كيفين كوراني: "ألمانيا مرشحة بقوة للفوز بمونديال روسيا"
١٤ يونيو ٢٠١٨DW: كأس العالم ستقام في روسيا، حيث لعبت لسنوات مع دينامو موسكو. ماذا يتبادر إلى ذهنك بكل عفوية عند الحديث عن هذه التجربة؟
كيفين كوراني: أنا مسرور لكوني عشت خمس سنوات هناك وتعرفت على كثير من الناس وعن عقلياتهم. عندما قدمت إلى موسكو كانت لدي صورة مختلفة تماما عن روسيا. لكنني تعلمت كيف أن الناس هناك منفتحين ورائعين، وأن مدينة موسكو ليست بتلك الخطورة التي تُروج عنها في الغالب. وآمل أن يزور عدد كبير من الناس فعاليات البطولة العالمية.
ما حجم اهتمام الروس بكأس العالم وإلى أي حد يصل شغف هذا البلد بكرة القدم؟
كرة القدم ليست هي الرياضة الأولى في روسيا، وإنما هوكي الجليد. فقط المباريات الكبرى في الدوري الروسي هي التي تجلب متابعة جماهيرية كبيرة، عدا ذلك هناك إقبال ضعيف من الجمهور على المباريات. لكن أعتقد أن الوضع سيتغير خلال بطولة العالم، فالإعجاب مختلف تماما والملاعب ستكون بدون شك مليئة.
هل عايشت شيئا غريبا في روسيا، في صفوف دينامو، لم تعشه في الدوري الألماني؟
كانت هناك أشياء متعددة. ففي بعض الأحيان وجب علينا اللعب في درجة حرارة تقل عن 18 درجة تحت الصفر. حتى أن الماء تجمد في القنينات في هامش الملعب. مثل هذه الأشياء تحصل في روسيا. وجيد أن تقام البطولة العالمية في الصيف.
بطولة الدوري الروسي لا تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للمتتبعين هنا. ما هي جودة كرة القدم الروسية؟
الدوري الروسي لا يمكن مقارنته بالدوري الألماني والإنجليزي أو الإسباني. فهذه الدوريات متقدمة أكثر فيما يخص التسويق أو جودة اللاعبين. لكن أربعة أو خمسة نوادي روسية لديها القدرة على المنافسة في البطولات الأوروبية.
ما هي حظوظا المنتخب الروسي الذي يشرف عليه المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف؟
أكن احتراما كبيرا لما يقدمه تشيتشيسوف، فهو يقوم بعمل جيد. لكن ذلك لن يكون كافيا لنيل لقب البطولة العالمية. فمن ناحية التجربة والجودة لا يمكن مقارنة المنتخب الروسي بنظيره الفرنسي والبرازيلي أو الألماني. وأعتقد أن منتخب روسيا قد يتعدى دور المجموعات، لكن بعد ذلك سيكون الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة له.
كيف يمكن لك وصف الجماهير الروسية، خاصة في دوري الدرجة الأولى؟
كل تجاربي مع الجماهير الروسية جيدة. فالجمهور هناك كان دوما يدعمنا بتشجيعات قوية حتى ولو أن عددهم لم يكن كبيرا داخل الملاعب.
كانت هناك في السنوات الماضية دوما تعليقات عنصرية وهوموفوبيا ولافتات في مدرجات الملاعب. ماذا عايشت في هذا الجانب، وكيف هو حجم المشكلة؟
أحطت علما بكل شيء، وأعتبر أنه من المؤسف أن يوجد باستمرار أناس أغبياء، ربما لا علاقة لهم بكرة القدم، لكنهم يريدون ببساطة تدميرها، بهذا النوع من الأعمال. ينبغي إبعاد هؤلاء الناس من الملاعب وعدم السماح لهم أصلا بدخولها.
هل المشكلة في روسيا أكبر من بلدان أخرى؟
أعتقد أن مشكلة العنصرية أو الهوموفوبيا، تظهر مجددا في كل مكان. ويوجد للأسف في كل مكان هذا النوع من الناس الذين لا يفكرون فيما يفعلون وما يمكن أن يتسببوا فيه من خسائر.
سُجل مؤخرا أيضا وجود هوليغانز روس يثيرون الشغب بالتحديد في الخارج. ما هو حجم مشكلة مثيري الشغب في روسيا؟
لم أصادف شخصيا مشاكل مع هؤلاء. والمشكلة ستكون دوما قائمة، أكان ذلك في روسيا أو بريطانيا أو ألمانيا. هؤلاء الناس يدمرون ببساطة كرة القدم. آمل أن لا يحصل ذلك أثناء البطولة العالمية في روسيا وأن لا يتسبب هؤلاء الناس في شيء.
في بعض وسائل الإعلام الغربية يتم التحذير من حضور البطولة العالمية كمتفرج. هل لهذا الأمر ما يبرره في نظرك أم أنه فقط إثارة للمخاوف؟
أعتقد أنه إثارة للخوف. التنظيم سيكون محكما إلى حد أن هذه الأشياء لن تحصل. فالاستعدادات للبطولة العالمية تكون جيدة. وأعتقد أنه يوجد عدد كاف من الناس الأذكياء الذين بإمكانهم السيطرة على الأمور. وهذا سيحصل أيضا في روسيا.
ستتابع كلاعب سابق في المنتخب الألماني مسيرة المانشافت في البطولة. كيف تقيم فرص المنتخب الألماني؟
في نظري حظوظ المنتخب الألماني جيدة، فالمانشافت أظهر في السنوات الأخيرة أنه يقدم مستوى عال في كرة القدم ويضم في صفوفه لاعبين مرموقين. كما أن بعض المواهب الشابة انضمت إلى الفريق وتواصل تطورها. المدرب الألماني يشرف منذ مدة على الفريق ويعرف كل لاعب على حدة ومؤهلاته. وأعتقد أن ألمانيا ستنال لقب بطولة العالم للمرة الثانية على التوالي.
عندما تعيد شريط ذكرياتك في مشوارك مع المنتخب وتتذكر مغادرتك لملعب دورتموند في 2008. هل ترى في ذلك أكبر خطأ مهني لك؟
في كل حال كان ذلك أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتي الكروية. لكن الشيء الإيجابي هو أنني تعلمت من ذلك. المرء يتطور مع هذا النوع من الملابسات في الحياة. بإمكاني النظر إلى أعين زملائي السابقين ومدربي، لأنني قدمت اعتذاري وأعلم بأنهم قبلوا اعتذاراتي. وهذا مهم.
كيفين كوراني لعب في صفوف فريق شتوتغارت وشالكه ودينامو موسكو وهوفنهايم. الدولي الألماني السابق والبالغ اليوم 36 عاما من العمر أنهى مسيرته الكروية في مارس 2017. وإلى جانب الأهداف الكثيرة التي سجلها مع نواديه أثار كوراني اهتماما خاصا في الـ 11 من أكتوبر 2008 عندما غادر ملعب دورتموند وانصرف إلى المنزل قبل انتهاء الوقت، بسبب غضبه من عدم إشراكه في مباراة ألمانيا وروسيا في تصفيات كأس العالم. ومنذ ذلك الحين لم يتم استدعائه لصفوف المنتخب الألماني. واليوم يعمل كوراني كمستشار لاعبين.
أجرى المقابلة يورغ شتروشاين