كيف سيستفيد حزب البديل من الانتخابات المبكرة في ألمانيا؟
٩ نوفمبر ٢٠٢٤يسعى حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي إلى تسريع إجراء انتخابات مبكرة، كما دعت إلى ذلك الرئيسة المشاركة للحزب، أليس فايدل بعد انهيار الائتلاف: "لقد فقد المستشار شولتس ثقة الشعب الألماني منذ فترة طويلة، ويجب عليه فسح الطريق لإجراء انتخابات جديدة على الفور".
ويطالب الحزب اليميني المستشار الألماني أولاف شولتس بطلب التصويت على الثقة في وقت مبكر من الأسبوع القادم، الذي يبدأ في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
منذ بداية الائتلاف المكون من ثلاثة أحزاب، الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والليبراليين في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2021، أطلق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي، انتقادات حادة تجاه التحالف الحكومي، متهماً الائتلاف بالفشل الذريع في كافة المجالات السياسية، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة والسياسة الخارجية. ويقود الحزب، على غرار الرئيس الأمريكي السابق والمقبل دونالد ترامب، حملات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وسياسة الحدود المفتوحة.
حزب البديل من أجل ألمانيا: لا أسلحة لأوكرانيا
ويرفض الحزب اليميني الشعبوي بشدة تسليم شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا. عندما ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابه في البرلمان الألماني (بوندستاغ) في يونيو/ حزيران 2024، تجاهلت الكتلة البرلمانية للحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا"، الضيف ولم تشارك في جلسة البرلمان.
وبعد انهيار الائتلاف الحكومي، يدعو حزب البديل من أجل ألمانيا الآن إلى إنهاء تسليم المزيد من الأسلحة والمساعدات المالية المخطط لها لأوكرانيا، وهو ما دعا له الرئيس المشارك للحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا"، تينو شروبالا: "أحذر أيضاً من استمرار تزويد أوكرانيا بالأسلحة خلال الأشهر القليلة قبيل الانتخابات الاتحادية المقررة، لأن ذلك سيستمر في تدمير ميزانيتنا الاتحادية".
من الممكن أن تؤدي الانتخابات الجديدة إلى زيادة نفوذ حزب "البديل من أجل ألمانيا" السياسي على مستوى البلاد ككل. وفي الانتخابات الاتحادية في سبتمبر/ أيلول 2021، حصل الحزب على عشرة بالمئة من الأصوات. واليوم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تشير استطلاعات الرأي إلى أن النسبة قد تبلغ حوالي 17 بالمئة.
سياسة صارمة تجاه اللاجئين
التصريحات الأولى الصادرة عن قيادة حزب "البديل من أجل ألمانيا" تشير إلى أنهم يسعون من خلال الحملة الانتخابية المقبلة إلى مواصلة التركيز على قضايا اللجوء والهجرة، التي طبعت سياستهم في الداخل الألماني منذ تأسيس الحزب. وفي ظهوره الصحفي أول أمس الخميس 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، طالب الرئيس المشارك للحزب، تينو شروبالا: "نحن بحاجة إلى وضع حد للهجرة غير الشرعية الساعية للاستفادة من نظام المساعدات الاجتماعية، وترحيل المجرمين الذين يتوجب عليهم مغادرة البلاد، وإغلاق الحدود".
ومن أجل تحقيق أهدافه، يسعى حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى تعزيز التعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وشقيقه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي، والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي). وفي رد فعلها على إنهيار إئتلاف إشارة المرور، أوضحت أليس فايدل: "ندعو الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الحر إلى تحمل المسؤولية والتوصل إلى اتفاق معنا لخدمة الملايين من ناخبينا".
هل يفك الحزب المسيحي الديمقراطي "عزلة" حزب البديل من أجل ألمانيا؟
يسعى حزب "البديل من أجل ألمانيا" في المقام الأول إلى ممارسة الضغوط على الديمقراطيين المسيحيين للتخلي عن رفضهم القاطع للتعاون معهم. ويدعو تينو شروبالا إلى وضع حد للاستبعاد المزعوم لحزبه. "نحتاج أخيراً إلى وضع حد لجدار الحماية، لأن مواطني ألمانيا يتوقعون حل مشاكل البلاد وأن يتم حل هذه الأزمة أيضاً". لكن يبدو أن التحالف بين حزب "البديل من أجل ألمانيا" والمسيحيين الديمقراطيين لا يزال بعيد المنال. فقد أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا أكثر تطرفاً على نحو متزايد منذ الانتخابات الاتحادية الأخيرة. ويخضع الحزب للمراقبة من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية) بسبب توجهاته اليمينية المتطرفة.
العدو اللدود للحزب اليميني هو حزب الخُضر، لكن لطالما كانت انتقادات حزب البديل من أجل ألمانيا منصبة على الديمقراطيين المسيحيين المحافظين. في العام الماضي، أعلن ماكسيميليان كراه، أكبر مرشح لحزب البديل من أجل ألمانيا للانتخابات الأوروبية، أن حزب الاتحاد المسيحي المسيحي هو الخصم الرئيسي للحزب اليميني ودعا إلى "تدميره". ويرفض العديد من كبار مسؤولي حزب "البديل من أجل ألمانيا" تقديم أي تنازلات سياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
من جهته أدلى زعيم حزب الاتحاد المسيحي المسيحي، فريدريش ميرتس، في تصريح لصحف شبكة Redaktionsnetzwerk Deutschland في أغسطس/ آب 2024: "لا يمكننا العمل مع هذا الحزب. فهذا من شأنه أن يدمر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي".
التورط مع الشبكات اليمينية المتطرفة
لكن يبقى من غير الواضح مدى تأثير فضائح حزب "البديل من أجل ألمانيا" المتكررة على نتائج الانتخابات خلال الانتخابات الاتحادية المقبلة. قبل بضعة أيام فقط، ألقي القبض على ثلاثة من أعضاء حزب "البديل من أجل ألمانيا" بسبب تورطهم بدعم جماعة إرهابية يمينية متطرفة انفصالية مسلحة، وهي "الانفصاليون الساكسونيون". وسارع الحزب إلى النأي بنفسه عنهم وطردهم.
بسبب التطرف المتزايد للحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا"، ترغب كتلة من المستقلين من أعضاء البرلمان الألماني (بوندستاغ) تقديم اقتراح بخصوص حظر حزب البديل من أجل ألمانيا. وفي حالة تحقيق الأغلبية اللازمة، فسيتعين على المحكمة الدستورية الاتحادية البث في ذلك.
أعدته للعربية: إيمان ملوك