي يعمل في جميع أنحاء العالم من أجل استخدام كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام كوسيلة لمحاربة المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الشباب كالإدمان على المخدرات وتعاطي الكحول وغيرها من المشاكل التي تعترض طريقهم." يشار إلى أن كأس البطولة يحمل اسم اللاعب الدولي الكولومبي أندرياس إسكوبار الذي اغتيل عقب عودته من مونديال عام 1994 في الولايات المتحدة إلى بلاده لأنه سجل هدفا بالخطأ في مرمى بلاده. وعن هذه الجريمة قال غريسبيك إنه كان يعمل في حينها كمدرس مساعد في جامعة ميديلين، مسقط رأس إسكوبار، وبعد وقوع الجريمة بادر بإطلاق مشروع "كرة القدم من أجل السلام" واستطاع بعد حوالي 12 عاما تحويله إلى فعالية رياضية عالمية أطلق عليها اسم "مهرجان كرة قدم الشوارع".

الفرق العربية غائبة

يشارك في المهرجان فرق من 22 دولة منها الأرجنتين وإنجلترا وأفغانستان ورواندا وبوليفيا وباراغواي وألمانيا وبولندا وغانا. أما الفريق العربي الوحيد الذي يشارك في هذا المهرجان فهو فريق فلسطيني ـ إسرائيلي مشترك أطلق على نفسه اسم "فريق السلام". وعن مشاركة الفريق، قال مدير المشروع في المقابلة ذاتها إن فكرة دعوة الفريق "أتت من منطلق محاولة فض النزاعات عبر الحوار" وإن مشاركة فلسطينيين وإسرائيليين في فريق واحد جاءت لتعطي "إشارة إيجابية إلى إمكانية التوصل إلى حلول سلمية للصراع في الشرق الأوسط من خلال الحوار." وعن سر عدم مشاركة فرق عربية في المهرجان، قال المسؤول إن ذلك "جاء انعكاسا لقلة اهتمام العالم العربي بكرة القدم كوسيلة لمحاربة المشاكل الاجتماعية كما هو الحال في جنوب إفريقيا أو في القارة الإفريقية بشكل عام أو حتى في أمريكيا اللاتينية."

وأفغانستان تشارك

ومن أفغانستان، البلد الذي تمزقه الحروب منذ عقود من الزمن، جاء فريق "كرة قدم الشوارع" للمشاركة في المهرجان الرياضي. وفي هذا الخصوص قال غريسبيك إن مشاركة فريق أفغاني "يعتبر شيئا مميزا، " عازيا ذلك إلى الويلات التي ألحقتها الحروب بهذا البلد. يشار إلى أن كرة القدم تعتبر من الألعاب الشعبية في أفغانستان، إلا أنه في ظل حكم حركة طالبان للبلد بين عامي 1986 و 2001 منع عشاق كرة القدم من ارتداء البنطال القصير والقمصان قصيرة الأكمام، في وقت دأبت فيه ما سميت بـ" شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" على إجبار المشجعين على أداء الصلوات خلال فترات الاستراحة بين شوطي المباريات. كما أن النظام منع أيضا استخدام جميع وسائل الترفيه والتسلية واستخدام الاستاد الوحيد في العاصمة كابول لإجراء المباريات.

المهرجان ومشاكل الاندماج

وعن دور كرة القدم في اندماج الأجانب الذين يعيشون في ألمانيا وخاصة الشباب منهم، قال المدير إن تنظيم المهرجان في حي كرويسبرغ المعروف بتنوعه الثقافي " لم يأت بالصدفة" وإن كرة القدم " تساهم دون شك في تقريب أبناء الجاليات الأجنبية التي تعيش في ألمانيا من بعضها بعضا من جهة وفي تقريبها من المجتمع الألماني الذي تعيش فيه من جهة أخرى، الأمر الذي يعتبر ضرورة حتمية إذا دار الحديث عن اندماج الأجانب في المجتمع الألماني." وأضاف أن حي كرويسبرغ يشارك في المهرجان من خلال فريق يلعب في صفوفه لاعبون يمثلون سبع جنسيات مختلفة وأن هذا التنوع ضروري من أجل القضاء على الأحكام المسبقة والتصدي لظاهرة العنصرية والتمييز العرقي.