فوز هولندا بـ"يوروفيجن" بإسرائيل رغم دعوات لمقاطعة المسابقة
١٩ مايو ٢٠١٩فاز الهولندي دانكن لورانس في الحفل النهائي لمسابقة "يوروفيجن" الذي نُظّم مساء السبت في تلّ أبيب وتابعه عشرات ملايين المشاهدين في العالم عبر بثّ تلفزيوني مباشر، على الرغم من دعوات إلى مقاطعة المسابقة أطلقها ناقدون لإسرائيل ومدافعون عن الفلسطينيين.
وهي المسابقة الرابعة والستون للأغنية الأوروبية، وجرت هذه السنة في تلّ أبيب بعد فوز الإسرائيلية نيتا برزلاي بالمسابقة العام الماضي بأغنية رسالتها الدعوة إلى تمكين المرأة.
وبعد فوز برزلاي في عام 2018، سرت شكوك حول إمكان اختيار تلّ أبيب لاستضافة مسابقة 2019. وأرادت شخصيّات سياسية إسرائيلية مثل وزيرة الثقافة اليمينية ميري ريغيف أن تكون القدس مركز المسابقة لأسباب سياسية. إذ تؤكد إسرائيل أنّ القدس عاصمتها الموحدة والأبدية، بينما يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية.
وواجهت إسرائيل حملات لمقاطعة المسابقة قام بها ناشطون ينددون بمحاولة طمس حقيقة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. ودان البرلمان الألماني الجمعة "حركة مقاطعة إسرائيل"، أبرز محركي هذه الحملات، ووصفها بأنها "معادية للسامية"، وقال إنّ تحرّكاتها تذكّر بالحملة النازية ضد اليهود. وتدعو الحركة الى سحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض عقوبات عليها.
وخيّمت أيضاً على المسابقة مخاوف من اندلاع أعمال عنف بين إسرائيل والفلسطينيين كما حصل في بداية الشهر الحالي. وحاول الفنانون المشاركون في المسابقة النأي بأنفسهم عن هذا النقاش السياسي.
وتأمل إسرائيل في تحقيق أكبر إفادة ممكنة من المسابقة، لا سيما لناحية حصولها من دون أي مشاكل، ما يساهم في تقديم البلد بصورة مضيئة في الخارج.
واللافت استضافة المسابقة فرقة "هاتاري" الإيسلندية في العرض النهائي. ومعروف عن الفرقة معارضتها المعلنة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
مادونا تسرق الأضواء
وبدأت المرحلة النهائية من النسخة 64 لمسابقة "يوروفيجن" الساعة 19,00 ت غ، ودامت نحو ثلاث ساعات ونصف ساعة.
وتنافس على المرحلة النهائية 26 شخصاً. ويتمّ تحديد الفائز بقياس أصوات لجنة تحكيم تضمّ محترفين في المجال، وأصوات جمهور 43 بلداً يشاركون في المسابقة.
وسرق حضور الفنانة الأميركية مادونا في الحفل النهائي الأضواء. وقدمت مادونا مرارا حفلات في إسرائيل آخرها عام 2012، وهي من أتباع معتقد القبالة اليهودي التصوفي.
ووصلت النجمة الأميركية ذات الستين عاماً الثلاثاء إلى إسرائيل برفقة 135 شخصاً بينهم 40 مغنياً و25 راقصاً وفريق من التقنيين، وفق تقارير صحافية. وموّل جزء كبير من مشاركة مادونا في المسابقة الملياردير الكندي-الاسرائيلي سيلفان آدامز.
ووجهت والدة صحافي فلسطيني قتل برصاص القوات الإسرائيلية العام الماضي على حدود قطاع غزة، رسالة الى مادونا طلبت فيها منها التراجع عن المشاركة في الحفل. كما حضتها على ذلك حركة مقاطعة إسرائيل "ب دي إس"، لكن مادونا ردّت قائلة "لن أتوقف يوما عن الغناء لأراعي الأجندة السياسية لطرف ما، ولن أتوقف عن الحديث علانية عن انتهاكات حقوق الإنسان أينما كانت في العالم".
وشارك دانكن لورانس في المرحلة النهائية من المسابقة بأغنية مستوحاة من فقدان شخص عزيز. وقد أدى خلال المراحل التحضيرية برفقة البيانو، أغنية "اركاد" العاطفية هذه التي أتاحت لهولندا أن تتصدّر للمرة الأولى منذ 44 عاماً المسابقة التي تجذب ملايين المعجبين، وتنظم في أجواء احتفالية.
وخلال المرحلة النصف النهائية في تل أبيب هذا الأسبوع، أبهرت المتسابقة الأسترالية كايت ميلر هيدكيه الجمهور بعرضها المتقن الذي تخللته عروض ضوئية، خلال تأديتها أغنية "زيرو غرافيتي".
وخلطت المغنية بين البوب والرقص والغناء في عرضها، مرتديةً ثوباً أبيض مرصَّعاً على منصة متحركة بارتفاع بضعة أمتار.
ومثّل فرنسا بلال حسني الذي ظهر بشعره المستعار الأشقر وشكله الذي يجمع الأنوثة والرجولة في آن، وأدّى أغنية "رْوَا" أو الملك. وتلّ أبيب معروفة بالحياة الليلية، وقد تكون مسابقة "يوروفيجن" أكبر حدث ثقافي ينظم في إسرائيل.
ودعا حاخامات متشددون في إسرائيل إلى الصلاة تنديداً بما قالوا إنه "تدنيس" سببه إجراء المسابقة في يوم السبت المقدس عند اليهود.
وتعتبر تل أبيب العاصمة الاقتصادية والثقافية لإسرائيل، وشُيّد مقرّ المسابقة على أحد شواطئ المدينة التي تُزيّن مركز بلديتها أعلام الدول المشاركة.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ، رويترز)