قضية التعليقات "المسيئة" للإسلام تتفاعل ومحاولات تهدئة هندية
٦ يونيو ٢٠٢٢تشهد قضية التصريحات "المسيئة" للإسلام والنبي محمد تفاعلات جديدة، رغم قيام حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند بخطوة إيقاف المتحدثة باسمه نوبور شارما عن العمل ردّاً على تعليقات حول النبي محمد أدلت بها خلال مناظرة تلفزيونية، وفقاً لما أعلن عنه الحزب في بيان على موقعه الإلكتروني الأحد (الخامس من يونيو/ حزيران 2022).
وسعت الحكومة الهندية اليوم الاثنين لتهدئة الغضب في الداخل والخارج بعد تصريحات "المسيئة" للنبي محمد بينما
اعتقلت السلطات 38 شخصا في أعمال شغب نشبت بسبب التصريحات في مدينة بشمال البلاد بينما يجري التخطيط لتنظيم احتجاج في وقت لاحق في مومباي.
وجاءت الاعتقالات في مدينة كانبور في إطار محاولات لاحتواء توتر ديني يتصاعد بين الحين والآخر في البلاد وأججه إدلاء مسؤولين في الحزب الحاكم بتصريحات تسببت في غضب واسع النطاق بين المسلمين في الهند وفي الخارج.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة.
وردّ حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، عن الاتهامات التي وجهت إليه بمعاداة الإسلام بأنه "يحترم" جميع الأديان و"يدين بشدة إهانة أيّ رموز دينية لأيّ دين".
في المقابل، كتبت شارما على تويتر أنها قالت بعض الأشياء ردّاً على تعليقات تمّ الإدلاء بها متعلقة بإله هندوسي، لكن "لم تكن هناك نية أبداً لإيذاء المشاعر الدينية لأيّ شخص". وأضافت "إذا كانت كلماتي تسببت في إزعاج أو جرح للمشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فإنني أسحب بياني دون قيد أو شرط".
إلى ذلك أعلن مكتب الحزب أيضا طرد نافين جيندال، وهو متحدث آخر باسم حزب بهاراتيا جاناتا، بسببتعليقات مسيئة للإسلام أدلى بها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف بيان الحزب "حزب بهاراتيا جاناتا يعارض بشدة أيضا أي فكر يهين أو يحط من قدر أي طائفة أو دين... ولا يروج الحزب لمثل هؤلاء الأشخاص أو لهذه الفلسفة".
استنكار رسمي في دول مسلمة ودعوات للمقاطعة
بعد احتجاجات واسعة من عدة دول مسلمة ومحاولة حكومة مودي إحتواء الغضب عبر الإعلان عن تعليق عمل شارما وجاناتا في الحزب الحاكم، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن ترحيبها بهذه الخطوة، لكنها في الوقت ذاته شددت أنها تتوقع اعتذارا علنيا وإدانة فورية لهذه التصريحات من قبل الحكومة الهندية.
وإلى جانب قطر، شجبت المملكة العربية السعودية والكويت ومنظمة التعاون الإسلامي الأحد هذه التصريحات. كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الهندي لدى طهران لتسليمه مذكرة احتجاج.
داخليا، اعتُبرت تصريحات شارما سببا في اندلاع صدامات في ولاية أوتار براديش الهندية يوم الجمعة الماضية، فيما طالبت العديد من المنظمات الإسلامية الهندية بتوقيفها.
وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي حملات انتقاد شديدة ضد الحزب الحاكم في الهند. وتصدر وسم #إلا_رسول_الله_يا_مودي تغريدات رواد تويتر في السعوديةى ومصر ودول عربية أخرى. وفي صفحات مواقع التواصل انتشرت كذلك دعوات بالسعودية ودول خليجية أخرى بمقاطعة المنتوجات الهندية.
وذكر تقرير لوكالة فرانس برس أن متجرا غذائيا كبيرا في الكويت قام بإزالة البضائع الهندية من على رفوفه، فيما توالت الإدانات في العالم العربي الاثنين احتجاجا على تصريحات المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند.
و.ب/م.س (رويترز، د ب أ، أ ف ب)