فيلم وثائقي يحمل واشنطن مسؤولية هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001
١٠ سبتمبر ٢٠٠٦في وقت نقترب فيه من الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر2001، اليوم الذي غير وما زال يغير العالم، لا تقتصر شكوك الرأي العام الأمريكي في الرواية الرسمية لهذه الأحداث على خبراء رزينين مثل بروفسور الفيزياء شتيفان ي. جونس من جامعة Brigham Young Uni فحسب، بل أن عالم السينما والفيديو بدأ أيضا يهتم بالموضوع ويؤمن بنظرية المؤامرة التي تقول إن الحكومة الأمريكية هي التي خططت لهذه الهجمات ونفذتها وليس كما تقول الرواية الرسمية الأمريكية إن إرهابيين إسلاميين يقفون خلفها. إن غرضنا من هذا التقرير هو ليس تغذية نظرية المؤامرة والتشكيك بأدوات ذاتية الصنع في هذه الهجمات، بل الوقوف على فيلم فيديو وثائقي، يحمل عنوان "Loose Change" ومنشور في الإنترنت تحت العنوان التالي: http://www.loosechange911.com/. هذا الفيلم ظهر في عام 2005 طوله 80 دقيقة ومن إنتاج ديلان أفيري (22 عاما) وكروي روف (25 عاما) واقتصرت تكاليفه على 10 آلاف يورو. وعلى الرغم من هذا كله، استطاع الفيلم كسب شهرة غير معقولة في الولايات المتحدة.
10 ملايين شاهدوا الفيلم
قصة شهرة هذا الفيلم بدأت عندما بادرت قناة تلفزيونية صغيرة على مدى يومين ببث هذا الفيلم في ولاية نيويورك. ولأن "Loose Change" حصل على استحسان الرأي العام، تواصلت حملة ترويجه وتم عرضه في كثير من الجامعات الأمريكية وطبعت منه آلاف النسخ ونظمت فعاليات مجانية لمناقشته والوقوف على نظريته التي تشكك برواية الحكومة الأمريكية عن أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. وبحسب الأرقام المتوفرة في آلة البحث "غوغل" فإن عدد الأشخاص الذين شاهدوا الفيلم تعدى عشرة ملايين زائر وأن أكثر من 20 ألف شخص يزرون يوميا موقع منتحيْ الفيلم المبتدئيْن.
أين الصندوق الأسود؟
ويبدأ الفيلم بطرح السؤالين التاليين: كيف اقتصر اصطدام طائرة بوينغ 757 التي يبلغ عرضها 50 مترا في التسبب فقط في حفرة في جدران وزارة الدفاع الأمريكية لا يتعدى قطرها 20 مترا؟ ولماذا لم يظهر لغاية الآن الصندوق الأسود للطائرة؟ أما الفكرة التي يهدف الفيلم إلى تسويقها فهي أن الإرهابيين الإسلاميين ليس لهم علاقة بهذه الهجمات وأن برجي التجارة العالمي دمرت بإتقان تام من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية. وبحسب موقع منتج الفيلم ديلان أفيري في الإنترنت، فإنه أراد في البداية إنتاج فيلم خيالي، ولكن التحقيقات التي قام بها في غضون سنتين "حوّلت القصة الخيالية إلى فيلم وثائقي."
11/9 والرأي العام الأمريكي
وبهذا الفيلم، أصاب أفيري عصب شريحة كبيرة من الأمريكيين الذين لا يؤمنون بالرواية الرسمية لأحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر2001. ومن أجل مراقبة هذا التحول في الرأي العام في الولايات المتحدة، يكفي الوقوف على دراسات المعهد الأمريكي لإجراء الدراسات الإحصائية "Zogby International" والتي تقول إن 40 بالمئة من الأمريكيين يؤمنون بنظرية المؤامرة. وفي هذا الخصوص، يقول الألماني غيرهارد فيسنيفسكي مؤلف كتاب "أسطورة 11/9" في موقعه في الإنترنت إن الروايات الرسمية التي تقدمها الحكومة الأمريكية مليئة بالتناقضات التي تشير إلى أنها (الإدارة الأمريكية) هي التي تتحمل المسؤولية بخصوص هجمات أيلول/سبتمبر. وبغرض التحقيق في هذه التناقضات، أسست مؤخرا مجموعة تتكون من 75 خبيرا من جامعات مشهورة مثل جامعتي "princeton" و"Stanford" حلقة أطلقوا عليها اسم "علماء من أجل حقيقة 11/9".
حقائق أكيدة؟
ويتوقع أفيري في موقعه في الإنترنت أن الإدارة الأمريكية افتعلت الحادي عشر من أيلول/سبتمبر من أجل شن حروب لاحقة. ويتعرض منتج الفيلم الشاب في الموقع ذاته إلى اتهامات توجه إليه بأنه جزء من حملة تنظمها أجهزة المخابرات الأمريكية ضد الرئيس الأمريكي جورج بوش. أما هو فإنه يؤكد أنه أنتج الفيلم ليس بغرض المتعة، بل من أجل تعزيز الشكوك في الرواية الرسمية الأمريكية المليئة بالتناقضات، على حد تعبيره. ويتساءل أفيري لماذا أقوم بإنتاج فيلم تسبب في انهيال رسائل التهديد علي وفي تعريض حياتي وحياة عائلتي للخطر لو لم أكن متأكدا من صحة المعلومات التي يقدمها الفيلم؟ أما نحن فنكتفي بطرح السؤال التالي: هل ستبقى الشكوك تحوم حول هجمات 11/9/2001 كما هو الحال بشأن حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي؟