فرص محدودة أمام الغرب للمساهمة في حل قضية التبت
٢١ مارس ٢٠٠٨ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) اليوم الجمعة(21 مارس / آذار) أن الشرطة الصينية أقرت بإطلاق النار على محتجين خلال أعمال عنف مرتبطة بأحداث التبت في إقليم سيشوان بجنوب غرب البلاد وذلك في أول اعتراف من نوعه من جانب السلطات الحكومية باستخدام السلاح ضد محتجي التبت. ونقلت الوكالة عن مصادر بالشرطة قولها إن رجال الامن أطلقوا النار دفاعا عن النفس خلال اضطرابات وقعت يوم الأحد الماضي في بلدة ابا حيث تعيش أقلية من سكان التبت.
يأتي هذا الاعتراف في وقت أحكمت فيه القوات الصينية قبضتها على منطقة التبت، وطردت فيه آخر المراسلين الصحفيين الأجانب من الاقليم. فيما تتعالى أصوات السياسيين من العالم الغربي مطالبين بنبذ استخدام العنف وفتح حوار مباشر بين الصين والتبت، لعل آخرها ما أدلى به وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة "بيلد" الالمانية واسعة الانتشار حيث طالب برفع الحظر المفروض على نشر معلومات حول الوضع في إقليم التبت بشكل سريع. وأوضح السياسي الالماني أن الحوار هو المخرج الوحيد للمشكلة وقال: "يرغب سكان التبت في الحفاظ على ثقافتهم. وترغب الصين في الاستقرار السياسي ولذلك يجب على الطرفين التقارب من بعضهما البعض".
مطلوب من الغرب الدفع باتجاه الحوار
لكن الخبير فيرنر بفينج من جامعة برلين الحرة يرى أن للغرب تأثير محدود في هذه القضية. فكل ما تسطيع عمله الحكومات الغربية هو ترغيب الطرفين في الحوار، مضيفا أن قرار لقاء الدالاي لاما من قبل بعض الحكومات، مثل الحكومة البريطانية والألمانية ومؤخرا البولندية، هو قرار يرسل إشارة واضحة في هذا الاتجاه.
واستبعد بفينج في حوار مع موقع دويتشه فيله أن يقوم الغرب بتطبيق عقوبات اقتصادية مثلما فعل مع بورما مثلا. فالصين عملاق اقتصادي، كما أن الغرب يحتاج إلى دعم الصين في العديد من القضايا الهامة، مثل الملف النووي لكوريا الشمالية وإيران، والوضع في افغانستان. ومن وجهة نظر الخبير فإن مقاطعة الألعاب الاولمبية المزمع اجراءها في الصين الصيف القادم لن تؤدي إلى تغير في موقف الحكومة الصينية. كما أن المقاطعة ستضر أيضا بالمصالح الاقتصادية لشركات الاعلام الكبيرة، فالالعاب الاولمبية حدث اقتصادي كبير أيضا.
اختلاف على تعريف التبت
بعد العملية العسكرية الواسعة التي قامت بها القوات الصينية في التبت بدا واضحا أن بكين عازمة على اخماد كل المظاهرات هناك، كما أنها لن تسمح أبدا بانفصال الاقليم عن جسم الجمهورية الشعبية. ويقول الخبير بفينج أنه لا يتوقع تغيرا في الموقف الصيني حاليا، وإن كان يعتقد أن الحكومة الصينية قد تسعى إلى استغلال الوقت حتى موعد الالعاب الاولمبية بالدخول في حوار مع التبت. وهنا يمكن للدول الغربية دعم هذا الاتجاه، وتوضيح أن الدالاي لاما هو أفضل من يمكن الحوار معه. فهو لا يطالب باستقلال التبت، وإنما بحكم ذاتي واسع.
غير أن حوارا كهذا لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة، كما يرى بفينج، فالاختلافات كبيرة بين الطرفين. لعل أهم وأكبر هذه الاختلافات هو أن التبت لا تعني الشيء نفسه للطرفين. فالصين تعرف التبت على أنها الأقليم الواقع في جنوب غربها والذي يبلغ عدد سكانه قرابة 3 ملايين نسمه، في حين يعرف السياسيون التبتيون في المنفى اقليمهم بمساحة أكبر تشمل المناطق المجاورة ويضم من 6 إلى 7 ملايين نسمة.