قطر على مشارف تحقيق حلم تاريخي!
٣٠ نوفمبر ٢٠١٠قدمت قطر ملفا خرافيا لإقناع القائمين على الإتحاد الدولي لكرة القدم/ فيفا بأحقيتها في نيل شرف احتضان نهائيات كأس العالم 2022. وضم هذا الملف استثمارات بقيمة 43 مليار دولار لبناء بنية تحتية جديدة، بالإضافة إلى ثلاث مليارات دولار لإنشاء ملاعب مجهزة بأنظمة تبريد في الهواء الطلق.
ودخلت قطر بكل ثقلها في منافسة استضافة المونديال، حين عينت النجم الفرنسي زين الدين زيدان كسفير لملفها، وجلبت فرق التفتيش إلى العاصمة الدوحة للإطلاع على المخططات المستقبلية فيما يخص التجهيزات، والبنى التحتية والمنشآت الطبية، بالإضافة إلى تطوير شبكة النقل بما في ذلك إنشاء شبكة مترو، تربط بين الملاعب السبعة المختلفة التي ستقام فيها المباريات في حال تم قبول ملف قطر لاستضافة المونديال.
كل هذه العوامل، جعلت من الملف القطري "المفاجأة" غير المتوقعة في عالم كرة القدم الدولية، حتى أصبح يشكل تحديا حقيقيا للملف الأمريكي-الملف الأبرز-، إلى جانب الأسترالي والكوري الجنوبي والياباني.
بلاتر يغازل قطر
وفي العديد من المناسبات، أشاد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر بالملف القطري، موضحا بان "العالم العربي يستحق كأس العالم"، وأن قطر جاهزة لاحتضان هذه التظاهرة، بدليل أنها نظمت بنجاح الألعاب الآسيوية 2006، كما أنها على وشك استضافة كأس آسيا 2011 . وأضاف بلاتر أنه وفي السنوات الأخيرة قطع ذلك البلد العربي "أشواطا ضخمة على جميع الأصعدة". غير أن الأستاذ محمد قعاش، الأستاذ المحاضر في علم الاقتصاد الرياضي في جامعة محمد الخامس بالرباط، وفي حوار مع دويتشه فيله حذر من أخذ كلام بلاتر على أساس أنه موافقة مبدئية على الملف القطري، لأن الملفات الأخرى المعروضة لها وزنها أيضا، وأن الكلمة الأخيرة بيد اللجنة التنفيذية للفيفا، التي ستقوم بعملية التصويت ظهر الخميس القادم (الثاني من ديسمبر 2010). ولم ينف خبير الاقتصاد الرياضي في الوقت ذاته، من أن قطر قد تستفيد ممن أسماهم "بأصدقائها السياسيين" في إشارة إلى الدول التي تجمعها بالدوحة علاقات طيبة سواء الأوروبية منها أو العربية أو الآسيوية.
الأقطاب الاقتصادية مفتاح نجاح ملف قطر
بيد أن فرص قطر الحقيقية تكمن بالأساس حسب المختصين، في علاقتها القوية بأقطاب الرياضة الثلاثة، المتمثلين في قطاع البث التلفزيوني، والشركات الراعية، وشركات المعدات الرياضية. ويشرح الأستاذ محمد قعاش أن الدوحة عمدت على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع هؤلاء الأقطاب، خاصة الشركات الراعية المتعددة الجنسيات، لما لها من دور هام في عملية اتخاذ القرار داخل أروقة الفيفا.
ويعتقد الخبراء أن الدوحة ماضية في مشروعها بحزم، وقادرة على إقناع الشركات الراعية بتنظيم مونديال ناجح اقتصاديا، وذو مردودية تجارية مربحة. فتظاهرة المونديال تحولت منذ 1986 من تظاهرة كروية صرفة، إلى حدث اقتصادي، يستفيد من فرجة كروية بقالب "معولم".
وبحكم أن النجاح الاقتصادي لا يمكنه أن يتم سوى عبر بوابة التسويق، يعتقد الأستاذ محمد قعاش في حوار مع دويتشه فيله، أن احتضان مباراة الأرجنتين والبرازيل في الدوحة مؤخرا، والتي مرت في أجواء احتفالية رائعة، بالإضافة إلى استقطاب شخصيات كروية من طراز الانكليزي أليكس فيرغسون، فضلا عن اختيار النجم الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان سفيرا للترويج للملف القطري، كلها عوامل دخلت في إطار العملية التسويقية المحكمة التي طورتها قطر لدعم ملف المونديال. ويبقى ليوم الخميس القادم الكلمة الفاصلة، عما إذا كانت الدوحة ستنجح بالفعل فيما فشلت فيه القاهرة والرباط وتونس وليبيا في السابق، بتحقيق الحلم العربي في احتضان كأس العالم.
وفاق بنكيران
مراجعة يوسف بوفيجلين