في متحف كولونيا.. تعريف الأطفال بثقافات الشعوب الأخرى
٩ أغسطس ٢٠١٣سجاد محاك بأسلوب فني جميل مدّ على الأرض، وأثاث مزخرف بطريقة مميزة، ومنضدة مزينة وضع عليها أرجيلة (شيشة)، هكذا تبدو القاعة الشرقية في متحف علم الأعراق "رواتنشتراوخ يوست" في كولونيا. أطفال تترواح أعمارهم بين سن 5 والـ11 عاما يحضرون ورشة للتعرف على ثقافات وعادت سكان بلاد الشرق. بوضعية القرفصاء يجلس الأطفال في القاعة ويستمعون للشابة التي تقف أمامهم وتروي لهم قصص ألف ليلة وليلة.
ورش عمل خاصة بالأطفال
وتقوم لورا فينكلر، المتخصصة في علم الأعراق، بجولة مع الأطفال في قاعات المتحف. إذ يمكن للأطفال التعرف على سكان قبيلة بلاك فووت الهندية وهم يجلسون في خيامهم ويحيكون الأحذية. كما يمكنهم اكتشاف كتب السحر الشرقية وما تحمله من خفايا.
وبعد الانتهاء من زيارة قاعات العرض، تتم مناقشة الانطباعات التي تكونت لدى الأطفال، حسبما تروي لورا: "من بين الأطفال يوجد الكثير من الهواة الذي يأتون إلى المتحف بانتظام". وفي المساء يمكن للأطفال القيام بأعمال يدوية، ما يجعل زيارة المعرض جذابة لهم حسبما تؤكد لورا.
مشاركة في تنظيم المعرض
ويهدف المتحف إلى إضفاء المتعة والسرور في نفوس الأطفال، إلى جانب تعلم أشياء جديدة عن بلاد الشرق. ويؤكد بيتر ميزنهولر مدير المتحف الخاص بالأطفال، أن المتحف يساعد على نقل القصص التراثية والمثيرة للأجيال القادمة، إلى جانب توسيع آفاق الأطفال في التعرف على ثقافات أجنبية. وتتميز الأجواء في المتحف بطابع مرح، ما يجعله أكثر جاذبية من حصص التاريخ والجغرافيا المدرسية. كما يسمح هذا المتحف للأطفال بإلقاء نظرة على كواليس العمل في المتحف وفي هذا الصدد يضيف بيتر بالقول "يمكن لجميع الصفوف المدرسية التعرف على تفاصيل تنظيم معرض ما"
وأتيحت للأطفال فرصة المساعدة في تنظيم متحف الأطفال، وهو عبارة عن قسم خاص في المتحف تم تصميمه على شكل منزل متعدد الغرف. وتمثل كل إحدى البلدان، ويمكن للزوار التجول في هذه الغرف والتعرف على حياة أطفال من مختلف أنحاء العالم. وقد تم بناء غرف لأطفال من سيراليون وكندا وتركيا وألمانيا. ومن خلال شاشات كبيرة يتعرف الزائرون على السكان الصغار الذين يرون تفاصيل حياتهم اليومية، كالطفلة ناكو اليابانية التي تتحدث عن سير حياتها بعد عودتها من المدرسة، ومدى اهتمام ستيفي الذي يسكن في كندا ويعشق كرة السلة بأصوله الهندية.
بين الأرجيلة والرياح الرملية
في غرفة الحرف اليدوية وبإشراف خبراء مختصين، ناقش الأطفال انطباعاتهم عن بلاد الشرق، وذلك بعد تعرفهم على البدو الرحل والخيام التي يعيش فيها هؤلاء وملابسهم ذات الطابع الشرقي، إلى جانب مشاهد من حياتهم اليومية مع الإبل.
ودفعت مشاركة الأطفال في ورش العمل إلى ابتكارهم لأفكار جميلة، إذ رسم ليونهارد على ورقته عاصفة رملية وشيشة. أما كريستيان، فكان فخور بعمله. إذ صنع شخصيات وأنماط تحمل طابعا شرقيا. فكريستيان زار المتحف عدة مرات وشارك في العديد من ورش العمل حسب قوله " أحب المجيء إلى هنا، فأنا أتعلم أشياء كثيرة بطريقة ممتعة وأفضل بكثير مما لو تعلمتها في المدرسة".
قصص عن البحارة وجوز الهند هي من التراث الهندي ويمكن للأطفال الاستماع إليها في متحف الأعراق. إذ تؤكد لورا على أن هذه القصص تحظى بشعبية واسعة لدى الأطفال الذين يستمتعون بالجلوس في خيام سكان قبيلة بلاك فووت الهندية والتعرف على حياتهم اليومية بشكل مفصل.