قطر والسعي للاستفادة من مخاوف نقص إمدادات الغاز في أوروبا
٢٩ يناير ٢٠٢٢ستلقي المخاوف الأوروبية من فقدان إمدادات الغاز الروسي في أزمة أوكرانيا بظلالها على لقاء أمير قطر مع الرئيس الأمريكي يوم الإثنين، لكن خبراء يرون أن الدولة الخليجية لا تملك "عصا سحرية".
لقاء مرتقب بين بايدن وتميم
وقد تقدم الإمارة الثرية بعض المساعدة بينما تسعى للحصول على موطىء قدم أكبر في أوروبا وتسجيل نقاط دبلوماسية ثمنية لتصبح الحليف الرئيسي لواشنطن في الخليج.
وقال البيت الأبيض إن اللقاء المقرر عقده بين الشيخ تميم والرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 من كانون الثاني/يناير، سيتناول الأمن في منطقة الشرق الأوسط و"تأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة".
ويتهم الغرب موسكو بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا المجاورة، ما جعله يهددها بعقوبات غير مسبوقة إذا غزت هذا البلد.
وقالت واشنطن بصورة خاصة إن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا الذي أنجز - لكنه لم يبدأ تشغيله - لن يباشر العمل في حال شن هجوم عسكري روسي. غير أن الأمريكيين والأوروبيين يخشون أن يرد الكرملين بخفض إمدادات المحروقات لأوروبا، وهي إمدادات حيوية للعديد من البلدان.
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو أربعين بالمئة من احتياجاته على صعيد موارد الطاقة من روسيا، وتعمل واشنطن مع حلفائها على البحث في الأسواق العالمية عن مصادر بديلة.
هل تستطيع قطر دعم الاحتياجات الأوروبية؟
وقال مسؤول قطري قبل الاجتماع إن "المحادثات جارية" حول تحويل شحنات للغاز الطبيعي المسال من الأسواق الآسيوية الرئيسية إلى أوروبا في حال قطع الكرملين الإمدادات عن أوروبا.
ولن تكون هذه أول مرة تقوم فيها قطر أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بمساعدة دولة صديقة، إذ قامت الدوحة بإرسال إمدادات إلى اليابان بعد تسونامي عام 2011، كما أرسلت شحنات خاصة إلى بريطانيا في تشرين الاول/اكتوبر عندما عانت من نقص مفاجىء في الإمدادات.
ولكن مع ارتباط قطر بعقود طويلة الأمد مع عملاء كبار في كوريا الجنوبية واليابان والصين، فإنه ليس بإمكانها القيام بالكثير لاستبدال إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا الغربية.
لا عصا سحرية قطرية!
يرى بيل فارين- برايس المدير في شركة الأبحاث "إنفيروس" أن "قطر لا تملك عصا سحرية لحل النقص في الغاز الاوروبي". ويوضح فارين-برايس أن الدوحة "لا تملك أي طاقة فائضة لتوريد غاز مسال طبيعي إضافي. إنها ليست مثل السعودية التي تحتفظ بقدرة فائضة من النفط".
وقد تقوم قطر التي تجري أيضاً محادثات مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بإعادة توجيه بعض الشحنات. وقد يؤدي لعب دور رئيسي في أي خطة طارئة للغاز بتعزيز موقف قطر أمام الولايات المتحدة.
وأكد فارين-برايس أن "أي نقص في الغاز الأوروبي سيمتد وسيكون له تأثير على سوق الغاز الطبيعي المسال الآسيوي أيضا". وسيتعين على المستهلكين الاوروبيين- الذين يواجهون بالفعل ارتفاعاً قياسياً في أسعار الغاز قياسية - دفع تكلفة أعلى، مشيراً إلى أن "الأمر قد يشكل تحدياً كبيراً من ناحية السعر".
"الأعمال قبل السياسة"؟
ويقول الأستاذ المساعد في معهد "كينغز كولدج" اندرياس كريغ إن قطر ستعطي الأولوية للأعمال قبل السياسة في أي قرار قد تتخذه لمساعدة اوروبا. ويوضح كريغ أن أوروبا قد تصبح هدفاً أساسياً لأي بادرة تقوم بها قطر.
وقامت الإمارة الخليجية بالفعل بالإعلان عن رفع طاقة إنتاج الغاز المسال بشكل كبير، من 77 مليون طن سنويا، إلى 126 مليون طن بحلول العام 2027 وتبحث عن أسواق للغاز الإضافي.
وكان إطلاق تحقيق للاتحاد الأوروبي في عام 2018 بشأن احتكار للغاز قد أثار غضب الدوحة، وتابع "هذا قد يعني تسجيل بعض النقاط في اوروبا (...) والبدء بمفاوضات لعقود طويلة الأمد". وأوضح كريغ أن قطر ترغب "في دفع نفسها لتصبح في موقع أهم حليف استراتيجي للولايات المتحدة في الخليج".
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب)