قسيستان مثليتان تطلقان قناة على "يوتيوب"
١ فبراير ٢٠٢٠امرأتان في ثوب أسود تقفان في الكنيسة. تقول إحداهما وتضع يدها على كتف الآخرى "نحن زوجان من المثليات هنا في القرية". هذه هي الطريقة التي يبدأ بها أول فيديو على موقع "يوتيوب"، لكل من إيلين (35 عاماً) وشتفي رادك (34 عاماً).
ففي نهاية شهر يناير/كانون الثاني، أطلق الثنائي قناة "آندرس آمين" على موقع "يوتيوب"، إذ تريدان الحديث في منشوراتهما عن حياتهما في قرية تقع بالقرب من مدينة هيلدسهايم الألمانية، وكذلك عملهم كقسيسات، ورغبتهما في إنجاب الأطفال، والوصول إلى جمهور شاب و "غير معتاد".
وفي الأصل، يشير المصطلح الإنجليزي "queer" (غير معتاد أو غريب) إلى شيء ينحرف عن القاعدة. وفي وقت لاحق تم استخدامه بشكل رئيسي بطريقة تحقيرية لأولئك الأشخاص، الذين يحيدون عن التيار الرئيسي في حياتهم الجنسية.
واليوم، يستخدم المثليون جنسياً وثنائيئ الجنسي والمتحولين جنسياً المصطلح نفسه "queer" لوصف أكبر عدد ممكن من أشكال الحياة الجنسية البشرية. "بالنسبة لي، يعني هذا التصرف عكس القاعدة وإحباط التوقعات"، توضح إيلين. وينطبق هذا الأمر على إيلين وشتفي اللتان تقدمان عبر قناتهما على "يوتيوب" صورة تخالف النمط الرائج.
إيلين ذات الشعر الأحمر والأظافر الطويلة تحب وضع المكياج. أما شتفي صاحبة الشعر القصير، فإنها تحب ارتداء أحذية رياضية في أوقات فراغها. ويعيش الثنائي منذ 2017 في قرية صغيرة يسكنها حوالي 2000 نسمة وقد تسببتا منذ البداية في إثارة الشك في محيطهما، حيث تعتبر شتفي قسيسة محلية في كنسية القرية.
وتقول إيلين، التي تعمل في كنيسة تبعد بحوالي 40 كيلومتراً تقريباً عن مدينة هانوفر إن "(queer) والكنيسة ليست مشكلة على الإطلاق". أما شريكتها شتفي، فإنها تضيف: "الأمر ليس سهلاً، فهناك بالتـأكيد أصوات منتقدة". ويحب الثنائي (إيلين وشتفي) أن تتعارضا مع بعضهما البعض، لكن من دون أن تغضب إحداهما من الآخرى.
وتنحدر إيلين من ولاية شمال الراين ويستفاليا، حيث ترعرت في منزل كاثوليكي. و"بسبب قضية نسائية" تحولت إيلين إلى الكنيسية الإنجيلية وهي في الـ 18 عاماً. في حين، تنحدر شتفي من العاصمة الألمانية برلين، إذ كانت لديها رغبة مبكرة في أن تصبح قسيسة في قرية ما.
وتعارف الثنائي أثناء فترة الدراسة في برلين، ثم انتقلا بعدها سوياً إلى ولاية براندنبورغ. وفي الفيديوهات التي تنشر على قناتهما في "يوتيوب" لا تكاد توجد مواضيع محرمة. وتأخذ شتفي وإيلين الأشخاص، الذين يتابعونهم على "يوتيوب" في جولة على غرار: تناول الإفطار يوم الأحد وتلخيص الوقت الذي قضيانها في الكنيسة ومراسم الصلاة وغيرها من الأمور.
وتوكد إيلين أن إنشاء قناة "آندرس آمين" هو نتاج "فكرة مجنونة". وتقول في هذا الصدد: "أغلب محتويات الكنيسية الموجودة على موقع يوتيوب تأتي من دوائر محافظة". وأضافت: "نريد أن نظهر مدى تنوع الكنيسية الإنجيلية وتعددها، كما أنها توفر منزلاً لأشخاص مثلنا".
وحصدت بعض مقاطع الفيديو عدة آلاف من المشاهدات، حيث شجعت العديد من التعليقات هذا النوع غير العادي من الفيديوهات. وكتب أحد المعلقين قائلاً "أفضل ما تقدمه الكنيسة على الإنترنت. أنتما رائعتان".
من جهة آخرى، هناك أيضاً أصوات منتقدة لما يقدمه الثنائي على قناتهما في "يوتيوب"، حيث وصفهما أحد المعلقين بأنهما تسيئان إلى دورر القسيسات. أما القسيسات شتفي وإيلين، فإنهما تأخذان الأمر بهدوء "لاندع ذلك يزعزع ثقتنا".
ر.م/ع.ج.م ( ك. ن. أ)