"فصيحة بترايوس"..غيرة نساء أم اختراق لأقوى مخابرات في العالم؟
١١ نوفمبر ٢٠١٢لم يكشف النقاب بعد عن أي تفاصيل رسمية بشأن العلاقة التي قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ديفيد بترايوس في مسوغ استقالته إنه أقام "علاقة خارج إطار الزواج"، "بعد زواج أستمر أكثر من 37 سنة"، معتبرا ذلك "تصرفا غير مقبول لا كزوج ولا كمسؤول في مؤسسة مثل مؤسستنا". كما لم تعرف هوية المرأة التي وقع "بطل حرب العراق" وجنرال حرب أفغانستان، ورئيس أقوى جهاز استخبارات في العالم، في غرامها الرجل الستيني أو ربما التي أوقعته في شباكها.
غيرة نساء؟
لكن فريد كابلان الصحفي بموقع "سلايت دوت كوم" والذي كتب عن بترايوس وتأثيره على الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية، لشبكة "سي ان ان" إن الجنرال السابق كان على علاقة بالمؤلفة بولا برودويل، التي كانت قد قضت عاما تتابع بترايوس في أفغانستان قبل أن تنشر سيرته عام 2012. وكانت آخر رسائلها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يوم الاثنين الماضي حول "ثوابت القيادة" لدى الجنرال.
ونقلت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست عن مسؤول مطلع على القضية السبت أن التحقيق أثير عبر رسائل بالبريد الالكتروني تتضمن "مضايقات" أرسلتها برودويل إلى امرأة ثانية. والسيدة التي تلقت الرسائل الالكترونية أصيبت بخوف شديد كما كتبت صحيفة واشنطن بوست، وتوجهت إلى مكتب التحقيقات الفدرالي لطلب الحماية والمساعدة في ملاحقة الجهة المرسلة. وبحسب واشنطن بوست فان المرأة الثانية لم تكن تعمل لدى السي آي ايه وعلاقتها مع بترايوس تبقى غير واضحة. لكن الرسائل الالكترونية تشير إلى أن برودويل كانت ترى فيها تهديدا لعلاقتها ببترايوس كما كتبت الصحيفة. يذكر أن برودويل، المتزوجة أيضا ولها ولدان، لم تدل بأي تعليق حول هذه القضية حتى الآن.
مخاطر أمنية؟
وذكرت شبكة (سي ان ان ) أن مكتب التحقيقات الاتحادي (اف بي أي) أجرى تحقيقا لتحديد ما إذا كانت هناك أي مخاطر أمنية أو تهديد للأمن القومي الأمريكي، بما في ذلك ما إذا كان بترايوس قد تعرض لابتزاز من عميل أجنبي. في هذا السياق ذكرت شبكة التلفزيون الأمريكية ان بي سي آن مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) يجري تحقيقات بشأن باولا برودويل، التي يشتبه بأنها حاولت الاطلاع على الرسائل الالكترونية لبترايوس التي تحوي معلومات سرية عندما كان الرجل على رأس التحالف الدولي في أفغانستان وتحت إمرته 140 ألف جندي. لكن الـ اف بي آي و وزارة العدل رفضا الرد على أسئلة وكالة فرانس برس في هذا الشأن.
وقد كتبت صحيفة نيويوركر أن قضية الخيانة هذه "كان لها وقع المفاجأة، هذا أقل ما يمكن قوله، لكنها تطرح أيضا السؤال لمعرفة ما إذا كان وراءها ثمة أمر آخر". وعلى غرار العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أشارت الصحيفة إلى "الخطر على الأمن" أو "خطر الابتزاز" الذي يمكن أن يتعرض له مسؤول كبير لمؤسسة حسَاسة إلى هذه الدرجة.
يذكر أن للخيانة الزوجية في الأوساط السياسية الأمريكية تاريخ طويل وغالبا ما تؤدي إلى خسارة المنصب، فبيل كلينتون والفرنسي دومينيك ستروس كان وارنولد شوارزنيغر وحاليا ديفيد بترايوس، دفعوا الثمن في بلد معروف بتقاليده المحافظة الصارمة حيث تعادل الغلطة الأخلاقية الخطأ المهني.
ع.ج.م/ م.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)