فيسترفيله في قطر بعد السعودية التي حظي فيها بترحيب خاص
١٠ يناير ٢٠١٠استقبل الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله خلال زيارته للدوحة حيث تم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين، لاسيما توثيق التعاون الاقتصادي بين ألمانيا وقطر التي تعد من أغنى دول الخليج. وكانت شركة السكك الحديدية الألمانية/ دويتشه بان قد فازت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بصفقة ضخمة قيمتها بالمليارات لبناء شبكة سكك حديدية في قطر.
ويرافق فيسترفيله في زيارته العديد من الشخصيات الاقتصادية الألمانية. ومن المقرر أن يواصل الوزير الألماني جولته خلال اليوم بالتوجه إلى الإمارات حيث يتناول في مباحثاته قضايا اقتصادية عالمية مهمة، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة في اليمن. وقد حذر فسترفيله خلال زيارته للسعودية يوم السبت من تحول اليمن إلى "نقطة للإرهابيين". وسيتوقف فيسترفيله بشكل مفاجئ في اليمن خلال جولته الحالية في منطقة الخليج. وقال مصدر حكومي يمني إن الوزير سيزور العاصمة اليمنية صنعاء يوم الاثنين (11 يناير/ كانون الثاني 2010، وسيجري محادثات مع عدد من أعضاء حكومة الرئيس علي عبد الله صالح. ووفقاً لمصادر الجيش اليمني فإن المحادثات ستدور حول "التعاون الأمني الثنائي ومكافحة الإرهاب". ولم تؤكد وزارة الخارجية الألمانية اليوم الأحد نبأ زيارة فيسترفيله لليمن والتي لم يعلن عنها في بداية الجولة.
حقوق الإنسان في السعودية
وكان وزير الخارجية الألماني قد حظي بترحيب كبير في السعودية، وعلى رأسهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي رحب بضيفه الألماني يوم السبت في قصره الخاص الفاخر خارج العاصمة الرياض في المنطقة التي لا يصل إليها الأجانب عادة. ولم يغلق السعوديون أبوابهم أمام وزير الخارجية الذي يكشف عن ميوله الجنسية المثلية. ولا يمكن القول بأن هذه المسألة من الأمور البديهية، لاسيما وأن الإعدام عقوبة مطروحة ضد المثليين جنسياً في السعودية، حتى وإن لم تنفذ السعودية هذه العقوبة منذ سنوات. وذكرت منظمة العفو الدولية مؤخراً أن السلطات السعودية حكمت بالجلد سبعة آلاف جلدة ضد اثنين من المثليين جنسيا.
وكان فيسترفيله – الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الحر - قد أكد عندما كان في المعارضة أنه سيعمل على التصدي لاحتقار وتعقب المثليين جنسياً خارج حدود ألمانيا حال نجح حزبه في الانتخابات. وقال في تصريحات لمجلة "شتيرن" الألمانية عندما كان في المعارضة: "أعارض على سبيل المثال أن تحصل بعض الدول على مساعدات تنموية من دافع الضرائب الألماني في حين أنها تعامل النساء كأشخاص من الدرجة الثانية أو تقوم بتوقيع عقوبة الإعدام في حق الرجال والنساء لمجرد أنهم من المثليين جنسيا".
وتعامل فسترفيله مع هذا الموضوع بذكاء دبلوماسي ولم يتعرض إليه علانية، ولهذا تحدث خلال المؤتمر الصحفي الرسمي الذي جمعه بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، عن حقوق الإنسان بشكل عام للغاية قائلاً: "هناك بالطبع بعض الخلافات في الرأي بيننا، ولقد تحدثنا بالتفصيل عن حقوق الإنسان مروراً بقضية التعددية الدينية" ثم أضاف:"نرى أنه يجب إلغاء عقوبة الإعدام في كل مكان". ولم يرد الأمير سعود الذي يتولى مهام منصبه منذ 35 عاما إلا بالإشارة إلى وجود "أنظمة عالمية مختلفة". وانتقل الحديث بعد ذلك إلى قضايا أخرى مهمة مثل السلام في الشرق الأوسط حيث تلعب السعودية دوراً مهماً و قضية الملف النووي الإيراني والتطورات في اليمن التي تثير قلق المجتمع الدولي بشكل متزايد.
(س ج / د ب أ/ رويترز)
مراجعة: ابراهيم محمد