"كان من أعظم لاعبي ألمانيا".. رحيل "الأسطورة" فرانز بكنباور
كانت شهرته تجوب العالم بأسلوبه الأنيق والحازم في آن واحد، وهو من أبرز الذين نجحوا كلاعبين ومدربين. فرانز بكنباور "القيصر" الألماني يودع دنيانا بعمر ناهز 78 عاما، مخلفا وراءة ميراثا كرويا لا يمكن لألمانيا أن تنساه.
"توفي في سلام محاطا بأسرته"
صدمة عمت ألمانيا وعشاق الكرة عموما بعدما أعلنت أسرة الأسطورة فرانز بكنباور، أحد أبرز نجوم كرة القدم الألمانية والعالمية، وفاة "قيصر" الكرة الألمانية عن عمر يناهز 78 عاما. وتوفي بكنباور الأحد (7 يناير/ كانون الثاني 2024) غير أن أسرته لم تعلن الخبر إلا في اليوم التالي. وقالت أسرته في بيان: "بحزن شديد نعلن أن الزوج والأب فرانز بكنباور توفي في سلام أثناء نومه بالأمس الأحد محاطا بأسرته".
المستشار شولتس: كان أحد أعظم اللاعبين
ونعى المستشار الألماني أولاف شولتس بكنباور وقال عبر منصة (إكس): "كان فرانز بكنباور أحد أعظم لاعبي كرة القدم في ألمانيا والقيصر بالنسبة للكثيرين بسبب الحماس الذي أثاره في نفوس أجيال تجاه كرة القدم الألمانية. سنفتقده. تعازينا لأسرته وأصدقائه". وخاض بكنباور 103 مباريات مع ألمانيا الغربية وفاز ببطولة أوروبا في 1972 ثم بكأس العالم على أرضه عام 1974. ونال بكنباور جائزة أفضل لاعب أوروبي في العام مرتين.
ماتيوس: سأفتقده - سنفتقده جميعا
وأعرب لوتار ماتيوس، عميد لاعبي العالم السابق الفائز بكأس العالم 1990 عن صدمته من وفاة بكنباور وقال: "وفاته خسارة لكرة القدم ولألمانيا ككل. لقد كان واحدًا من أعظم اللاعبين كلاعب ومدرب، ولكن أيضًا خارج الملعب". وأضاف ماتيوس: "كان فرانز شخصية بارزة ليس فقط في كرة القدم، وكان يتمتع باعتراف عالمي. كل من عرفه يعرف كم كان فرانز شخصًا عظيمًا وكريمًا. لقد رحل عنا صديق جيد. سأفتقده – سنفتقده جميعًا!".
النجاح الذي حققه بكنباور أثبت أنه ماهر في ميادين عديدة. في اللعب وحتى في الإدارة، وأكبر دليل على ذلك الإنجازات الرائعة التي قدمها عندما كان لاعبا ومدربا، وحتى عندما تولى مهام إدارية وقيادية.
ولد بكنباور في مدينة ميونيخ في 11.09.1945. ونال على العديد من الجوائز، حيث حصل أربعة مرات على لقب البوندسليغا مع فريق بايرن ميونيخ، ومرة مع فريق هامبورغ، بالإضافة إلى حصوله على لقب بطولة الولايات المتحدة الأميركية لثلاث مرات مع فريق كوزموس نيويورك. فاز بكنباور مع المانشافت ببطولة كأس الأمم الأوروبية 1972، وبطولة كأس العالم 1974.
لمع نجم بكنباور في مجال الدعاية والإعلان وتهافتت عليه شركات التسويق من مشروب الحساء ومرورا بالاسطوانات الموسيقية وانتهاء بشركات الهواتف المحمولة. كما أصبحت طريقته في الكلام ذات لكنة مميزة.
وبقدر ما تخطت اناقة بكنباور الحدود، فإن هيبته على أرضية الملعب كانت واضحة. تمريراته الكروية وأسلوبه في اللعب جعلت منه مشهورا. وفي عام 1974 قاد بيكنباور المنتخب الألماني إلى الحصول على كأس العالم.
"إذا كان يعمل فإنه يعمل" هذا الشعار قد يلخص حكمة بكنباور في الحياة. في عام 1977 اشتهر بأنه "الليبرو"، وهو خط الدفاع الأخير قبل حارس المرمى، وتم ظهور مجسمات له وأطلق عليه المشجعون والإعلام لقب القيصر.
في عام 1990 استطاع بكنباور بصفته مدربا للمانشافات أن يقود فريقه إلى الفوز بكأس العالم ضد الأرجنتين، لتحصل ألمانيا على اللقب للمرة الثالثة. قبلها بأربع سنوات التقى الفريقان الألماني والأرجنتيني في التصفيات النهائية وانتهت بفوز الأرجنتين على ألمانيا وهو الأمر الذي دفع ببكنباور إلى التصميم على الفوز لاحقا.
بعد النجاح الذي حققه في بطولة كأس العالم، إعتزل بكنباور تدريب المنتخب الألماني. وتولى تدريب فريق نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وقاده إلى الفوز ببطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم عام1991. وعاد القيصر بعد ذلك إلى بايرن ميونيخ مدربا، ثم رئيسا للنادي حتى عام 2009، ورئيسا فخريا له إلى يومنا هذا.
وبقيت الكرة هي عالم بكنباور الخاص. حيث شغل من عام 1998وحتى 2010 منصب نائب رئيس الإتحاد الألماني لكرة القدم. ثم رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ألمانيا 2006، التي اعتبرت من أكثر دورات البطولة العالمية تنظيما.
وعلى الرغم من أن بكنباور كان "محظوظا" في حياته الكروية، لكن حياته الخاصة كانت مختلفة تماما، إذ فشل في علاقاته الزوجية مرتين، وتزوج للمرة الثالثة عندما كان في الخمسين، وأنجب من زوجته هايدي طفلين. كما توفي ابنه شتيفان في الـ 31 من تموز/يوليو الماضي عن عمر ناهز الـ 46 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
أكثر من 50 جائزة رياضية أعطيت لفرانز بكنباور على مدار نصف قرن مضى. وتكريما لإنجازاته الرياضية تم وضع صورته على أحد الطوابع البريدية في العام 2006.
ويبدو أن اسم القيصر لا ينحصر باللاعب فقط، بل يتخطى ذلك إلى اسم أكلته المفضلة (كايزر شمارن) Kaiserschmarn، والتي تعتبر إحدى أكلات المطبخ البافاري الذي يعشقه بكنباور..
ويظل بكنباور ألمع شخصية رياضية في ألمانيا، لذلك يحاول الكثير من الفنانين الألمان تقليده مثل الممثل الكوميدي ماتسه كنوب الذي يقلده باتقان. في الصورة كنوب بمناسبة عيد ميلاد قيصر الكرة الألمانية السبعون.
كانت وجهات نظر وقرارات بكنباور موضع تساؤل في بعض الأحيان، إذ صوت لصالح روسيا لاستضافة بطولة لكأس العالم 2018، وبعد ذلك وقع عقدا مع شركة روسية منتجة للغاز، ولأسباب ضريبية على الأرجح نقل سكنه إلى النمسا منذ العام 1982.