كريستيان فارليش.. "ملك الوشم" في ألمانيا
يعتبر عراب الوشم في ألمانيا..إنه كريستيان فارليش الذي لا تزال الوشوم التي صممها تلهم الكثيرين في مختلف أنحاء العالم. متحف هامبورغ للتاريخ ييرز ذلك من خلال عرض لأبرز أعمال فارليش تحت اسم "ملك الأوشام".
البيرة والوشم
في عام 1919، افتتح كريستيان فارليش حانة في حي سانت باولي في هامبورغ، المكان الذي كان يقصده البحارة لقضاء وقت ممتع أثناء إقامتهم في المدينة البحرية. خصص فارليش مساحة منفصلة في حانته للوشم. وفي الصورة يظهر فارليش مع الزبائن وهم يبحثوت في كتابه المصور الشهير، عن الوشوم التي تناسبهم.
عبر المحيط الأطلسي
ولد فارليش في عام 1890، وغادر منزل العائلة في سن الرابعة عشرة. عمل لأول مرة كعامل فحم على متن البواخر في أوائل القرن العشرين. ومن المرجح أنه كان على تواصل مع فنانين آخرين من رواد الوشم في الولايات المتحدة، مثل تشارلي فاغنر، وتأثر بأعمالهم. الصورة تظهر بعضاً من أعماله الشهيرة.
ملك الوشم
يُعتقد أن فارليش كان فنان الوشم الأول الذي استخدم آلة وشم كهربائية في ألمانيا. ومن خلال هذه الأداة، التي صممها صاموئيل أورايلي في عام 1891 وحازت على براءة اختراع، تمكن فارليش من تقديم تصاميم احترافية في الوشم. ليلقب بـ"ملك الوشم". في السابق، كان الوشم يتم في الأماكن العامة أو في الحدائق العامة باستخدام إبر متصلة بعصي خشبية.
تصاميم خالدة
من الفراشات إلى الخناجر والجماجم، لا يزال الناس يحصلون على وشم مستوحى من أعمال فارليش، سواء أدركوا ذلك أو لا. على إنستغرام، يُظهر هاشتاغ #InspiredByWarlich بعضاً من تصاميمه الفنية التي تحظى بشعبية حتى الآن. استندت رسوماته على أفكار وزخارف تقليدية، كما تأثر بثقافة البوب الأمريكية والفن الأوروبي، حيث ابتكر على سبيل المثال تصاميم مستلهمة من أعمال بوتيتشيلي أو دورر.
لا للوشم على الوجه
قال فارليش إنه يقوم بوشم مختلف أنواع الرسومات وعلى أي جزء من الجسم. ومع ذلك، كان قد أدلى بشهادته في المحكمة في عام 1951 في قضية بشأن وشم أفعى على وجه رجل، قائلاً بأنه ينبغي على رسام الوشم المحترم ألا يوشم على الوجه.
فن قديم
عاد الكابتن جيمس كوك من جنوب المحيط الهادي في سبعينيات القرن العشرين بكلمة "تاتو" وشم، لكنه لم يكن الشخص الذي جلب هذه الممارسة إلى العالم الغربي. فقد تم العثور على الوشم على مومياء أوتزي بعمر 5300 عام، كما حصل حجاج القرن السابع عشر على وشم صليب. وفي أزمنة سابقة كان الوشم رفاهية تحصل عليها الطبقة العليا، من الملك إدوارد السابع إلى الإمبراطورة السيسي.
رمز البحارة
العلاقة بين الوشم والبحارة كانت قد ازدادت بعد رحلات الكابتن كوك. كانت سيسي، إمبراطورة النمسا (1837-1898)، تحمل وشماً لمرساة على ذراعها وهي في سن الـ 51 عاماً أثناء سفرها حول العالم. كان فن الجسد وسيلة للبحارة لتسجيل رحلاتهم أو إظهار انتمائهم لمجموعة ما. كانت العديد من التصاميم رمزية أو مرتبطة بالخرافات.
فنان محترف
على عكس العديد من الفنانين في ذلك الوقت، قام كريستيان فارليش بتحديث تصاميمه بانتظام وإضافة المزيد من الرسومات إلى أعماله. قضى فارليش، الذي توفي عام 1964، أكثر من 40 عاماً في العمل كرسام وشم. إذ قام بالوشم على جسد أكثر من 50 ألف شخص، من ضمنهم الأمير أكسل والأمير فيغو من العائلة الملكية الدنماركية.
طبعة جديدة من تصاميم فارليش
بعد وفاة فارليش، بيع عقاره بما في ذلك كتاب تصاميمه الشهير إلى متحف تاريخ هامبورغ. طُبعت إصدارات مختلفة من الكتاب، غير أن جودة الصور لم تتناسب مع العمل الأصلي. مؤخراً، تم نشر كتاب جديد وحرر من قبل مؤرخ الفن وخبير أبحاث الوشم، أولي فيتمان.
أساطير الوشم
يستمر معرض "كريستيان فارليتش: "ملك الأوشام" في متحف هامبورغ للتاريخ حتى (25 أيار/ مايو 2020). مما يدل على تأثير فارليش المتين، ويسلط هذا المعرض الضوء على تاريخ المدينة مع الوشم، كما يضم أعمالاً لرواد آخرين من منطقة سان باولي، ويبرز أيضا ارتباط هامبورغ بالشبكة الدولية للوشم في تلك الحقبة. إليزابيث غرنيير/ ريم ضوا.