بدأ ذلك ليلة 14 يوليو بأمطار غزيرة فوق غرب ألمانيا. وبسبب الصيف الممطر آنذاك كانت التربة مشبعة ولم تعد قادرة على امتصاص المزيد من المياه التي تحولت إلى أنهار. وأصبحت الأنهار الصغيرة فجأة خطرا مميتا. سيول المياه الهائلة دمرت مدنًا بأكملها: باد مونستررايفه وراينباخ وأويسكيرشن. وفي ساعات المساء وصلت المياه إلى آرتال، لتغمر قرية تلو الأخرى، آخذة معها السيارات والأشجار والجسور ومنازل بأكملها. لجأ الناس إلى أسطح منازلهم، حيث اضطروا للبقاء فوقها أحياناً طوال الليل بانتظار مروحيات الإنقاذ. لكن لم يكن ممكناً مساعدة الكثيرين. فمنهم من جرفهم التيار أو فوجئوا بارتفاع سريع لمنسوب المياه في الأقبية أو مواقف السيارات تحت الأرض . أكثر من 180 شخصا فقدوا حياتهم. والآلاف فقدوا جميع ممتلكاتهم. لقد كانت أسوأ كارثة طبيعية في ألمانيا منذ ما يقرب من 60 عاما. لكن ما أعقب ذلك منح الناس الأمل. فقد جاء متطوعون من جميع أنحاء ألمانيا إلى مناطق الفيضانات وجرفوا الطين من المنازل، وتخلصوا من القمامة. كما ساعد العديد من المزارعين بجراراتهم في تنظيف الشوارع. إضافة الى سيل كبير من التبرعات. هذا الفيلم يوثق الأحداث حسب ترتيبها الزمني، ويصف معاناة المتضررين وروح المساعدة الفريدة. كما يوضح الفيلم أن آثار الكارثة ما زالت حتى اليوم وبعد مرور عام، بادية على مناطق واسعة.