كأس الأمم الأوروبية..تاريخ حافل من المتعة الكروية
٢٩ مايو ٢٠١٢تحتل بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم مكانة لا تقل أهمية عن بطولة كأس العالم. إذ يرى البعض أن البطولة القارية الأوروبية، ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم، خاصة وأنها تشهد مشاركة مجموعة من أفضل منتخبات العالم، وتخلو بشكل كبير من الفرق الضعيفة، حيث تتأهل المنتخبات المشاركة فيها عبر تصفيات قوية وصعبة.
وانطلقت بطولة كأس الأمم الأوروبية في عام 1960، لكن فكرتها بزغت قبل ذلك بعقود طويلة. ففي أواخر العشرينيات من القرن الماضي اقترح الفرنسي هنري ديلانوي أول سكرتير عام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) فكرة إقامة هذه البطولة. لكن خروج الفكرة إلى حيز التنفيذ تأخر لسنوات طويلة. وبعد عامين من وفاة ديلانوي في 1955، أدخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هذه الفكرة إلى حيز التنفيذ تحت مسمى "كأس الأمم الأوروبية".
"بطولة هنري ديلانوي الأوروبية لكرة القدم|
وحملت كأس البطولة اسم مخترعها ديلانوي. واشترط "اليويفا" ألا يقل عدد المنتخبات المشاركة في البطولة عن 16 منتخبا، وبالفعل وصل العدد المشارك في البطولة الأولى إلى 17 منتخبا. وكان أبرز الغائبين عن البطولة الأولى منتخبا ألمانيا الغربية سابقا وإيطاليا بالإضافة للمنتخبات الأربعة للمملكة المتحدة (بريطانيا) وهي منتخبات إنكلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية بسبب مخاوف منتخبات المملكة المتحدة من تأثير هذه البطولة على مسابقتها التي كانت تعرف باسم "بطولة الأمم"، والتي لم تتوقف إلا في عام 1984.
ووصل منتخب الاتحاد السوفيتي السابق إلى النهائيات التي استضافتها فرنسا، والتي اقتصرت على الدورين قبل النهائي والنهائي. وتأهل المنتخب السوفيتي للنهائيات دون خوض منافسات دور الثمانية، حيث انسحب منافسه الأسباني لأسباب سياسية. ووصل المنتخب السوفيتي بقيادة حارس مرماه الصاعد الواعد ليف ياشين إلى المباراة النهائية بعدما سحق نظيره التشيكوسلوفاكي السابق (3/0). بينما تغلب المنتخب اليوغسلافي السابق بقيادة نجمه ميلان غاليتش على نظيره الفرنسي صاحب الأرض (5/4) في المباراة الثانية بالدور قبل النهائي رغم تقدم المنتخب الفرنسي (4/2). وأقيمت المباراة النهائية للبطولة في العاشر من تموز/ يوليو 1960 بالعاصمة الفرنسية باريس أمام 18 ألف مشجع، احتشدوا في المدرجات.
"إسبانيا فرانكو" نظمت الدورة الثانية للبطولة
وأقيمت نهائيات البطولة الثانية في أسبانيا عام 1964، واقتصرت النهائيات مجددا على الدورين قبل النهائي والنهائي، رغم وصول وصل عدد المنتخبات التي شاركت في الأدوار الأولى إلى 29 منتخبا من بين 33 اتحادا وطنيا هم عدد الأعضاء في "اليويفا" آنذاك. وفي النهائيات تغلب المنتخب السوفيتي على نظيره الدنماركي (3/0) في الدور قبل النهائي ليصل إلى المباراة النهائية للبطولة الثانية على التوالي. وفي المباراة الثانية تغلب المنتخب الأسباني على نظيره المجري 2/1 بعد التمديد لوقت إضافي واضطر المنتخب الأسباني لخوض المباراة النهائية أمام نظيره السوفيتي بسبب إقامة البطولة في أسبانيا. وأقيمت المباراة النهائية في 21 حزيران/يونيو 1964 على استاد "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد وأمام 125 ألف مشجع تقدمهم الجنرال فرانكو حاكم أسبانيا مما أضفى أجواء سياسية على المباراة. ونجح المنتخب الأسباني بفضل الهدف الذي سجله مارسيلينيو في الدقيقة 84 في تحقيق الفوز(2/1) على نظيره السوفيتي ليتوج باللقب الوحيد له في البطولات الكبيرة على مدار تاريخه العريق.
تحمل البطولة اسمها الحالي منذ دورة 1968
وفي عام 1968، أقيمت البطولة الثالثة في إيطاليا وأطلق عليها رسميا اسم البطولة الأوروبية للمرة الأولى وشهدت أدوارها الأولى إقامة المنافسات بنظام المجموعات للمرة الأولى أيضا. وانضم المنتخب الألماني لقائمة الفرق المشاركة في البطولة للمرة الأولى، ولكنه فشل في التأهل للنهائيات لتكون المرة الوحيدة في تاريخه حتى الآن التي يفشل فيها في الوصول إلى النهائيات في أي بطولة يشارك فيها. وفاز ببطولة هذه الدورة المنتخب الإيطالي بعدما فاز على نظيره اليوغسلافي بهدفين لصفر في المباراة النهائية وهو أول وآخر تتويج للمنتخب الإيطالي بالكأس القارية.
ويعتبر المنتخب الألماني هو المنتخب الأوروبي الأكثر تتويجا بلقب كأس الأمم الأوروبية، حيث أحرز اللقب في ثلاث مناسبات (1972، 1980 و1996) متبوعا بالمنتخبين الفرنسي، الذي فاز بالكأس عامي 1984 و2000 والمنتخب الأسباني، الذي توج بالكأس الأوروبية عامي 1964 و2008. وفازت منتخبات الاتحاد السوفيتي سابقا (1960)، وإيطاليا (1968)، وتشيكوسلوفاكيا (1976)، وهولندا (1988)، والدنمارك (1992) ثم اليونان (2004) بلقب البطولة في مناسبة واحدة.
(ع.ش/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي