فعاليات في العراق وألمانيا إحياء لذكرى الإبادة الإيزيدية
٣ أغسطس ٢٠١٩احتفلت الأقلية الإيزيدية في كردستان العراق والتي تعرضت قراها قبل خمسة أعوام للتدمير بأيدي مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، بـ "عيد الصيف" مع طغيان ذكرى عمليات الخطف والاغتصاب التي ارتكبها متطرفو تنظيم "الدولة الإسلامية". وخلال الاحتفال وقفت مجموعة من النساء يرتدين قمصاناً بيضاء كتب عليها "الإبادة الإيزيدية" ورفعن لافتات تندد بعمليات التعذيب التي تعرض لها الإيزيديون.
وتقدم المحتفلين رجال دين يرتدون كوفيات، على رأسهم حازم بيك الذي اختير مؤخراً أميراً للإيزيدين بعد ستة أشهر من وفاة والده. وقال حازم بيك "نحيي ذكرى جميع من قتلوا خلال الإبادة قبل خمسة أعوام". وأضاء المشاركون الشموع واحرقوا الزيوت وشاركوا في طقوس تطهير معبد لالش، أهم المعابد الدينية لهذه الأقلية والواقع في دهوك في إقليم كردستان.
وفي وقت جرى الاحتفال في معبد لالش الواقع في كردستان العراق والذي يشكل القلب النابض للحياة الدينية للإيزيديين، فإن معقلهم التاريخي في سنجار، على بعد أكثر من 300 كيلومتر، لا يزال مدمراً بشكل كامل. ولا تزال الأقلية تعاني فقدان مورد الرزق الوحيد المتأتي من الزراعة بعدما دفعت غاليا ثمن سياسة "الأرض المحروقة" التي انتهجها إرهابيو "داعش".
وفي مدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا والتي استقبلت عدداً كبيراً من الإيزيديات اللواتي تعرضن لاضطهاد إرهابي التنظيم مثل نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل، أقيم احتفالاً كبيراً بالمناسبة تم فيه أحياء ضحايا الإيزيديين من القتلى وممن تعرض للسبي والاستعباد القسري والعنف الجنسي.
وقال رئيس المجلس المركزي للجالية الإيزيدية في ألمانيا، عرفان أورتاج: "نحي اليوم ذكرى إبادة جماعية للإيزيديين المستمرة لحد هذا اليوم"، حسب تعبيره. فيما قالت وزيرة الدولة تيريزا شوبير في الاحتفال "إننا نحتفل بيوم الحزن ولكن بيوم النجاة والمسؤولية أيضا". وتابعت الوزيرة الألمانية: "يجب عمل كل شيء من أجل منع تكرار مثل هذه الجريمة، جريمة الإبادة الجماعية للإيزيديين". وأشارت الوزيرة شوبيرت إلى حكومة ولايتها في بادن فورتمبيرغ قد استقبلت في إطار برنامج خاص أكثر من 1000 امرأة وطفل من الإيزيديين الذين يعانون من الصدمة نتيجة للمآسي التي مروا فيها في العراق.
وطالب رئيس المجلس المركزي للجالية الإيزيدية في ألمانيا بالمساهمة في إعادة بناء قرى وبلدات الإيزيديين التي خربتها الحرب ضد داعش وقال "من يريد مساعدة الإيزيديين، عليه المساهمة في بناء قراهم وبلداتهم".
كما أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن أسفها للإخفاق الحاليّ في تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة، وشدّدت على أن "الاستقرار أمرٌ حاسمٌ لهذا المجتمع المنكوب من أجل عودة أفراده إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم، داعيةً بغداد وأربيل إلى إيجادِ حلولٍ عاجلةٍ".
ح.ع.ح/خ.س(د.ب.أ/أ.ف.ب/أي.ب.ا)