كرامب ـ كارينباور.. هل يتم التقليل من شأن "تلميذة ميركل"؟
١٠ نوفمبر ٢٠١٨"حافظوا على الهدوء، فقط الهدوء"، تقول أنغريت كرامب ـ كارينباور في الوقت الذي تحاول فيه مجموعة من المصورين التحلق حول المرأة النحيفة. فالأمينة العامة للحزب الديمقراطي المسيحي تقوم بزيارة مقر ممثلية ولاية السارلاند في برلين. وفي السابق كانت هي المضيفة، كما أعلنت رئيسة الوزراء السابقة لأصغر ولاية في ألمانيا. وفي الخريف الماضي فقط تخلت عن منصبها الحكومي الرفيع لتعمل لصالح حزبها كأمينة عامة.
والآن تقدمت السياسية الشابة نسبيا خطوة إضافية إلى الأمام وترشحت لنيل أقوى منصب في المشهد الحزبي الألماني أي رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تشغله منذ 18 عاما المستشارة أنغيلا ميركل. وبكل هدوء وبموضوعية تامة عللت أمام ممثلي الصحافة تطلعها إلى رئاسة الحزب. وليس من الصدفة أن توصف في الغالب "كميركل الصغيرة"، خاصة وأن السياسيتين تربطهما علاقة وثيقة. وميركل هي التي رشحتها لمنصب الأمينة العامة. وميركل نفسها كانت في عام 2000 قد انتُخبت من منصب الأمينة العامة إلى رئيسة الحزب.
"نهاية حقبة"
وقالت كرامب ـ كارينباور في المؤتمر الصحفي في برلين بأن ذلك يشكل "نهاية حقبة"، وهي تربطها الكثير من اللحظات الشخصية مع أنغيلا ميركل التي يعود لها الفضل في كثير من الأمور. إلا أنها أعلنت وبنوع من الثقة بالنفس:" أنا أقف من أجل نفسي"، وقالت "الآن يجب بداية حقبة جديدة بأسلوب جديد وقوة جديدة". لأن الوضع لن يكون سهلا بالنسبة إلى كرامب كارينباور كما كان على عهد ميركل: في وقت انتخاب ميركل كان الحزب الديمقراطي المسيحي يمر بأزمة. وفضيحة التبرعات غير الشرعية للحزب كانت قد زجت بالحزب في أزمة قيادة، وكأمينة عامة لم تواجه ميركل إلا القليل من المنافسة. والآن يجب على كرامب كارنباور الترشح في منافسة مع منتقدين قويين لميركل أي أمام النائب البرلماني السابق فريدريش ميرتس والذي شغل منصب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي، ووزير الصحة الحالي ينس شبان.
ميرتس مرشح من قبل فرع فولدا للحزب
ويُعد المعارضان القويان لسياسة الحزب بزعامة ميركل المتبعة إلى حد الآن مؤهلين، لكن في الوقت الذي تمكن فيه ميرتس من انتزاع ترشيح فرع الحزب المحافظ في منطقة فولدا بولاية هيسن، ضمنت كرامب ـ كارينباور لنفسها دعم رابطة ولاية السارلاند والاتحاد النسوي. وقد يتم التقليل من شأن كرامب كارينباور:"وهذا يشجعني"، كما صرحت في المقابلة مع مؤلفي كتاب سيرتها الذاتية. وقالت كرامب كارينباور بالنظر إلى النتيجة السيئة للانتخابات البرلمانية في ولاية هيسن التي دفعت ميركل إلى التخلي عن رئاسة الحزب إنه يجب مجددا كسب انتخابات، وأفصحت عن انتقاد صغير لقيادة ميركل، معتبرة أن فترة الحكم إلى حد الآن للتحالف الكبير كانت "فترة رصاص".
"لا لأصوات جانبية"
وتحتاج قيادة الحزب لثقة أكبر بالنفس أمام الحكومة ولا يحق لها قبول جميع القرارات بدون تحفظ. " يجب علينا تغيير أساليب العمل". لذلك ليس من الوارد ممارسة سياسة "خاوية"، إلا أنه فيما يخص الموضوعات السياسية فإنها لا تحيد عن توجه ميركل. وفيما يخص قضايا الهجرة حذرت من الطعن دوما في قرار ميركل خلال أزمة اللجوء في 2015 الحفاظ على الحدود مفتوحة مثل منافسها ينس شبان. وقالت كرامب كارنباور :"الثقة في الأمن الداخلي لا نكتسبها بإصدار أصوات جانبية". وأعلنت أيضا أنها تشعر "بإحساس خطير من الغربة" في ألمانيا، لكنها لا تعرف في يومنا هذا مبادرات حلول ملموسة لم تعرفها أيضا ميركل عندما قامت بتجديد الحزب.
وحتى في هذه النقطة تتشابه المرأتان: خيبة الأمل داخل الحزب حول سياسة السنوات الماضية شعرت بها كرامب كارنباور التي يجب عليها البرهنة على القدرة على المثابرة ليس فقط كرئيسة حزب، بل لو أرادت أيضا في منصب المستشارية.
ماكسمليان كوشيك/ م.أ.م