قمة أفريقية لاتخاذ موقف موحد من إصلاح مجلس الأمن
بدأت أمس الخميس (4 آب/ أغسطس) أعمال القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ومع بدء فعالياتها دعا الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجوا زملائه لبذل ما في وسعهم من أجل التوصل إلى إجماع حول الإصلاحات المقبلة. وجاء في كلمته أثناء افتتاحها أن على البلدان الأفريقية اتخاذ موقف موحد والتفاوض مع المجموعات الدولية الأخرى من أجل التوصل إلى حل مشترك يرضي مختلف الأطرف. وحذر أوباسانجوا من أن الفشل في ذلك سيعني خسارة أفريقيا أكثر من أية منطقة أخرى.
نقطة الخلاف
يناقش المسؤولون الأفارقة خلال قمتهم مسالة تمثيل القارة الأفريقية في مجلس الأمن الدولي على ضوء عدة خطط تم تقديمها لإصلاح الأمم المتحدة وإعادة هيكلتها. وفي هذا الإطار سيتم التركيز على مدى توافق الاقتراح الأفريقي الخاص بتوسيع المجلس مع اقتراح بهذا الخصوص تقدمت به ما تسمى مجموعة الأربع وهي اليابان وألمانيا والهند والبرازيل. ويتفق الجانبان في اقتراحهما على لزوم زيادة عدد أعضاء المجلس المذكورمن 15 إلى 25 عضواً، غير أنهما يختلفان حول حق النقض/ الفيتو، ففي حين يتضمن اقتراح الدول الأربع إعطاء مقعدين دائمين لدولتين أفريقيتين في المجلس ولكن دون هذا الحق فإن الاقتراح الأفريقي يؤكد عليه. وعلى الرغم من هذا التأكيد فإن البلدان الأفريقية المجتمعة أصدرت إشارات أبدت من خلالها استعدادها إعادة النظر في موقفها؟ غير أن العديد من المراقبين يشككون في قدرتها على اعتماد قرار موحد في الوقت الحالي. ويعود السبب في ذلك إلى خلافات بخصوص من يحق له تمثيل أفريقيا في المجلس بعد إصلاحه. وتبرز هذه الخلافات بين بلدان مثل مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا من جهة وكينيا وأنغولا وليبيا والسنغال من جهة أخرى.
فرصة التوصل إلى حل وسط
وكتعبير عن رغبة الاتحاد الأفريقي ومجموعة الأربع في التوصل إلى موقف مشترك يكون له تأثير فعال في جلسات الجمعية العامة شكل الطرفان لجنة متابعة مشتركة لهذا الغرض مؤخراً. ووفقاً لآخر ما توصلت إليه فإن الكثير من الدول الأفريقية مستعدة للتوصل إلى مشروع مشترك ولو على أساس التخلي عن حق النقض الذي كانت تطالب به. وفي هذا السياق يتابع دبلوماسيون من مجموعة الأربع أعمال القمة الأفريقية على أمل دعم الاتحاد لمشروع مجموعتهم حسب ما صرح به كيتارو ساتو المبعوث الخاص الياباني حول اصلاح الامم المتحدة لوكالة فرانس برس. وقال دبلوماسي من الاتحاد الافريقي "حتى اذا كانت ليبيا والجزائر ومصر تصر على ان تحصل افريقيا على مقعدين دائمين مع حق النقض، فإننا مقبلون على إجماع حول مقعدين دائمين دون حق النقض وخمسة مقاعد للتناوب اربعة منها لافريقيا". واكد لفرانس برس رافضا كشف اسمه "ان معظم الدول دعمت هذا الاقتراح ونامل ان نتمكن من صياغته اليوم".
معارضة اقتراح الدول الأربع
وبغض النظر عن اتفاق الزعماء الأفارقة مع نظرائهم الأوروبيين فإن خطة الدول الأربع تواجه معارضة حتى من قبل دول تتمتع بحق النقض/ الفيتو كالصين والولايات المتحدة. فقد صرح السفير الصيني في الأمم المتحدة وانغ غوانغيا خلال لقاء مع نظيره الأمريكي جون بولتون قبل أمس الأربعاء أن الجانبان اتفقا على اتخاذ موقف مشترك. وبرر وانغ ذلك بحجة أن اقتراح الدول الأربع سيشق المجموعة الدولية. ومما يعنيه ذلك أن فرص الدول الأربع بالحصول على عضوية دائمة في مجلس الأمن أصبحت أقل. الجدير ذكره ان الإصلاحات المقبلة في منظمة الأمم المتحدة تتطلب موافقة ثلثي أعضاء الدول الأعضاء فيها والبالغ عددها 191 دولة.
دويتشه فيله