عقد أول انتخابات محلية في سوريا منذ 2011 في غياب نصف السكان
١٦ سبتمبر ٢٠١٨يُدلي السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري الأحد (16 أيلول/ سبتمبر 2018) بأصواتهم في أول انتخابات لمجالس الإدارات المحلية منذ بدء الاحتجاجات في العام 2011، والتي تحوّلت لاحقاً إلى صراع دموي. وبعد سبع سنوات على آخر تصويت لانتخاب المجالس المحلية، فتح أكثر من 6550 مركز اقتراع أبوابه الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي في مختلف أنحاء المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وأعلنت السلطات تمديد فترة التصويت حتى منتصف الليل "نظراً للإقبال الذي تشهده المراكز وحتى يتاح لجميع المواطنين الراغبين في المشاركة الإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم إلى هذه المجالس"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". وقالت الوكالة إن "أكثر من أربعين ألف مرشح سيتنافسون على 18 ألفاً و478 مقعداً في مجالس الإدارة المحلية".
ومنذ آخر انتخابات، أدى النزاع الدموي إلى مقتل ما يزيد عن 360 ألف شخص وإجبار الملايين على الفرار أو النزوح أو الهجرة، وخلف دماراً طال مُدناً وبلدات كاملة، وخسائر بمليارات الدولارات. كما لم يشارك قرابة ثلاثة ملايين سوري متحصنين في إدلب في عملية الاقتراع، الذين ينتظرون ظروفاً قاسية في حال بدء الهجوم العسكري على المدينة.
وانتشرت حملات انتخابية محدودة في دمشق وزّعت فيها بعض الصور للمرشحين في الساحات العامة والمدينة القديمة، فيما غابت الحملات الدعائية عن معظم بلدات الغوطة الشرقيّة، حسبما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس.
ومضى نصف الوقت المُتاح للتصويت دون أن تنشر السلطات أي بيانات رسميّة تتحدّث عن نسبة الناخبين أو الإقبال. وبدا أن عدد الناخبين الذين توجّهوا إلى صناديق الاقتراع في انتخابات البلدية أقل مما كان في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية السابقة، خاصة وأن يوم الانتخابات بقي يوم دوام عادي ولم يعلن عطلة رسميّة.
وبث التلفزيون الحكومي السوري لقطات لناخبين في جميع أنحاء دمشق وفي معاقل النظام بمدينتي طرطوس واللاذقية على الساحل السوري، وهم يقومون بإسقاط أوراق الانتخاب في صناديق بلاستيكية. كما عرض التلفزيون الرسمي صوراً لناخبين في دير الزور - المدينة الواقعة في الشرق والتي استعادتها القوات السورية بدعم روسي وإيراني بشكل كامل العام الماضي بعد معارك ضارية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وجرت آخر انتخابات مجالس محليّة في كانون الأول/ ديسمبر 2011 ، بعد تسعة أشهر فقط من بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، فيما نظمت انتخابات برلمانية في 2016 وأُجريت انتخابات رئاسية في 2014 جددت فيها ولاية الرئيس بشار الأسد سبع سنوات أخرى.
ولم يحدث أي تصويت في مناطق خارج سيطرة الحكومة، بما في ذلك الأجزاء التي يسيطر عليها الأكراد في الشمال الشرقي وآخر معاقل المعارضة في مدينة إدلب شمال غرب البلاد. واحتشدت القوات السورية حول إدلب ومناطق المعارضة المحيطة بها قبل أسابيع، ويتوقّع حدوث هجوم محتمل على المنطقة التي يسكنها حوالى ثلاثة ملايين شخص.
ويبدو أن الهجوم مؤجّل حالياً في الوقت الذي تحاول فيه روسيا، حليفة النظام، وتركيا الداعمة للمعارضة، التوصّل إلى اتفاق بشأن إدلب.
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب)