كوردوبا..من منبوذ الجماهير إلى أمل نادي كولونيا
٣ فبراير ٢٠٢٠مع عودة فريق كولونيا لكرة القدم إلى نغمة الانتصارات في منافسات الدوري الألماني لكرة القدم، يتقدم المهاجم الكولومبي جون كوردوبا إلى دائرة الضوء حتى أصبح مجددا أمل المشجعين المتحمسين والحالمين ببلوغ ناديهم دوري أوروبا ليغ. هدف يبدو اليوم بعيدا عن صاحب المركز 14 في الترتيب العام، أي بفارق مركز واحد من مقاعد الهبوط الثلاثة. ومع ذلك صحوة كولونيا بعد سبات الشطر الأول من الموسم توقد جميع الأحلام الدفينة لدى المشجعين.
أمام كولونيا طريق طويل بكل تأكيد. وفوزه في مباراته الأخيرة أمام فرايبورغ بأربعة أهداف نظيفة خطوة في رحلة الألف ميل. ومن الأسماء التي ساهمت في ذلك الكولومبي، حمال توقيع الهدف الثاني في الدقيقة 55 من عمر المباراة. الأمر الذي دفع المدرب باستبداله في الدقيقة 81 حتى يتمكن اللاعب من أخذ هديته من الجمهور، والتي كانت عبارة عن تصفيقات حارة لمحبوبهم.
بعد المباراة صرح الأخير لصحيفة "إكسبريس" الصادرة في كولونيا: "ملعب راين-إينرغي أصبح بيتي. وأنا أشعر براحة كبيرة هناك"، وتابع "أحب اللعب أمام مشجعي النادي وإسعادهم. الأجواء رائعة".
لكن هذا الحب المتبادل بين كوردوبا ومجشعي نادي كولونيا، جاءت نشأته عقب مراحل طويلة ولم تكن قط وليدة اللحظة. البداية كانت في موسم 2017 حين انتقل المهاجم إلى كولون قادما من نادي ماينز. هذه المرحلة كانت سيئة للطرفين، كوردوبا صام عن الأهداف، والمشجعون نفروا منه، وأصبح الأمر أكثر سوأ حين هبط النادي إلى دوري الدرجة الثانية.
بعد ذلك تغيرت الأمور، كوردوبا يحرز 20 هدفا يقود بها النادي مجددا إلى نادي الأضواء، ليصبح في ذات الوقت أفضل هداف في أعين مشجعي الفريق. لكن الفرحة لم تدم طويلا، فاللاعب دخل مجددا في مرحلة "عدم العطاء"، والتي تزامنت مع عودة زميله ومنافسه إلى النادي.
في خضم هذه المعطيات لم يستسلم كوردوبا بل وكما يقول "ازداد قوة"، وفي ذات الوقت أخفق منافسه أنطوني موديست (القادم من الدوري الصيني) في استعادة خطورته التهديفية التي عرف بها قبل ثلاثة سنوات. كذلك الشأن بالنسبة للمهاجم الثالث سيمون تيرودي.
وفي الأسبوع 12 من البوندسليغا تولى الألماني ماركوس غيزولد مهام تدريب فريق كولون العريق، في خطوة كانت محورية بالنسبة لكوردوبا. هذا المدرب منحه ثقته وفتح له المجال للعب والنتيجة: سبعة أهداف من مجموع تسع مباريات.
عامل إضافي ساهم في صحوة كوردوبا، يتجلى في التحاق لاعب شالكه مارك أوت بصفوف كولونيا على سبيل الإعارة. وأظهر هذا الثنائي فاعلية وتكاملية واضحة، فالأول يخلق المسافات الضرورية، وكوردوبا يحرز الأهداف.
من ميزات كوردوبا أنه لا يلعب دور المهاجم الكلاسيكي الذي ينتظر لحظة الحسم لاقتناص الأهداف فحسب، بل هو يتحرك نحو الخلف ويتسلل إلى الأجنحة بسرعة وانسيابية رغم طوله الذي يصل إلى 1,88 سنتمترا.
هذه الصفات ستدفع العديد من الأندية إلى طرق بابه حتما حين يقترب موعد انتهاء عقده مع كولونيا بانتهاء الموسم القادم. وإذا ما استمر الوضع كما هو عليه، فإنه وفي كولونيا سيسود الخوف من فقدان مهاجم كان النادي يريد التخلص منه قبل ماضٍ قريب.
سارة فيرتس/وب