خروج "الخضر" بين "غياب القدرة" والعرف الأفريقي
٢١ يناير ٢٠٢٢مفاجآت قوية تلك التي أسفرت عنها منافسات مرحلة المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حاليا في الكاميرون، والتي انتهت يوم أمس الخميس (21 يناير/ كانون الثاني 2021). من بينها خروج غانا من الدور الأول، وتأهل جزر القمر وغامبيا للأدوار الإقصائية في مشاركتهما الأولى بالمسابقة. لكن أبرز هذه المفاجآت خروج منتخب الجزائر، المتوّج حديثا بكأس العرب، إثر هزيمة قاسية أمام كوت ديفوار بثلاثة أهداف لهدف واحد.
هزيمة جاءت في ختام حضور غير مقنع لـ "محاربي الصحراء" منذ انطلاق مشوارهم الأفريقي في الكاميرون، ترجم إلى تذيل المنتخب ترتيب المجموعة الخامسة برصيد نقطة واحدة، وذلك عقب تعادل سلبي مع سيراليون، فخسارة بهدف دون رد أمام غينيا الاستوائية، ثم الهزيمة الثقيلة أمام كوت ديفوار.
لعنة البطل؟
كانت أحلام "الخضر" كبيرة، فقد دخل البطولة عازما على الاحتفاظ بلقب بطولة 2019 في مصر. وليس هذا فقط بل كان المنتخب الجزائري يعوّل خلال أمم أفريقيا على الإطاحة بالمنتخب الإيطالي من على صدارة قائمة المنتخبات بأطول سلسلة "لاهزيمة" بمجموع 37 مباراة. لكن هذا الحلم سرعان ما انهار أمام غينيا الإستوائية التي هزمت الجزائر بهدف دون رد، منهية سجلا رائعا بمجموع 35 مباراة متتالية دون هزيمة، وفق أرقام الصحافة الجزائرية.
معظم المحللين الرياضيين يتفقون في أن المنتخب الجزائري لم يظهر بمستواه المعتاد، وأنه أخفق في فرض نفسه منذ أول مباراة له في دور المجموعات.
فيما اعتبر آخرون أن خروجه ما هو إلا امتداد للعنة تلاحق حامل اللقب في البطولة الأفريقية، مستحضرا ما حدث للخضر أنفسهم في السابق إضافة إلى أربعة منتخبات أخرى.
وبدءََا بالجزائر التي فازت بأول لقب أفريقي لها في 1990 على أرضها، خرجت في النسخة التالية (1992)، ومن الدور الأول بخسارة افتتاحية أمام كوت ديفوار 3-0، ثم تعادل ضد الكونغو 1-1، وكانت المجموعة حينها تضم 3 منتخبات فقط.
مصر هي الأخرى لا يخلو سجلها من انتكاسات كهذه، فـ "الفراعنة" يحملون الرقم القياسي في عدد ألقاب أمم أفريقيا (7 مرات). ومع ذلك فشلوا في التأهل إلى المسابقة في ثلاث دورات بعد حصولهم على اللقب، 2012 و2013 و2015 متعثرين في التصفيات.
نيجيريا حاملة لقب 2013، فشلت في التأهل إلى النسخة التالية 2015 في غينيا الاستوائية، بعد أن احتلت الترتيب الثالث في مجموعتها في التصفيات بعد البطل جنوب أفريقيا (12 نقطة) والوصيف الكونغو (10) في حين أن نيجيريا جمعت 8 نقاط فقط.
"الفيلة الإيفوارية" لم يكونوا أحسن حالا، فبعد لقب 2015، خرجوا في نسخة الغابون 2017 من الدور الأول، بعد تعادل سلبي أمام توغو وبهدفين لكل منهما أمام الكونغو الديمقراطية، ثم خسارة أمام المغرب بهدف رشيد عليوي الشهير.
"لم تكن مسألة إرادة"
من جهته، عزا جمال بلماضي، المدير الفني للمنتخب الجزائري، ما وصفه "إخفاقاً" و"فشلاً"، إلى "غياب الفعّالية" مشيرا إلى أن حتى ضربة الجزائر أهدرناها" في إشارة إلى إهدار القائد نجم مانشستر سيتي الانكليزي رياض محرز لركلة جزاء في الدقيقة 60.
وتابع "لا نستحق هذا الخروج ولكننا لم نضع المقومات اللازمة لتحقيق الفوز". كما ألمح بلماضي إلى إشكالية الدفاع التي كانت أحد الأسباب الرئيسية في خروج الجزائر، قائلا: "تركنا المساحات للاعبي ساحل العاج ولم ننجح في العودة في النتيجة ولم نسجل الأهداف".
في الوقت ذاته يقول بلماضي أن منتخبه لم يكن في مستوى البطولة، وهذا ليس بسبب الإرادة التي كانت حاضرة بقوة "من أجل تمثيل الجزائر بأحسن تمثيل" وإنما بسبب غياب "القدرة" مضيفا، "لم نعرف كيف ندخل إلى المباراة، شيء خطير حصل اليوم".
بلماضي كان واضحا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة أنه عازم على تحليل ما جرى واستخلاص العبر وتحمل المسؤوليات، دون أن يستبعد رحيله عن "الخضر" عندما صرح بأن الأهم هو المنتخب وليس الأشخاص.
اللافت هو دفاع بلماضي القوي عن نجم "الخضر" رياض محرز الذي ما أن أهدر ركلة الجزاء حتى تهاطلت عليه الانتقادات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. وشدد بلماضي على الخدمات التي قدمها محرز لـ "محاربي الصحراء"، وأنه يتحمل مسؤولية أداء اللاعب. وأوضح" "هناك أشياء لا تعرفونها، محرز لم يستفد من عطلة خاصة وأتحمل مسؤولية إشراكه في كامل مباريات الدور الأول".
وبالفعل لم يظهر الدولي الجزائري بقوته وأدائه الرائع الذي عوّد عليه جمهوره، وقد نقل موقع "الشروق" الجزائرية عن بلماضي القول: "لا تؤذوني في محرز".
و.ب/م.س (د ب أ، أ ف ب، مواقع)