كورونا.. ألمانيا تستقبل مصابين أوروبيين وميركل تدعو للصبر
٢٨ مارس ٢٠٢٠بسبب الأزمة البالغة التي تشهدها المستشفيات في شمال إيطاليا على خلفية انتشار وباء كورونا، نقل سلاح الجو الألماني مصابين بالفيروس من هناك إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
وقال متحدث باسم سلاح الجو الألماني لوكالة الأنباء الألمانية إن طائرة الإجلاء الطبي من طراز "A-310"، وهي طائرة للجيش الألماني مزودة بوحدة للعناية المركّزة، نقلت السبت (28 آذار/مارس 2020) ستة إيطاليين مصابين بفيروس كورونا وفي حالة خطرة من مدينة بيرغامو الإيطالية إلى مدينة كولونيا الألمانية.
وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، سيتم توزيع المصابين على ثلاثة مستشفيات، وهي كولونيا الجامعي وبون الجامعي وبوخوم الكاثوليكي.
وعن إجلاء مصابين من دول أوروبية أخرى لعلاجهم في ألمانيا، قالت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب-كارنباور: "في وقت الأزمات الكبرى، من البديهي أن نقف إلى جانب أصدقائنا"، وأضافت: "هذه إشارة مهمة للتضامن. يتعين على أوروبا التكاتف".
من جهة أخرى، تستقبل العاصمة الألمانية برلين السبت ست حالات حرجة لمصابين بفيروس كورونا من فرنسا. وكان ميشائيل مولر، عمدة برلين، اتفق مع البروفيسور هايو كرومر، مدير مستشفى "شاريتيه" في برلين، يوم الأربعاء الماضي على استقبال عدد من مصابي كورونا.
وقالت متحدثة باسم حكومة ولاية برلين إن المستشفى يستعد أيضاً لاستقبال حالات من إيطاليا. وكان المستشفى قد أعلن عن استعداده للمساعدة في حالات معينة واستقبال المصابين من ذوي الحالات الحرجة من دول أخرى.
ميركل تدعو إلى التحلي بالصبر
من جانبها، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مواطنيها إلى التحلي بالصبر في التعامل مع جائحة كورونا. وقالت ميركل، التي تُخضِع نفسها لحجر صحي منزلي، السبت في رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت: "لا يمكن لأحد أن يقول بضمير مرتاح الآن إنه يعلم إلى متى سيستمر هذا الوقت العصيب... أرجوكم تحلوا بالصبر"، مشيرة إلى أن الإصابات الجديدة تبدد أيّ سبب لتخفيف القواعد السارية لمكافحة انتشار الجائحة.
ورحبت المستشارة بجميع العاملين من المنزل حالياً مثلها، وقالت: "حتى لو لم يكن سهلاً على الكثيرين الجمع بين رعاية الأطفال والعمل في آن واحد، يمكن إنجاز الكثير من العمل في المنزل عبر مؤتمرات الهاتف أو الفيديو".
وأكدت ميركل إدراكها لمدى صعوبة الحد من الاختلاط الاجتماعي، موضحة أن جميع الناس تقريباً قد غيروا سلوكياتهم المتعلقة بالتواصل الاجتماعي تماماً، وأن الأغلبية تتجنب الآن الاختلاط غير الضروري، وقالت: "شكراً لكم من صميم قلبي"، موضحة أنه لا يمكن العبور بالبلاد من هذا الاختبار "الذي ما كان أحد يتصوره من قبل" إلا بالعمل المشترك.
وأكدت ميركل أن الهدف يجب أن يكون الحد من عدد الإصابات اليومية حتى يمكن توفير أفضل رعاية طبية لكل مصاب. وناشدت المستشارة الألمانية مواطنيها مجدداً للتخلي عن الاختلاط خارج الدائرة الشخصية التي يسكن معها الفرد، مشيرة إلى أن أعداد الإصابات الجديدة تتضاعف كل خمسة أيام ونصف اليوم تقريباً. ووضّحت أنه لابدّ من تمديد فترة التضاعف إلى عشرة أيام حتى لا يتم إثقال كاهل النظام الصحي، وقالت: "كل من يتبع القواعد سيصبح منقذاً للحياة".
وفي الوقت نفسه، أعربت ميركل عن تفهمها لنفاد صبر بعض الذين تساورهم مخاوف بشأن الاقتصاد أو وظائفهم، وقالت: "إننا نحشد كل ما نستطيعه لتوفير الأمان لبلادنا بأسرها في هذا الوقت المضطرب".
م.ع.ح/ي.أ (د ب أ)