فنزويلا: الآلاف يحتجون على فوز مادورو بالرئاسة
١٦ أبريل ٢٠١٣أطلقت الشرطة الفنزويلية الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين نزلوا بالآلاف مساء الاثنين 15 أبريل/نيسان إلى شوارع كراكاس احتجاجا على إعلان فوز نيكولاس مادورو بالرئاسة بعد انتخابات احتج خصمه إنريكي كابريليس على نتائجها.
وبدعوة من كابريليس، الذي يطالب بإعادة تعداد مجمل الأصوات، تظاهر المعارضون في العديد من أحياء العاصمة، فكان بعضهم يقرع على قدور والبعض الآخر يشعل إطارات أو يضرم النار في مستوعبات للنفايات. وقالت سلما اورخويلا ربة المنزل الستينية لوكالة فرانس برس: "نحن هنا لأنهم سرقوا الأصوات، زوروا" النتيجة.
وإزاء الدعوات لتظاهرات جديدة يومي الثلاثاء والأربعاء أمام المراكز المحلية للجنة الانتخابية الوطنية، رد مادورو بحزم داعيا إلى التعبئة "في جميع أنحاء البلاد". ودعا كابريليس حاكم ولاية ميراندا (شمال) أنصاره إلى "عدم الوقوع في فخ العنف"، واصفا الرئيس المنتخب بأنه "غير شرعي"، غير أن المعسكر الحكومي اعتبر أن تظاهرات المعارضة هي انقلاب مُقنع. وقال خورخي رودريغيث، رئيس حملة مادورو، إن "ما يختبئ خلف الكلام الوارد اليوم هو دعوة إلى انقلاب على الدولة وعلى المؤسسات". وهو ما كرره الرئيس المنتخب الذي توعد بالتصدي "بيد قاسية للانقلابيين"، واصفا مطالب زعيم المعارضة بأنها "نزوة بورجوازي".
وكانت رئيسة المجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا قد أعلنت رسميا الاثنين أن مادورو، الذي اختاره الزعيم الاشتراكي الراحل هوغو تشافيز لخلافته قبل وفاته، فاز على منافسه المعارض انريكي كابريليس مسجلا نسبة 50.7 في المائة من الأصوات مقابل حصول كابريليس على 49.1 في المائة. وأعلن المجلس هذه النتيجة على الرغم من المناشدة التي وجهتها إليه المعارضة لإرجاء هذا الإعلان إلى حين جمع كل الأصوات.
وأوضحت لوتشينا أن 54 بالمائة فقط من صناديق الاقتراع تم فرزها، لكنها أكدت أن بطاقات الاقتراع الورقية ما هي إلا إيصال للتصويت الالكتروني وبالتالي ليست هناك من حاجة لجمع كل البطاقات من أجل إعلان النتيجة النهائية. ودعت كل من يريد الطعن بهذه النتيجة إلى أن يسلك "الطرق القانونية" لا أن يلجأ إلى "التهديد والوعيد والترهيب".
واشنطن: إعادة فرز أصوات ناخبي فنزويلا خطوة "مهمة وحكيمة وضرورية"
من جانبه، أيد البيت الأبيض الاثنين مطالب المعارضة بإعادة تعداد الأصوات، بحيث قال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية إن ذلك سيكون "خطوة هامة، حكيمة وضرورية تسمح لجميع الفنزويليين بأن يثقوا بهذه النتائج". كما دعا جوزيه ميغيل اينسولزا، الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، إلى "حوار وطني".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل إن هذه الخطوة ستساعد على ضمان ثقة جميع الفنزويليين في النتائج. وتابع :"نلاحظ أن المعارضة طالبت بإجراء تحقيق في مزاعم حدوث مخالفات. وأظهرت النتائج انقسام ناخبي فنزويلا بالتساوي تقريبا". وأضاف فنتريل أنه من أجل تلبية التطلعات الديمقراطية لجميع الفنزويليين، يتعين إجراء عملية إعادة فرز الأصوات قبل اتخاذ أي خطوات أخرى، بما في ذلك التصديق على النتيجة.
أما بعثة مراقبي اتحاد الدول الجنوب أمريكية في فنزويلا، فطالبت بـ"احترام النتائج" الصادرة عن اللجنة الانتخابية الوطنية، التي تعتبر "السلطة الوحيدة المؤهلة"، فيما يتعلق بالانتخابات. وقال الخبير السياسي اينياثيو افالوس لوكالة فرانس برس "إنه وضع بالغ الدقة. الهامش ضيق للغاية في بلد شديد الانقسام، إلى حد أنه سيكون من الصعب تقبل الأمر سياسيا. البلد منقسم بشكل واضح إلى قسمين".
س. ك/ ش.ع (أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)