"في اليمن تدور رحى حرب بالوكالة"
٢٨ مارس ٢٠١٥قبل الهجوم السعودي على اليمن، حقق المتمردون الحوثيون القادمون من شمال البلاد، مكاسب كبيرة على الأرض، وذلك بالتعاون مع القوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ما سر هذا التقدم، ولماذا تعاون الحوثيون مع الرئيس اليمني السابق؟
من أجل فهم أفضل، يجب الرجوع إلى البداية لتبيان كيف تطورت الأمور. إذ أنه في السنوات السابقة قام النظام اليمني السابق بقيادة صالح بإعلان الحرب على الحوثيين مرات عديدة، وقتئذٍ اعتبر النظام السابق الحوثيين قوات خارجة عن النظام، هدفهم العودة بالبلاد إلى الوراء لإيمانهم بطبيعة النظام الملكي بالحكم. دون أن يكون لهم أية تطلعات ديمقراطية حقيقية.
المثير للاهتمام، أن نظام صالح في ذلك الوقت، استفاد من هذه الحروب من أجل الحصول على دعم وإمدادات من السعودية ودول الخليج، كما حصل على أموال، من أجل تعزيز قواته.
وبدا للجميع وقتها أن الحوثيين قد انتهوا عسكريا، إلا أن القوات الحكومية كانت تتراجع، معطية الوقت للحوثيين لاستعادة قواهم. من هذه الحروب التي خاضها النظام اليمني السابق، نما جيش صالح فيما حصل الحوثيون على الخبرة العسكرية. وعندما قام صالح بالتنازل عن منصبه طبقا للاتفاق الخليجي عام 2011. أقام علاقات وثيقة مع أعدائه القدامى"الحوثيين". واستغل صالح تنامي قوتهم للقيام بهجمات مشتركة ضد قوات الرئيس الجديد المنتخب.
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وصل للحكم عام 2011 بناء على انتفاضة، وصفت بأنها انتفاضة شعبية على غرار الربيع العربي. لماذا دعمت الولايات المتحدة ودول الخليج هادي بقوة؟
الولايات المتحدة الأمريكية ركزت في علاقاتها مع اليمن على موضوع الأمن. ولقد دعمت كل من في السلطة ويدعم مصالحها في قصف طائراتها من دون طيار لعناصر القاعدة، ويسمح بانتشار وحدات استطلاع على الأراضي اليمنية، التي نشطت في جمع معلومات عن إرهابيين محتملين، أي أنهم كانوا يدعمون كل من في السلطة بغض النظر عن طبيعته.
ولو أن الحوثيين أخضعوا كافة المناطق في اليمن، وأظهروا رغبة في التعاون مع الولايات المتحدة، فلن أستبعد أن تدعمهم الولايات المتحدة، ألا أنهم أظهروا منذ البداية العداء للأمريكيين وكان من ضمن شعاراتهم "الموت لأمريكا"، لذلك سقط احتمال هذا التعاون بالطبع.
إيران احتجت بشدة على تدخل العسكري لتحالف القوات العربية في اليمن. والسعودية التي تعتبر العدو اللدود لإيران قادت هذا التحالف. ما هي مصالح إيران باليمن ولماذا تتحالف مع الحوثيين؟
نظرا للظروف الجيوسياسية، فإن سوريا ولبنان والعراق ضمن تحالف ِقوَى وحكومات تحت سيطرة طهران بشكل أو بآخر . إلا أن الوضع في اليمن كان يختلف،حتى تحالف الحوثيون مع صالح للوصول إلى السلطة.
وقتها أصبح الوضع مناسب لإيران لبسط نفوذهم في جنوب الجزيرة العربية، بحيث يصبح بيد إيران ورقة ضغط تستخدمها في حالة حدوث أي نزاع مستقبلي وهي التحكم بمضيق باب المندب لوقف تصدير النفط من هناك متى أرادت.
المواجهة المتنامية بين دول الخليج وإيران تغذي المخاوف من إيجاد حرب بالوكالة على أراضي اليمن، ماذا تعتقد بهذا الصدد؟
هي بالفعل كذلك ولو بشكل جزئي مع كل هذا الدعم الإيراني الواصل إلى البلاد بالبواخر والطائرات، إلا أن الجديد هنا هي الضربات الجوية المباشرة، التي يقوم بها التحالف بقيادة السعودية. إلا أنني لا أعتقد أن تدخل إيران في مواجهة مباشرة في اليمن وذلك لتورطها في عدة جبهات أخرى. اليمن بعيدة نسبيا عن إيران فإذا خسرت إيران اليمن فإنها لن تخسر الكثير. أما لو ربحت إيران اليمن فهي قد ربحت الكثير.
واشنطن وصفت اليمن بأنه شريك أساسي في تحالف الحرب على الإرهاب برأيك ما هو تأثير ذلك الفعلي على الناس باليمن؟
لقد عانى اليمنيون كثيرا بسبب قصر اهتمام الولايات المتحدة على التصدي للإرهاب فقط، دون أن تهتم بأية جوانب أخرى مثل نشر الديمقراطية أو تطوير البنية التحتية. الأمريكيون مهتمون باليمن في إطار الحرب على الإرهاب فقط وما دون ذلك لا يعتبر مهما لهم.
لقد علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت السعوديين الدعم لضرباتها الجوية ووفرت لهم الحماية والأجواء الملائمة للقيام بذلك، ولكن بنية العودة إلى اليمن في حال هدئت الأجواء، لتبدأ بمحاربة تنظيم القاعدة من جديد. إن هذا الأمر غير سار لليمنيين وهم لا يرونه ملائما ولا أعتقد أن ذلك يجب أن يستمر.
وليد السقاف. باحث في جامعة ستوكهولم ،عمل صحفيا بالسابق وهو وعضو مؤسس في موقع (يمن بورتال) وهو موقع إخباري مستقل، يوفر معلومات حول اليمن، ويصدر باللغتين العربية والانجليزية