كيف يرى العرب والمسلمون فوز أنغيلا ميركل الثالث؟
٢٤ سبتمبر ٢٠١٣التحولات التي طالت الساحة العربية قد تؤثر بشكل عميق في العرب المقيمين والزائرين لألمانيا وفي رؤيتهم للممارسة الديمقراطية. ومواقف إدارة ميركل من قضايا العالم الإسلامي قد تصير سبباً يدفع المسلمين والعرب الساكنين على ضفاف الراين لإبداء آرائهم بحرية في أداء وشخصية انغيلا ميركل، التي تولت للمرة الثالثة منصب المستشارية. في إطار هذه التوقعات جاءت حصيلة جولة DWعربية في مدينة بون مزيجاً من آراء توزعت بين التأييد وبين المعارضة، لكن بعضاً منها كان خارج أي توقع.
في مطعم صغير بشارع كولنر بالمدينة القديمة، حاورنا عربيين من منطقة الخليج، الأول أبو محمد من دولة الإمارات يزور بون مرافقاً لمريضة إماراتية منذ أكثر من شهر، وقد اعتبر أنّ فوز ميركل هو دليل على حب شعبها لها ووصفها بعبارة "حرمة زينه الله يوفقها". فيما وصف صديقه العماني ( ناصر ف.) الوضع بالقول: "البلد آمنة، والناس يبدون سعداء، وهذا يعني أن ملكتهم مخلصة للبلد وتُرضي الناس".
"سياسة ميركل حافظت على الاقتصاد الألماني متماسكاً"
ولكي تتبلور صورة من واقع التنوع الذي يميز البلد، كان لابد من رصد رأي ألمان من أصول عربية أو مسلمة، وهكذا التقينا في ضاحية بادغودسبيرغ بالطبيب السوري مروان دقماق من دمشق، والمقيم في ألمانيا منذ 43 عاماً، وقد أشار إلى أنه شخصياً أنتخب انغيلا ميركل "لأنها قدمت لألمانيا الكثير"، كما أشار دقماق إلى أنها "خير من الذين سبقوها".
في شارع ضيق بالضاحية نفسها، محل لبيع المواد الغذائية، يُقبل العراقيون خصوصاً والعرب عموماً على شراء موادهم الغذائية منه، صاحب المحل علاء العامري أشاد بإعادة انتخاب المرأة الحديدة في أوروبا، معتبراً أنّ "سياستها جعلت الاقتصاد الألماني متماسكاً فيما تأثرت اقتصاديات أغلب البلدان الأوروبية بأزمة المصارف الأمريكية عام 2008، وفوق ذلك فهي امرأة ناجحة".
ويرى معظم الناخبين حسب وكالة الأنباء الألمانية أنّ من الصعوبة بمكان انتقاد ميركل التي حظيت أيضاً باستحسان الناخبين لقدرتها على تقديم ألمانيا بشكل جيد على الساحة العالمية. ومن بين النقاط الرئيسية لنجاحها السياسي هي جهودها لحل أزمة ديون منطقة اليورو. وقد حظي اقتصاد البلاد بدفعة للأمام وساعد في انتشال منطقة اليورو من الركود.
في عيادته الأنيقة وسط المدينة تحدث الدكتور باسم فليجة، أخصائي العظام العراقي الأصل والمقيم منذ ربع قرن في ألمانيا إلى DWعربية معتبراً أنّ "ما قامت به السيدة ميركل خلال دورتين قاد ألمانيا إلى النجاح لدرجة أنّ ألمانيا كانت الدولة الوحيدة التي لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية في أوروبا".
وأشار فليجة إلى أنّ "ميركل كانت تقود تحالفاً ضم الحزب الديمقراطي الليبرالي، وقد غاب هذا الحزب الآن، وهو ما يثير مخاوف بأن تكون حكومة ميركل القادمة أكثر ميلاً نحو اليمين".
"ميركل دعمت الطبقة الوسطى"
الأفغانية ريحانة فاروقي وهي صاحبة مطعم في ضاحية بادغودسبيرغ عبّرت عن سعادتها لفوز السيدة ميركل لأنها "دعمت الطبقة الوسطى، وأنا بنت الطبقة الوسطى، وكذلك فإنها تتمتع بشخصية قوية، علاوة على كونها امرأة".
ولم يتفق مع هذا الرأي الطبيب نصراللهي المنحدر من العاصمة الإيرانية طهران، مشيراً إلى أنه يؤيد شخصياً إعادة انتخاب ميركل ، لكنه عزا ذلك إلى "عدم وجود بديل أفضل، بمعنى أنها أحسن الموجودين على الساحة".
عمران محمد من ليبيا أشار إلى أن "ميركل مارست سياسات ناجحة في دورتيها السابقتين، وإعادة انتخابها تدل على وعي متقدم للشعب الألماني". فيما اعتبرت زوجته أحلام أبو رقيم أنّ ميركل أثبتت جدارتها للمنصب ولذا يكرر الألمان انتخابها، وعبّرت أحلام عن فخرها "لتولي امرأة لمنصب المستشارية في أكبر دولة صاحبة أكبر اقتصاد بأوروبا".
"فوز ميركل تقف وراءه قوى سياسية وشركات كبرى"
اللبناني أبو يوسف، الذي رفض التقاط صورة له، اعتبر أنّ انتخاب السيدة ميركل "تقف وراءه قوى سياسية وشركات كبرى، وهذا لا علاقة له بشعبيتها أو غيره".
ياسمين المغربية بنت الخامسة عشرة المحجبة المولودة في مدينة بون وحاملة الجنسية الألمانية منذ مولدها، لا تعرف العربية، وتعتبر الألمانية لغتها الأم، وقد ترددت كثيراً قبل أن تقول: "لا أحب ميركل لأن مواقفها كما اعتقد ليست في صالح الأجانب المقيمين في ألمانيا".
أما رجل الأعمال السوداني الفاتح قراشي فقد أشار إلى أنه مقيم في ألمانيا منذ 7 أعوام، وقد أنشأ شركة استثمارية، ولاقت أعماله نجاحاً، وعبّر عن سعادته لإعادة انتخاب ميركل معتبراً "أنّ نجاحي المهني في المحصلة قد يكون مرتبطاً بسياسات المستشارة ميركل". ويضيف القراشي بالقول: "ميركل تعيد ألمانيا إلى قوتها، وأن أداءها مع قضايا الشرق الأوسط يأتي دائماً متوازناً".
أتراك ومغاربة وأكراد وعراقيون آخرون رفضوا الحديث لـDWعربية، معتبرين أنّ التدخل والحديث في السياسة لم يكن قط ضمن اهتماماتهم.