قمة سيول تناقش انتشار المواد النووية وخطر الإرهاب النووي
٢٧ مارس ٢٠١٢يعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الشخصيات المهتمة بالانتشار النووي الذي أدرجه ضمن القضايا المطروحة في برنامجه الرئاسي. "بعد مرور عقدين على الحرب الباردة تضاءلت خطورة اندلاع حرب نووية بين دولتين، إلا أن مخاطر الهجوم النووي ارتفعت"، هذا ما صرح به باراك أوباما خلال القمة الأولى حول الأمن النووي التي انعقدت في شهر أبريل عام 2010 في واشنطن. أما سيول الكورية فهي تحتضن من 26 حتى 27 مارس/ آذار الجاري مؤتمر القمة الثاني حول الأمن النووي.
تنامي الوعي بالمخاطر
أحد أهم مشكلات الخطر النووي تكمن في توفر كميات هائلة من المواد القابلة للانشطار، فمخزون البلوتونيوم الموجود للاستخدام السلمي والعسكري يصل إلى حوالي 200 طن. وهذه الكمية تكفي نظريا لصناعة عشرات الآلاف من القنابل النووية. وفي الصناعة النووية يتم استهلاك 4000 كيلوغرام. وفي بعض المناطق لا يتم مراقبة هذه المواد وتأمينها بالشكل الكافي. كما أن البلوتونيوم موزع في العديد من الدول. الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة يفترض أنها حاولت عدة مرات الحصول على مواد نووية.
وقد اعتبر الإرهاب النووي لفترة طويلة أحد المخاطر التي اسُتهين بخطورتها. "هذه القمة النووية يفترض أن تزيد الوعي بهذه المشكلة"، توضح أنيته شابير من مؤسسة هيسين الألمانية لأبحاث السلام والصراعات، التي تضيف: "كما أنه يجب وضع معايير دولية حول كيفية التعامل مع المواد النووية، وان تكون هذه المعايير موضوعة في إطار قانوني".
حين عقدت القمة النووية الأولى في واشنطن عام 2010 اتفقت الدول المشاركة طواعية على تقوية سبل مراقبة النشاط النووي. وقد بدأت بعض هذه الدول بالفعل في معالجة اليورانيوم العالي التخصيب، فيما قامت دول أخرى باستخدام وسائل للحد من خطر الانتشار. وخلال السنوات الثمانية الماضية تم بالفعل سحب 2000 كيلوغرام من اليورانيوم ذي الخصوبة العالية من المفاعلات، وتم شحنها إلى روسيا أو الولايات المتحدة. فأوكرانيا مثلا شحنت جميع مخزونها من اليورانيوم إلى روسيا.
إلا أن الخبراء في هذا المجال يصعب عليهم الحصول على معلومات شاملة حول مخزون اليورانيوم في العالم. "من الصعب الحصول على إحصائيات دولية حول مخزون اليورانيوم العالي التخصيب"، كما يقول أوليفر ترينيرت، خبير التسلح في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن.
التهريب النووي مشكلة
من أخطر الشبكات المعنية بتخصيب اليورانيوم شبكة أسسها عبد الله خان الملقب بـ"أبو القنبلة النووية الباكستانية". وقد زودت هذه الشبكة في التسعينيات من القرن الماضي إيران وليبيا بمواد ومعلومات لتخصيب اليورانيوم. وهنا يتساءل أوليفر ترينيرت، خبير التسلح في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن عما إذا كانت هذه الشبكة قد أوقفت نشاطها تماما بالفعل. وإضافة إلى ذلك يشار إلى أن باكستان تنتج مواد قابلة للانشطار لبرنامجها النووي، وقد طلبت شراء مفاعلات جديدة من الصين لتصنيع بلوتونيوم قابل للتعبئة. "إلا أن باكستان تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالأمن النووي وتطلعها على مرافقها الذرية المدنية"، يشير ترينيرت، خبير التسلح ليكشف عن الفارق بين نشاط باكستان النووي ونشاط كوريا الشمالية وإيران.
دانيال شيشكيفيتز/ هبة الله إسماعيل
مراجعة: محمد المزياني