قوات موالية لواشنطن تسيطر على 40 بالمئة من منبج
٣١ يوليو ٢٠١٦أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 2300 مدني بينهم نساء وأطفال تمكنوا من الخروج من مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي خلال الـ24 ساعة الماضية. وأوضح المرصد في بيان أن عملية الخروج جاءت بعد أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية يوم أمس، وبغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي، على منطقة دوار الجزيرة وحي المستوصف ومنطقة مدرسة الغسانية شرق المدينة. وبذلك أصبحت قوات سورية الديمقراطية تسيطر على ما يقارب الـ40 بالمئة من مدينة منبج.
وفي السياق ذاته، لا تزال الاشتباكات متواصلة في عدة محاور داخل المدينة، بين تنظيم "داعش" وقوات سوريا الديمقراطية، في محاولة من الأخيرة لتحقيق المزيد من التقدم في المدينة.
وفي تطور موازٍ، وصل صباح اليوم الأحد (31 يوليو/ تموز 2016)، رمزى عز الدين رمزي نائب المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة ليوم واحد.
وأشارت تقارير إعلامية متطابقة أن زيارة رمزي جاءت بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد، في سبيل "بحث التسوية السياسية للأزمة في البلاد".
وكان مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين كشف نهاية الأسبوع عن زيارة رمزي إلى سوريا، مؤكداً أن الرئيس الأسد، "مستعد" للنظر في مقترحات تطبيع الوضع بناء على مقترحات مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا.
المعارضة تتأهب لمعركة حلب
ويأتي ذلك بينما تستعد فصائل المعارضة السورية في حلب لبدء عملية أطلقت عليها الفصائل المسلحة اسم "الملحمة الكبرى" من أجل كسر الطوق عن حلب والذي تحكمه قوات النظام على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأكدّ قيادي في قوات المعارضة طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية أن "التحضير لعملية فك الحصار عن حلب سوف يتمّ من خلال إشعال كافة الجبهات في المدينة"، مشيراً إلى "أنّ المعركة ستشهد استخدام كافة الإمكانيات المتاحة لدى فصائل المعارضة من أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية".
وكانت القوات الحكومية السورية والمسلحون الموالون لها قد سيطروا على طريق الكاستيلو شريان الحياة الوحيد لحلب المدينة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، قبل أن تستولي القوات الحكومية خلال اليومين الماضيين على حيّ بني زيد الاستراتيجي في المدينة ، بينما سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي على حيّ السكن الشبابي ما دفع قوات المعارضة للانسحاب من حيّ بني زيد خوفاً من وقوعها بين فكي كماشة.
ويشهد حي بني زيد قرب مدخل حلب الشمالي توتراً بين القوات الحكومية السورية وقوات وحدات حماية الشعب الكردي بعد أن أصبحت القوات متقابلة ووصل الأمر إلى حد تحشيد قوات من الجانبين المذكورين، في أعقاب خلافات على مناطق السيطرة.
تشكيك بشأن "الممرات الإنسانية"
ولا زال الغموض يلف مصير آلاف المدنيين ، بعد أن أعلن الإعلام الرسمي السوري يوم أمس السبت خروج عشرات العائلات خرجت من أحياء حلب الشرقية عبر الممرات "الإنسانية" التي فتحها النظام السوري بين شطري المدينة، لكن سكانا ومقاتلين معارضين نفوا هذا الأمر.
من جانبه قال الجيش الروسي في بيان إن 169 مدنياً و69 من مقاتلي المعارضة سلموا أسلحتهم سلكوا منذ الجمعة أحد الممرات "الإنسانية" الثلاثة، التي أعلنت عنها موسكو. وأعلن أيضاً فتح رابع ممرات إضافية حول الأحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها المعارضة في حلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خروج نحو عشرين مدنياً السبت من الأحياء الشرقية عبر ممر في حي صلاح الدين للانتقال إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام. بيد أن سكاناً لأحياء حلب الشرقية ومراسلاً لفرانس برس في المكان نفوا وجود أي مؤشر لعمليات مغادرة مؤكدين أن عوائق لا تزال تمنع الوصول إلى حي صلاح الدين.
بدورها شككت الولايات المتحدة في الإعلان الروسي عن فتح "ممرات إنسانية" في حلب، وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه يخشى أن تكون "خدعة". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض اريك شولتز إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية بشأن الوضع في حلب". وأضاف "نحن نبحث في ما أعلنته روسيا بشأن الممرات الإنسانية ولكن بالنظر إلى حصيلة أدائها فنحن بالحد الأدنى مشككون".
وتفرض قوات النظام حصاراً تاماً على شرق حلب منذ 17 تموز/ يوليو. ولم يتلق السكان منذ السابع من تموز/ يوليو الجاري أي مساعدة. ويرى محللون أن خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولاً في مسار الحرب التي أودت منذ منتصف آذار/ مارس بأكثر من 280 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.
و.ب/ ع.غ (رويترز، أ ف ب، د ب أ)