فوز ميدفيديف في الانتخابات الرئاسية الروسية أمر شبه محسوم
٢٦ فبراير ٢٠٠٨من يزور موقع ديميتري ميدفيديف، المرشح للانتخابات الرئاسية الروسية في الانترنت، يراه لطيفاً، صبيانيا ويعرف تماما كيف يسلّط الأضواء على شخصيته، فالصور المنشورة في هذا الموقع –والتي يفوق عددها 250 صورة- تقدمه إما غارقا في عمله أو منشغلاً بزيارة إحدى المدارس أو المستشفيات. والكاميرا ترافقه في كل مكان، سواء إلى جانب عقيلته سفيتلانا أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد أو إلى جانب الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين.
أما على صعيد النهج السياسي الذي سيتبعه ميدفيديف في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فلا يشك أحد أن المرشح سيواصل سياسة الرئيس الحالي بوتبن، فقد أعلن ميدفيديف فور ترشيحه لهذا المنصب في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، أنه سيواصل سياسة بوتين وأن هذه السياسة "استطاعت حماية روسيا من الانهيارين الاقتصادي والاجتماعي وكذلك من الحرب الأهلية".
ميدفيديف حليف بوتين
كذلك، من المعروف أن ميدفيديف مُقرب من بوتين ويحظى بدعمه، فالسياسيان يعرفان بعضهما بعضا منذ مستهل التسعينيات. وفي عام 1999 دعا بوتين ميدفيديف إلى موسكو، فغادر الأخير سانت بطرسبورغ إلى العاصمة الروسية ليقود حملة بوتين الانتخابية.
لاحقا، تسلم ميدفيديف منصبا تلو الآخر، فبعد أن ظفر برئاسة المجلس الإداري في شركة النفط الروسية العملاقة غاسبروم، تسلم رئاسة الكريملين أيضاً، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2005 أصبح نائب الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين. وأثناء احتلاله لهذا المنصب، اهتم السياسي الشاب بمشاريع حكومية لها أهمية معنوية مثل مشاريع الإعمار، بالإضافة إلى اهتمامه بمشاريع أخرى في مجالات الصحة والتعليم والزراعة. هذه المشاريع، التي دعمتها الحكومة كانت تهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي للمواطنين.
مديح من كل جانب
كل هذه الخبرات التي جمعها مدفيديف أثناء اهتمامه بالمشاريع المذكورة ساعدته على تحمل مسؤوليات أكبر، كما يؤكد السياسيون المقربون من الحكومة الروسية، وعلى رأسهم الرئيس بوتين بنفسه. وعن رأيه في شخص ميدفيديف، يقول بوتين:" ديميتري أناتوليفيش ميدفيديف إنسان صادق ومستقيم وعمل في مجالات كثيرة واستطاع التغلب على مهام صعبة".
أما سيرغي ميرونف، مدير المجلس الفيدرالي الروسي ورئيس حزب العدالة المقرب من الحكومة الروسية، فيقول إن ميدفيديف "ليس فقط رجل قانون ضليع في القانون المدني، بل أيضا في القانون الدولي"، ويضيف أنه "يعرف خبايا قطاعات الدفاع والأمن". ويختم السياسي بالقول:" ميدفيديف باختصار،سياسي محترف".
لكن هل يتمتع حليف بوتين بصفات حسنة فقط؟ الصورة الإيجابية التي تنقلها وسائل الإعلام عن المرشح ميدفيديف لا تخلو من العيوب، إلا أن فوزه في الانتخابات الرئاسية الروسية في الثاني من مارس/آذار المقبل يبدو أمرا محسوما ولا أحد يحسب لمنافسيه حسابا.