كوريا الجنوبية: كوريا الشمالية أطلقت صاروخين باليستيين
١٤ مارس ٢٠٢٣أطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء (14 آذار/مارس 2023) صاروخين بالستيين قصيري المدى على ما أعلنت سيول، غداة انطلاق مناورات عسكرية أميركية-كورية جنوبية مشتركة هي الأوسع نطاقا منذ خمس سنوات.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في بيان "رصد جنودنا صاروخين بالستيين قصيري المدى أُطلِقا من منطقة جانغيون في مقاطعة هوانغهاي الجنوبية بين الساعة 7,41 (22,41 ت غ) والساعة 7,51 باتجاه بحر الشرق"، المعروف أيضا باسم بحر اليابان. وأضافت أن "قواتنا المسلحة عززت مراقبتها ويقظتها تحسبا لعمليات إطلاق أخرى، بينما تبقى على أهبة الاستعداد للتدخل في إطار التعاون الوثيق بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".
والأحد أطلقت بيونغ يانغ صاروخي كروز من غواصة عشية تدريبات "درع الحرية" المشتركة بين واشنطن وسيول التي من المقرر أن تستمر عشرة أيام على الأقل وتركز على "البيئة الأمنية المتغيرة" بسبب العدوانية المضاعفة لكوريا الشمالية بحسب قول الحلفاء.
وقالت كوريا الشمالية إن عمليات الإطلاق الصاروخية هذه تهدف إلى اختبار "وسائلها للردع النووي في أماكن مختلفة"، منتقدة في الوقت نفسه تدريبات الحليفين.
وذكر كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو أنه لم يجر تأكيد دخول الصاروخين مناطق تابعة لليابان أو مناطق اقتصادية حصرية. وقال ماتسونو "نرى أن من المحتمل أن تكثف كوريا الشمالية تصرفاتها الاستفزازية بما في ذلك إطلاق الصواريخ أو التجارب النووية... سنستمر في التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن تحركات جيش كوريا الشمالية وجمع وتحليل المعلومات".
يثير هذا النوع من المناورات الذي يقول البلدان الحليفان إن هدفها التصدي للتهديدات المتزايدة من جانب بيونغ يانغ، حفيظة كوريا الشمالية التي ترى فيها تدريبات على غزو لأراضيها وتعِد بانتظام بعمل "ساحق" ردّاً عليها. وقال الجيش الكوري الجنوبي إنّ هذه المناورات تتضمّن تدريبات "لزمن الحرب من أجل صدّ هجمات كوريا الشمالية المحتملة والقيام بحملة استقرار في الشمال".
في 2022 وصفت بيونغ يانغ وضعها، بوصفها قوة نووية، بأنه أمر "لا رجوع فيه" وأجرت عددا قياسيا من الاختبارات البالستية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي.
ادعاء القوة؟
في الأسبوع الماضي أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون جيشه بتكثيف المناورات العسكرية استعدادا لـ"حرب حقيقية". وحول الدوافع، يقول الأستاذ في جامعة إيوا في سيول ليف إريك إيسلي إنه إذا كانت بيونغ يانغ تبرر بشكل منهجي تجاربها الصاروخية من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى التدريبات العسكرية في الجنوب، فإنها تفعل ذلك أيضا خدمةً لهدف وطني. ويوضح لوكالة فرانس برس "بالنسبة إلى نظام كيم، يتعلق الأمر الى حد كبير بعدم الظهور بمظهر الضعف في حين يواجه مصاعب اقتصادية في الداخل". ويتابع "بالتالي يمكننا أن نتوقع مزيدا من عروض القوة من جانب بيونغ يانغ".
وأكدت واشنطن مرارا التزامها "الثابت" الدفاع عن كوريا الجنوبية باستخدام "النطاق الكامل لقدراتها العسكرية، بما في ذلك النووية". أما كوريا الجنوبية فتريد من جهتها تهدئة الرأي العام المحلي الذي يبدو وكأنه يقلق من انخراط الولايات المتحدة في ما يسمى الردع الموسع الذي ينطوي على استخدام وسائل واشنطن العسكرية بما في ذلك السلاح النووي للحؤول دون وقوع هجمات على حلفائها.
وسبق لمحللين أن قالوا إن كوريا الشمالية ستستخدم على الأرجح هذه المناورات كحجة للقيام باختبارات صواريخ جديدة لا بل تجربة نووية. وقال شون إن-بام الجنرال المتقاعد في الجيش الكوري الجنوبي "ينبغي توقع تجارب إطلاق أخرى بطرازات مختلفة ومدى مختلف، لا بل تجربة نووية. ويجب ألا نُفاجأ بسلوك استفزازاي آخر من جانب كوريا الشمالية".
خ.س/و.ب (أ ف ب، رويترز)