قلعة نويشفان شتاين: توافق بين جمال الطبيعة والفن المعماري
عندما يتجمع السياح من شتى أنحاء المعمورة لإلقاء نظرة سريعة على قلعة "حصن ملك الحكايات الخيالية"، وهو الإسم الأصلي لقلعة نويشفان شتاين المهيبة، فإنه لا يخطر في بال هؤلاء الزوار أن هذا الصرح الضخم والمهيب قد خُصص يوماً ما ليسكن فيه ملك واحد هو الملك لودفيج الثاني ملك دولة "بافاريا" المستقلة.
وفي الصيف يتسابق 6000 زائر كل يوم من أجل مشاهدة هذه "القلعة الجميلة" والتمتع بجمال فن بناءها المعماري الفريد من نوعه.ومن أجل تحسين الخدمات السياحية ورعاية هذا السيل الجارف من الزوار، والحفاظ على رونق قلعة نويشفان شتاين وحمايتها من أخطار تلوث البيئة التي تؤتر سلبياً على جمالها، قامت حكومة ولاية بافاريا بإنفاق حوالي 11.2 مليون يورو في السنوات الأخيرة في إطار عملية ترميم شاملة قامت بها.
ولادة الحصن من رحم الهزيمة
لا ينبغي لجمال قلعة نويشفان شتاين أن يقصي انتباهنا عن قصة بناءها التي يرتبط ارتباطا وثيقاً بالتاريخ السياسي لألمانيا ولولاية بافاريا بصورة خاصة. فولاية بافاريا، التي كانت دولة مستقلة في النصف الثاني للقرن التاسع عشر، خسرت الحرب ضد دولة بروسيا. هذه الهزيمة حولت الملك البافاري لودفيج الثاني إلى مجرد "حليف" مستعد دوماً لوضع جيشه تحت تصرف دولة بروسيا في حالة نشوب حرب. ومن أجل تعويض فقدان سيادته على مملكته قرر لودفيج الثاني تشييد قصره الخاص به. وعلى هذا النحو شيد قصر نويشفاين شتاين وكأنه تجسيد معماري لمملكة خاصة!
توافق مع جمال الطبيعة
وفيما بعد أمر ولي عهد بافاريا ماكسيميليان الثاني، وهو إبن الملك لودفيج الثاني، بترميم هذا القصر ليتوافق بشكل كامل مع جمال الطبيعة الخلاب من ناحية، ومع فن البناء الغوطي السائد في ذلك الوقت من ناحية أخرى. وعبر لودفيج الثاني عن غبطته آنذاك قائلاً:"لا يوجد مكان أكثر جمالاً ورومانسية من هذا المكان". وبالفعل يستطيع الزائر اليوم التمتع بجمال الطبيعة الخلاب المحيط بهذا القصر من جميع الجهات ومن كل شرفاته.