كلوب وبرشلونة – نقاط تلاق تجهضها "خصوصية" الكاتالوني
٢١ فبراير ٢٠١٧تسود برشلونة أجواء حزن منذ خسارة الفريق المهينة "صفر- 4" أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا. ويبدو أن العلاقة بين اللاعبين والمدرب لويس إنريكي يسودها البرود، ولذلك فالصحافة في إسبانيا وإنجلترا تتحدث عن قرب انتهاء حقبة إنريكي.
وتقول صحيفة "ديلي ميرور" الإنجليزية وصحيفة "إلموندو ديبورتيفو" الإسبانية إن النادي الكاتالوني يضع المدرب الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، على القائمة لخلافة إنريكي بداية من الصيف القادم.
وبصرف النظر عن أن الصحافة الإنجليزية تجري بسرعة وراء الشائعات وبغض النظر عن حقيقة ما تقوله الصحيفتان؛ يتساءل توبياس باخ، الناقد الرياضي بموقع "يورو شبورت" عن مدى إمكانية التوافق بين عقلية وأسلوب لعب المدرب الألماني وبين طبيعة نجوم برشلونة.
عوامل لنجاح كلوب في برشلونة
ورغم أن كلوب (49 عاماً) يعيش حالياً أزمة في ليفربول بعدما تلقى مؤخراً ثلاثة هزائم هبط بسببها من المركز الثاني إلى المركز الخامس في "البرمييرليغ" إلا أن أيقونة التدريب الألماني لديه قدرة على إحداث التغيير وجلب رياح منعشة في الأندية "ففي بروسيا دورتموند وفي بدايته مع ليفربول أيضا أثبت كلوب أنه قادر على بناء فريق جديد"، يقول باخ.
آجلاً أو عاجلاً سيحتاج برشلونة لعملية تغيير دماء فنجوم مثل أنيستا وماسكيرانو وبيكيه وسواريز يبلغ سنهم 30 عاماً أو أكثر. ويتميز كلوب بقدرته على دعم المواهب الصاعدة ودمجها في الفريق وإعطائها الفرصة لاكتساب الخبرة. ويمكنه هنا في برشلونة أن يخرج مواهب مثلما فعل مع الفتى الذهبي ماريو غوتسه وغيره في دورتموند وكذلك مع بن وودبيرن (17 عاماً)، أصغر لاعب يسجل هدفا في تاريخ ليفربول.
يلعب كلوب في ليفربول بطرية تعتمد على سلسلة مكونة من ثلاثة مهاجمين هم: ساديو مانيه، روبيرتو فيرمينو، وكوتينهو. ولو انتقل إلى برشلونة لن يتغير الأمر وإنما الأسماء حيث سيعتمد على ثلاثي الهجوم: ميسي وسورايز ونيمار.
كما أن برشلونة أعرب قبل ذلك عام 2011 عن إعجابه بأسلوب الضغط على الخصم، الذي يلعب به برشلونة وقال "الضغط العكسي الذي يلعب به برشلونة غير عادي، وما يفعلونه بالكرة هو الأفضل"، حسب ما جاء في موقع "يورو شبورت".
عوائق انتقال كلوب إلى برشلونة
يقول توبياس باخ إن كلوب اندمج في في ليفربول بشكل تام وإن الجماهير استقبلته فاتحة له أذرعها وأنه من خلال حديثه العفوي ينظر الإنجليز إليه نظرة إيجابية كما أن لغته الإنجليزية القوية تزيد من التعاطف معه. كما أطلق كلوب على نفسه لقب "ذا نورمال ون" خلافاً لمورينيو "شبيسال ون".
"في ليفربول يجد كلوب كل ما يحتاجه للعمل في النادي، ويبدو أنه يناسبه تماماً، ولن يغير ضعف الفريق في يناير/ كانون الثاني شيئاً. فلماذا إذا يترك كلوب كل شيء؟"، يتساءل الناقد توبياس باخ. علاوة على ذلك فإن النادي لن يتركه يرحل أبداً، يضيف باخ.
ويرى باخ أن أسلوب "تيكي تاكا" في برشلونة "ليس عالم يورغن كلوب، بينما تقع أكبر نقاط القوة لديه في التحفيز والتعامل مع اللاعبين". ويتساءل باخ: "لكن هل لذلك أهمية بالنسبة للنجوم العالميين في برشلونة؟" ويخلص الناقد الألماني إلى أن "الانفعالات في برشلونة ضعيفة جداً بالنسبة لكلوب". كما أن طريقة احتفاله ومشاعره عند تسجيل هدف مثلاً؛ ربما "ستنظر إليها جماهير برلشونة باستغراب، لأن الأولوية بالنسبة لهم هي جمال الأداء"، وليس الاحتفال والانفعالات.
كما أن كلوب كانت عقليته في ماينز ودورتموند وحتى الآن في ليفربول تتناسب مع إدارة النادي وسواء هنا أو هناك كانت رغباته يتم تلبيتها، لكنه في برشلونة لن تكون لديه هذه الميزة فالفريق له "طبيعة" خاصة في كاتالونيا وينظر إليه على أنه "أكثر من مجرد ناد رياضي". ولذلك يرى توبياس باخ أن كلوب لن ينتقل إلى برشلونة "على الأقل في الوقت القريب، فهو يشعر في ليفربول بأكبر ارتياح، كما أن عقده مع النادي ينتهي في 2022."