فيلم وثائقي ألماني حول التطعيم في إسرائيل يثير جدلا إعلاميا
٦ مايو ٢٠٢١أثار فيلم ألماني وثائقي عن التطعيم في إسرائيل ومقارنته بأوضاع الفلسطينيين الصحية جدلا نادرا بين وسائل إعلام ألمانية، حيث رأى البعض أن الفيلم قد يؤلب المشاعر ضد إسرائيل. وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية الواسعة الانتنشار، إن الفيلم الذي أعده فريق المراسلين الشباب STRG_F" وهو تابع لقنوات ARD / ZDF الألمانيتين العامتين، أرسل بإشارة مفادها "أن الفلسطينيين يمرضون ويموتون من كورونا لأن إسرائيل لا تطعمهم!"
ويناقش الفيلم الوثائقي "إسرائيل تم تطعيمها وفلسطين تعاني!" كيفية نجاح إسرائيل في إعطاء اللقاح لنسبة كبيرة من سكانها تجاوزت 60 بالمئة لغاية الآن، في حين أنالمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لم تتجاوز نسبة التطعيم فيها ثلاثة بالمئة فقط، ومعاناة الفلسطينيين مع الوباء ما زالت كبيرة.
صحيفة بيلد رأت أن هذا الفيلم "يؤلب المشاعر ضد إسرائيل ويحمل مسؤولية معاناة الفلسطينيين للسلطات الاسرائيلية". وقالت بيلد على موقعها الالكتروني"إن الفيلم أخفى حقائق مهمة، وهي أن إسرائيل تمكنت بالفعل من تطعيم أغلبية سكانها باختلاف مشاربهم وبغض النظر عن دياناتهم اليهودية والإسلامية والمسيحية المختلفة". ونوهت بيلد إلى أنإسرائيل طعّمت السكان الفلسطينيين في القدس رغم أنهم لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، وقالت الصحيفة "إن على الفلسطينيين أن يتحملوا مسؤوليتهم الصحية بأنفسهم وذلك طبقا للاتفاقيات الموقعة".
وأرسلت بيلد تساؤلات بخصوص الفيلم إلى شبكة NDR العامة والتي عرضت الفيلم عبر موقعها الالكتروني، مؤكدة أن الفيلم يجعل من المشهد يأخذ صورة سلبية عن إسرائيل. بيد أن الشبكة الألمانية العامة أكدت لبيلد أن على إسرائيل واجب تزويد اللقاح، وبأن الفلسطينيين لا يملكون المال اللازم لشرائه. وانتقدت بيلد تصريحات سابقة لشبكة NDR أشارت فيها إلى أن إسرائيل تتهرب من واجباتها من إعطاء اللقاح للفلسطينيين، مشيرة إلى تطعيم السلطات هناك لمئة ألف عامل فلسطيني وهو ما أشار له الفيلم أيضا.
يذكر أن انتقادات عديدة طالت السلطات الإسرائيلية لعدم تزويد الفلسطينيين باللقاح، حيث أكدت "هيومن رايتس ووتش" في وقت سابق على موقعها الإلكتروني أن إسرائيل ملزمة بموجب "اتفاقية جنيف الرابعة" لضمان الإمدادات الطبية، بما فيها مكافحة انتشار الأوبئة. كما حثت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة إسرائيل على ضمان حصول الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاحتلال على لقاحات كوفيد-19، بحسب موقع الأمم المتحدة.
علاء جمعة