New film aims to uncover latent, and blatant, German racism
٢٣ أكتوبر ٢٠٠٩عرض هذا الأسبوع فيلم جريء للصحفي الألماني غونتر فالراف بعنوان"أبيض على أسود SCHWARZ AUF WEIß" أثار العديد من علامات الاستفهام. ويصور الفيلم تجارب هذا الصحفي والمخرج الألماني داخل مجتمعه على مدى أكثر من عام. فهو تلمس طريقه بين فئات المجتمع المختلفة متنكرا خلال تلك الفترة على هيئة شخص من أصول إفريقية.
وقد تنكر فالراف في شخصية رجل صومالي يحمل اسم كوامي أغونو، خصيصا لفيلمه الأخير الذي يسعى من خلاله للكشف عن العنصرية في حياة بطل الفيلم اليومية. ويتابع الفيلم على سبيل المثال محاولات أغونو لاستئجار شقة. وفي حديث له إلى دويتشه فيله يقول المخرج باغونيس باغوناكيس الذي اشرف مع زميلته سوزان ياغر على إخراج الفيلم "بعد أربعة عشر شهرا أدركت مدى انتشار الممارسات العنصرية اليومية، والمقصود هنا ليست حوادث العنف التي نقرأ عنها في وسائل الإعلام فحسب، بل تلك التي تحمل طابعا يوميا، كتعذر الحصول على شقة للسكن أو على وظيفة بسبب لون البشرة، أو كأن تجلس كشخص أسود في مقهى وتسمع أحدهم يخاطبك قائلا: أيها الزنجي!"
تعاون من على البعد
وقد قطع فالراف حوالي ستة ألف كيلومترا عبر أنحاء ألمانيا المختلفة بصحبة المخرجين باغونيس باغوناكيس وسوزان ياغر الذين كانا يتظاهران بأنهما زوجين سائحين ويصوران المشاهد عن بعد، أما فالراف المتنكر على هيئة أغونو فكان يصور سرا عن طريق كاميرا خفية. ولم يتوقع أحد إطلاقا أن يكون الثلاثة أصدقاء، لأن أغونو أسود البشرة بينما المخرجين الآخرين بيض. لكن التنكر وطرح موضوعات مثيرة للجدل ليس بالأمر الجديد على غونتر فالراف، فالصحفي الألماني البالغ من العمر سبعة وستين عاما قضى عامين متنكرا على هيئة عامل تركي وافد في مستهل الثمانينيات، وعمل خلال تلك الفترة في العديد من المهن ذات الأجر المتدني. وقد قام بعد ذلك بإصدار كتاب عن تجربته.
عنصريون لا يترددون في المجاهرة بدوافعهم
والفيلم الجديد "ابيض على أسود" يصور في جانب من المشاهد بعض الألمان الذين لا يجدون حرجا في الإعلان عن دوافع مواقفهم العنصرية تجاه بطل الفيلم المهاجر الصومالي. منها مثلا قول أحدهم صراحة أن لون البشرة هي السبب وراء عدم السماح لذلك الشخص بالحصول على مكان له ولعائلته في إحدى معسكرات التخييم. ويعلق المخرج باغوناكيس على ذلك بالقول "أصبت بدهشة كبيرة عندما سمح لنا الكثير من الأشخاص استخدام المشاهد التي التقطت لهم في فيلمنا، وهم لم يجدوا حرجا في المجاهرة بعنصريتهم. ومن تلك المشاهد مثلا مشهد يصور إحدى السيدات التي رفضت تأجير شقتها لرجل أسود."
السود في ألمانيا ينتقدون الفيلم
لكن الفيلم لم يجد صدى طيبا لدى الكثير من السود في ألمانيا، ومنهم الموسيقية الألمانية السوداء نوا سو التي ترى بأن غونتر فالراف وظف قضية العنصرية كأداة لخدمة مصلحته الشخصية. فهو في نظرها "يجعل من الأقليات المضطهدة أضحوكة، ويتلقى أموالا لقاء ذلك، فضلا عن تلقيه أيضا الاهتمام بل والاحترام كذلك." وكما قالت الموسيقية سو في حديث إلى القناة الألمانية الأولى (ARD)، فإن الصحفي الألماني "لا يستطيع كرجل أبيض يعمد إلى تغيير لون بشرته بوضع مساحيق سوداء، أن يمر بالتجارب التي يخوضها السود، كما أنه لا يستطيع وضع تلك التجارب في الإطار الصحيح وإن كان يعتقد أنه قادر على ذلك."
لكن باغوناكيس يدافع عن الفيلم، فهو يرى أن أحداثه لا تدور "حول السود ولا يحاول التحدث بلسان السود في ألمانيا، بل يعرض ردة فعل البيض عندما يصادفون شخصا يبدو أسود اللون." وهناك أصوات منتقدة عديدة ترى أن الفيلم يختلق مواقف استفزازية وعدوانية، الأمر الذي لا يتفق المخرج معه، وهو يستشهد بمقطع من الفيلم يدور في إحدى الحانات، حيث يطلب بطل الفيلم ببساطة من امرأة لا يعرفها الرقص معه، وهذا المشهد - كما يقول باغوناكيس- يعتبر في نظر البعض استفزازيا.
الكاتبة: تانيا وود / نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي