فلسطينيون مبعدون يصلون إلى بلدان الاستقبال وترحيب ألماني بالصفقة
١٩ أكتوبر ٢٠١١وصل 15 أسيرا فلسطينيا أفرج عنهم في إطار صفقة التبادل التي أبرمتها حركة حماس مقابل إفراجها عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط فجر الأربعاء (19 أكتوبر/تشرين الأول 2011) إلى مطار الدوحة على متن طائرة قطرية خاصة آتية من القاهرة، حيث تقرر إبعادهم مع أسرى آخرين عن الأراضي الفلسطينية، وكان نائب رئيس الوزراء القطري أحمد عبدالله آل محمود في استقبال الأسرى الذين سيخضعون لفحوصات طبية.
فيما أظهرت لقطات تلفزيونية 11 فلسطينيا بينهم امرأة وهم يشيرون بعلامة النصر حينما وصلوا إلى تركيا في ساعة مبكرة من يوم الاربعاء وذلك في إطار صفقة تبادل الأسري مع إسرائيل. وأحضرت طائرة خاصة الفلسطينيين الأحد عشر من القاهرة الى العاصمة التركية أنقرة حيث كان في استقبالهم في مطار إيسينبوجا السفير الفلسطيني لدى أنقرة نبيل معروف ومسؤولو وزارة الخارجية التركية. وكانت تقارير إعلامية قالت أن الأحد عشر فلسطينياً سيقضون الليل في أنقرة لكن لم يكشف عن المكان لأسباب أمنية.
وتنص صفقة التبادل التي أبرمتها حماس وإسرائيل على إطلاق شاليط مقابل إطلاق الدولة العبرية سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، من بينهم 27 امرأة، على أن يتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينين على دفعتين. وقد تمت الدفعة الأولى يوم الثلاثاء وتشمل 477 أسيرا تقرر إبعاد 40 منهم الى الخارج (تركيا وقطر وسوريا) وترحيل 163 منهم، وهم من سكان الضفة الغربية، إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. في حين يفترض الإفراج عن الدفعة الثانية التي تضم 550 أسيرا في غضون شهرين.
ردود فعل في ألمانيا
وبعد عملية تبادل الأسرى الناجحة، طلب رئيس الجالية الفلسطينية في ألمانيا رائف حسين من الحكومة الألمانية بالتوسط العلني بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأعرب عن سعادته للدور الذي لعبته المخابرات الألمانية في الوساطة بين حماس وإسرائيل، وأضاف قائلاً: " على ألمانيا ليس فقط التوسط بالخفاء ولكن أيضاً عليها للقاء الشخصيات السياسية بالعلن، فالحكومة الألمانية لها قدرة على تأثير على الجانيبين الفلسطيني والإسرائيلي"، وقال " إن على ألمانيا إجراء محادثات مع حماس أيضاً".
فيما أثنى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني روبريشت بولينتس من الحزب المسيحس الديمقراطي على صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وحث إسرائيل على "إنهاء سياسة الحصار التي اتبعتها ضد قطاع غزة خاصة بعد الإفراج عن شاليط"، ولكنه أضاف :" على إسرائيل أن تركّز على عدم تهريب أسلحة عبر الحدود إلى القطاع.
وكان متحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قال إنها تعول على التعاون الناجح بين إسرائيل ومصر الذي أدى إلى مبادلة الأسرى في نزع فتيل التوترات التي ثارت في الآونة الأخيرة بين الجانبين. وقال المتحدث باسم ميركل في إشارة الى دور القاهرة كوسيط في النزاعات الفلسطينية الإسرائيلية ولاسيما فيما يتعلق بالقضايا الأمنية حول غزة:" ستكون هذه مساهمة مهمة لعملية السلام في الشرق الاوسط." وقال الرئيس الألماني كريستيان وولف في رسالة إلى نظيره الإسرائيلي شمعون بيريس ووالدَي شاليط إن المبادلة "علامة على مستقبل يسوده السلام لإسرائيل والمنطقة."
أمريكا قلقة من إفراج إسرائيل عن بعض الفلسطينيين
وذكر مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة تساورها مخاوف بشأن بعض الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل يوم الثلاثاء في مقابل الجندي الإسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط لأنهم قتلوا أو أصابوا مواطنين أمريكيين. وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه إن حكومة أوباما نقلت مخاوفها إلى الحكومة الإسرائيلية قائلة إنها فعلت ذلك في اللحظات الأخيرة حينما قامت إسرائيل بترتيب المبادلة للإفراج عن شاليط. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر للصحفيين إن الولايات المتحدة تساورها مخاوف بشأن بعض الفلسطينيين الذين شملتهم صفقة المبادلة لكنه لم يشأ أن يحدد هل أحد من هؤلاء كان بين الذين تم بالفعل الإفراج عنهم. وقال تونر في رسالة بالبريد الالكتروني "تعارض الولايات المتحدة من حيث المبدأ الإفراج عن أفراد أدينوا بجرائم في حق أمريكيين". وأضاف قوله: "نقلنا موقفنا إلى حكومة إسرائيل بعد أن علمنا أن أفرادا معينين جزء من هذا الإفراج".
وكان البيت الأبيض قال إن الرئيس الامريكي باراك أوباما عبر عن سعادته للافراج عن الجندي الاسرائيلي شاليط مؤكدا رغبته في أن يتخذ الإسرائيليون والفلسطينيون خطوات نحو استئناف محادثات السلام. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض إنه لم يتضح بعد مدى تأثيرالافراج عن شاليط على عملية السلام في الشرق الاوسط لكنه قال إن اوباما "سعيد بصفة شخصية" تجاه هذه التطور. وأضاف كارني: "يتعين على كل جانب اتخاذ خطوات تسهم في تيسير العودة للمفاوضات".
زعماء العالم يأملون استئناف مفاوضات السلام
وكان زعماء العالم عبروا عن أملهم أن تساعد مبادلة الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين على إحياء مساعي السلام المجمدة منذ أكثر من عام. وقال محللون إنه مع أن المبادلة احتفل بها الجانبان إلا أنها لم تعالج أي نزاع من النزاعات الرئيسية التي تعوق محادثات السلام منذ 20 عاما. ولم تبدر أية علامة من إسرائيل أو حركة المقاومة الإسلامية أو السلطة الفلسطينية للرئيس محمود عباس على أن الصفقة التي توسطت فيها مصر قد تكون منطلقا للحوار.
غير أن زعماء العالم رأوا مع ذلك مجالاً للأمل بأن تحسن المناخ الاقليمي سيرسي الأساس لإحياء محادثات السلام التي انهارت العام الماضي بسبب استمرار إسرائيل في توسعها الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: "أود الاعتقاد بأن هذا سيسمح باستئناف المحادثات مرة أخرى. حينما يتحدث الجميع بعضهم إلى بعض فإن ذلك يساعد على تسهيل الأمور". وحث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على البناء على قوة الدفع التي ولدها الإفراج عن شاليط لحث خطى محادثات السلام مع الفلسطينيين. ورأى مبعوث رباعي وسطاء السلام في الشرق الأوسط توني بلير فرصة لاستئناف عملية السلام. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يتوقع أن تعزز صفقة مبادلة الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين فرص عملية السلام الأوسع نطاقا.
(ع.م/ أ ف ب ، د ب أ، رويترز )
مراجعة: حسن زنيند